مع تصاعد وتيرة الحرب الروسية في أوكرانيا، وانشغال الحكومة الروسية بكافة فاصلها في هذه الحرب، يجد البعض الانشغال الروسي “فرصة ذهبية”، لتغيير موازين القوى في سوريا، لا سيما وأنه على ما يبدو أن واشنطن تسعى لصب مزيد من الاهتمام في الملف السوري، خاصة مع الإعلان قبل أيام أن شهر آذار/مارس سيكون شهر محاسبة لحكومة دمشق.

الضغط على روسيا من خلال الملف السوري

ويزيد الحديث مؤخرا حول توجه الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية، للضغط على روسيا من خلال إعادة تفعيل الملف السوري، لا سيما بعد استضافت العاصمة الأميركية واشنطن، الخميس، اجتماعاً موسعاً ضم ممثلين عن عدد من الدول العربية والغربية، لبحث الملف السوري

وبحسب ما نقلت وسائل إعلام، فقد أكد المجتمعون التزامهم بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254، ورحبوا بالإحاطة التي قدمها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسن، بما في ذلك مبادرة “خطوة بخطوة”، وهي المبادرة التي جدد معارضون سوريون رفضهم لها.

ووفق بيان نشرته وزارة الخارجية الأميركية، فإن المشاركين في الاجتماع، الذين يمثلون كلا من جامعة الدول العربية، ومصر، والاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وألمانيا، والعراق، والأردن، والنرويج، وقطر، والسعودية، وتركيا، وبريطانيا، والولايات المتحدة، إلى جانب بيدرسن، دعوا إلى تحقيق نتائج ملموسة في الجولة السابعة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية، التي ستعقد في 21 آذار/مارس الجاري.

ويرى الباحث السياسي صدام الجاسر أن واشنطن، تسعى لتفعيل الملف السوري للضغط على روسيا، لا سيما بالنظر إلى التحركات التي قامت بها خلال الفترة الأخيرة بما يتعلق بالشأن السوري.

ويقول الجاسر في حديثه لـ”الحل نت”: “البارحة أيضا وصلت قافلة أسلحة إلى منطقة التنف في سوريا، هذه الشاحنات كانت محملة بأسلحة أطلق عليها أسلحة نوعية، يبدو أن واشنطن ترسل رسالة إلى روسيا عبر الملف السوري، بأنها تستطيع تحريك الملف متى تشاء”.

ويتفق الجاسر مع الرأي الذي يقول إن الحرب على أوكرانيا، هي فرصة ذهبية لتغيير موازين القوى في سوريا، وحول ذلك يضيف: “روسيا حاليا منشغلة في أوكرانيا بشكل كبير جدا، ولكن المعارضة السورية والفصائل المسلحة لم يعد قرارها بيدها، هذه الفرصة لتركيا وللولايات المتحدة الأميركية التي تمسك بخيوط المعارضة”.

وحول إمكانية تحرك عسكري جديد من قبل فصائل المعارضة في سوريا، يوضح الجاسر: “الفصائل تخضع لتوازنات بين الدول إن كان تركيا أو أميركا أو بدرجة أقل قطر، ولا أعتقد حاليا أنه سيكون هناك أي عمل عسكري من قبل الفصائل واستغلال هذه الفرصة، إن لم يكن هناك خلافات حقيقية بين هذه الدول وبين روسيا.. بالنسبة للخطوات العملية، المعارضة المسلحة على الأرض تستطيع القيام بخطوات عملية، إن سمحت لها الدول الداعمة لها، والمعارضة السياسية ليس لها أي فاعلية”.

واشنطن للأسد: بدأ شهر المحاسبة

نشرت السفارة الأميركية في دمشق، أمس الأربعاء، تغريده عبر حسابها الرسمي على منصة “تويتر” أعلنت فيها، بأن شهر آذار/مارس الجاري سيكون “شهر المحاسبة”، مشيرة إلى أن الإفلات من العقاب “سينتهي” في سوريا.

للقراءة أو الاستماع: كيف سيدعم الأسد روسيا في غزوها لأوكرانيا؟

وذكرت السفارة أن الرئيس السوري الحالي، بشار الأسد، قد ارتكب على مدى الـ11 عاما الماضية جرائم عديدة ضد السوريين، من تعذيب واعتقالات. وأوضحت السفارة أيضا، “أنها ستسلط الضوء على كيفية قيام السوريين والمجتمع الدولي بمتابعة المساءلة عن هذه الجرائم”.

وتعليقا على التغريدة، قال متحدث في وزارة الخارجية الأميركية، في تصريح لوسائل إعلامية محلية، أنه “يظل التزامنا ثابتا بالسعي إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم في سوريا والسعي لتحقيق العدالة للضحايا”. مضيفا، “لن يرى الشعب السوري أبدا سلاما مستقرا ومنصفا ومستداما بدون مساءلة”.

وقال: “الإفلات من العقاب لا يطاق، وسنواصل الدعوة إلى المساءلة عن أفظع الجرائم. فضلا عن دعم لجنة التحقيق والآلية الدولية المحايدة والمستقلة”. وختم حديثه، “على المجتمع الدولي أن يواصل حث النظام على اتخاذ خطوات ملموسة لحماية حقوق الإنسان. بما في ذلك الالتزام بسيادة القانون ووقف التعذيب والإعدام خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري”.

الجدير ذكره، أنه في ظل الغزو الروسي لأوكرانيا، تتواصل الجهود، لإجراء محادثات بين الأطراف المعنية بالملف السوري في واشنطن اليوم الخميس. من أجل البحث عن خيارات التوصل إلى تفاهم سياسي ينهي الاستعصاء الحاصل بسوريا. في ظل تعنت روسي وتمسك بالملف السوري بغية تحقيق مصالح موسكو الاستراتيجية في المنطقة بالانطلاق من سوريا.

للقراءة أو الاستماع: اجتماع في واشنطن لبحث الملف السوري.. ما أهميته؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة