روسيا تتسبّب بغضب إيراني من الميليشيات العراقية: ما القصة؟

روسيا تتسبّب بغضب إيراني من الميليشيات العراقية: ما القصة؟

غضب إيراني من الميليشيات العراقية بعد تصرفها الأخير في بغداد، والسبب الأساس من الغضب هو تداعيات حرب روسيا على أوكرانيا، فما القصة؟

شهدت شوارع بغداد، الأربعاء المنصرم، رفع الميليشيات الولائية في العراق لصور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تعبير منها عن. تضامنها مع موسكو ضد أوكرانيا.

مصادر “الحل نت” الخاصة، قالت إن إيران انزعجت بشكل كبير من ذلك التصرف ووبّخت ميليشياتها في العراق، وحذرتها من تكرار مثل تلك التصرفات “الغبية” لاحقا، بحسب المصادر.

بعد الغضب الإيراني من رفع صور بوتين في شوارع بغداد، قامت قوات أمنية عراقية بإزالة صور بوتين في وقت متأخر من ليلة الأربعاء، وسط هدوء من قبل الميليشيات.

للقراءة أو الاستماع: صور بوتين بشوارع بغداد والغضب العراقي يتصاعد ضد الميليشيات

قنوات الميليشيات العراقية في “تليجرام” كانت أول من نشرت صور رفع بوتين وهي تحتفي بذلك، لكنها وبعد إزالة الصور لم تنفعل ولم تكن لها ردود فعل بالمطلق.

طهران المستفيدة الأكبر من الحرب الروسية

لكن لماذا غضبت إيران من ميليشياتها بعد رفعها لصور الرئيس الروسي؟ السبب يكمن في أن طهران هي المستفيدة الأكبر من الغزو الروسي لأوكرانيا.

تحاول إيران استغلال الحرب الروسية والعقوبات الاقتصادية الضخمة التي فرضتها واشنطن والدول الغربية على موسكو بعد غزوها لكييف، لكن كيف تستغل ذلك؟

تعد موسكو وطهران من أكبر الدول في العالم في امتلاك الطاقة وتصدير الغاز، وبعد العقوبات الاقتصادية على موسكو، من المرجح وقف استيراد الغاز الروسي من قبل دول الاتحاد الأوروبي.

ذلك إن حصل، فيعني أن أوروبا ستدخل في مأزق، وضرورة البحث عن البدائل، وهنا البديل هي إيران، خاصة وأنها تمتلك ثاني أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم.

واشنطن قالت منذ يومين، إنها تُسرّع التفاوضات مع طهران من أجل تصدير غازها إلى الغرب، ما يعني قرب انفراجة اقتصادية لطهران في حال حصول ذلك بالفعل.

السؤال هنا، كيف سيكون موقف الميليشيات العراقية من كل ما يجري؟ هل ستقبل بآوامر طهران أم أنها ستتمرد؟ وما مستقبلها في حال اختارت التمرد على إيران؟

تغير في الخطاب الميليشياوي قريبا

الميليشيات تبقى ميليشيات إلى الأبد، بحسب الباحث السياسي غيث التميمي، “لكنها تبحث دائما عن دعائم تُثبّت وجودها على الأرض بشكل أقوى مع مرور الوقت”.

وأردف التميمي في حديث مع “الحل نت”، أن تثبيت وجود الميليشيات الميداني يحتاج الانصياع لأوامر طهران وعدم التمرد عليها؛ لأنها من دون دعم طهران قابلة للذوبان في أي لحظة.

وتابع التميمي، أنه من المتوقع رؤية تغير جذري في لهجة وخطاب الميليشيات الولائية قريبا من داعمة إلى روسيا إعلاميا نحو الوقوف على الحياد ولربما صوب دعم أوكرانيا.

ولفت إلى أن، رفع صور بوتين في شوارع بغداد هي “حركات طائشة” تعبر عن سوء فهمها للسياسة الدولية، ولكنها تعلمت الدرس بعد غضب طهران منها، وستغير من لهجتها لمعاداة روسيا قريبا.

أما في حال تمرد الميليشيات، فذلك من المحال وفق التميمي، ولكن على سبيل الفرضية والجدل، فإن ذلك يعني نهايتها الحتمية، خاصة وأنها فقدت قاعدتها الجماهيرية بعد خسارتها المدوية في الانتخابات المبكرة الأخيرة.

للقراءة أو الاستماع: توضيح بخصوص تطوع عراقيين للانضمام إلى “الجيش الروسي”

واختتم التميمي، بأن الميليشيات هي صناعة إيرانية، ولا تمتلك غير تنفيذ أوامر طهران سواء قبلت بها أو لم تقبل؛ لأنها ورقة بيد إيران تحركها كيفما تشاء، وهي من تحرقها متى ما تريد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة