بعد تقارب الصدر والمالكي.. هل يفقد “التحالف الثلاثي” قيمته؟

بعد تقارب الصدر والمالكي.. هل يفقد “التحالف الثلاثي” قيمته؟

بعد إطلاق زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، مبادرة سياسية لانهاء حالة الانسداد والتعطيل الدستوري في العراق، إثر التدافع السياسي حول آلية تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية، بات السؤال حول مصير “التحالف الثلاثي” الأكثر حضورا، لاسيما بعد انهاء الصدر قطيعته مع زعيم “ائتلاف دولة القانون” نوري المالكي.

ويأتي ذلك في ظل التماسك الذي صوره “التحالف الثلاثي” من خلال تمسك أقطابه في مشروع تشكيل “حكومة أغلبية”، ينال فيها الحزب “الدميقراطي الكردستاني” منصب رئاسة الجمهورية، وتتبنى الكتلة الصدرية موضوع ترشيح رئيس الوزرا،ء ناهيك عن حسم القوى السنية التي تنخرط أيضا ضمن التحالف، منصب رئاسة البرلمان لصالح محمد الحلبوسي.

قد يهمك/ي: الصدر ينهي قطيعة استمرت 11 عاما مع المالكي 

انقسام شيعي

وبعد احتدام المواجهة بين الحزبين الكرديين، “الديمقراطي” و”الاتحاد الوطني الكردستاني” على منصب رئاسة الجمهورية، وانقسام الكتل الشيعية حول مرشح رئاسة الوزراء وكيفية تشكيل الحكومية، لاسيما بظل تمسك قوى تحالف “الإطار التنسيقي” بزعامة المالكي، بمشروع “حكومة توافقية”، وهذا ما لم يقبل به الصدر إطلاقا على مدى الأشهر الخمسة الماضية.

سيناريو، أثار السؤال حول مصير الكرد والسنة، لاسيما بعد أن عقدوا ثقتهم بزعيم “التيار الصدري” ومشروع “حكومة الأغلبية”، وفيما إذا كان الصدر سيتخلى عنهم بمنتصف الطريق، بذهابه نحو مشروع “حكومة توافقية”؟

وفي هذا الشأن يقول المحلل السياسي حيدر الموسوي، في حديث لموقع “الحل نت”، وقال إنه “حتى الآن لم تتم موافقة قوى الإطار التنسيقي على مرشح الصدر، جعفر الصدر ابن عمه، رغم الاتصال الثاني الذي جرى اليوم بعد أن جرى يوم أمس اتصال مباشر مع نوري المالكي بهدف اذابة الجليد”.

ولم يذهب الصدر بهذا الاتجاه إلا بعد أن وصل الانسداد السياسي إلى عدم تمكنه مع “التحالف الثلاثي” في رسم خارطة المرحلة المقبلة بدون “الإطار التنسيقي”، خاصة بعد سلسلة قرارات المحكمة الاتحادية التي ضربت بالصميم جميع أحلام “التحالف الثلاثي” بالهيمنة المطلقة على صناعة القرار السياسي
تحت شعار الأغلبية، وفقا للموسوي.

قد يهمك/ي: حديث عن حسم مرشح رئاسة الحكومة العراقية

إدراك سني-كردي

كما أن “الحزب الديمقراطي “وتحالف السيادة” الجامع للقوى السنية، قد أدركا في ذات الوقت، بأن المضي مع مشروع الصدر إلى النهاية قد لا يكن هذا الطريق معبدا بالورود، لاسميا وأن المرحلة القادمة وعرة وليست سهلة كما يتم تسويقها إعلاميا على الصعيد الداخلي والفاعل الخارجي بضمنها إيران التي اعتبرت تجزئة البيت الشيعي واضعافه يعد رسالة تهديد لأمنها القومي وهذا ما لا تسمح به ابدا”، بحسب الموسوي.

ويرى مسؤول مركز القرار السياسي، أن “مصير التحالف الثلاثي منذ البداية كان تحالف هش لا تجمعه رؤى وستراتيجيات واضحة، فحتى البيتين الكردي والسني بات من الواضح أن هناك ثمة خلافات داخلية واضحة جراء عدم قبول عدد من قياداتها بدور ثانوي والصراع على المناصب والوزارات خاصة داخل تحالف السيادة”.

ولفت إلى أنه “على الأغلب أن الأمور لن تكون كما يتوقعها البعض بنهاية الأزمة، وبحسب المعطيات فأن حتى اللحظة إن الإطار يناقش مرشح الصدر، وقد لا يتم القبول به، من دون أن ينبثق من الكتلة الشيعية الأكبر بشكل رسمي”.

قد يهمك/ي: مستجدات اتصال الصدر والمالكي والاجتماع المرتقب.. عضو عن دولة القانون يوضح

موقف كردي

بالمقابل استبعد الحزب الديمقراطي الكردستاني، اليوم الجمعة، تأثير تقارب الإطار التنسيقي والتيار الصدري على التحالف الثلاثي.

وقال النائب عن الحزب محما خليل في تصريح لقناة “العراقية الإخبارية” وتابعه موقع “الحل نت” إن “التفاهمات والحراك الذي شهدته الساحة السياسية مؤخرا لاسيما الاتصالات المتبادلة بين زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ورئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وكذلك مع رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني ورئيس تحالف السيادة خميس الخنجر ستسهم في الاسراع بحسم الاستحقاقات الدستورية الخاصة بانتخاب رئيسي الجمهورية والحكومة”.

وأضاف أن “التقارب الاخير بين الاطار التنسيقي والتيار الصدري لا يؤثر على التحالف الثلاثي”، مرجحا “انعقاد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الاسبوع المقبل”.

وأكد خليل أن “حظوظ مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني لرئاسة الجمهورية كبيرة جداً”، مبينا أن “الاتحاد الوطني الكردستاني يعول على الثلث المعطل”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة