يبدو أن هناك بعض المشاكل التي تحول دون التوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني، وتعثر مفاوضات فيينا أمام هدفها المتمثل في إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 بين الأطراف المتفاوضة.

وعلى الرغم من التقدم المحرز في المفاوضات، وفقا لتقارير صحفية غربية، فإن مستقبل الاتفاق بالنسبة لإيران على المحك، من جهة مطالبة روسيا في اللحظات الأخيرة بإعفاء من العقوبات الغربية قبل أيام، ومن جهة أخرى أعلن الاتحاد الأوروبي، اليوم، الجمعة، عن “توقف” المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني.

عوامل خارجية

قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن هناك “حاجة إلى وقفة” في مفاوضات فيينا التي دخلت في جولتها الثامنة، وأشار بوريل، في تغريدة نشرها عبر حسابه الشخصي على منصة “تويتر”، إلى أن النص النهائي المتعلق بإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية “جاهز بشكل أساسي وعلى الطاولة”، لكن هناك حاجة إلى وقفة في المحادثات بسبب “عوامل خارجية”.

ولم يشر بوريل، إلى هذه العوامل الخارجية، لكن يبدو أنها ترجع إلى مطالب روسيا الأخيرة، وهي مطالبة واشنطن بتقديم ضمانات مكتوبة بألا تؤثر العقوبات المفروضة عليها بسبب “حربها لأوكرانيا” على علاقاتها التجارية والاقتصادية والعسكرية مع إيران. غير أن الإدارة الأميركية رفضت الطلب الروسي.

وأكد المسؤول في الاتحاد الأوروبي، عبر حسابه: “بصفتي منسقا، سأستمر مع فريقي في التواصل مع جميع المشاركين في خطة العمل المشتركة الشاملة، والولايات المتحدة، للتغلب على الوضع الحالي والانتهاء من الاتفاق”.

في غضون ذلك، اتهمت وكالة “تسنيم” الإيرانية المقربة من الحرس الثوري الإيراني بإثارة “عملية نفسية”، وقالت نقلا عن مصادر “مطلعة” إنه “لا يوجد أي نص جاهز، وهناك قضيتان أو ثلاث قضايا أساسية وفرعية عالقة على طاولة التفاوض”، وفق زعم المصادر.

قد يهمك: إيران تناور من جديد في الاتفاق النووي

ماذا ردت طهران وموسكو؟

ورد الجانب الإيراني على الفور على الاتحاد الأوروبي، حيث قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، في تغريدة عبر حسابه الشخصي على منصة “تويتر”، إن أي عامل خارجي لن يؤثر على إرادتنا المشتركة للمضي قدما من أجل التوصل إلى “اتفاقية جماعية”.

وأضاف زاده، قد يكون التوقف المؤقت في “مفاوضات فيينا”، من شأنه أن يمهد الطريق لحل القضايا المتبقية والعودة النهائية إلى فيينا.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، على أن “جميع الأطراف سيركزون بشكل أساسي على إنجاح مفاوضات فيينا”.

بدوره، قال المبعوث الروسي، ميخائيل أوليانوف، لمفاوضات فيينا، في لقاء صباح اليوم الجمعة، مع أحد منسقي الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، إنريكي مورا، إنه على الرغم من إعلان الاتحاد الأوروبي عن “التوقف المؤقت” لمفاوضات النووية الإيرانية، “سنواصل العمل مع جميع الوفود لتسوية القضايا العالقة في أقرب وقت ممكن”، في تغريدة عبر حسابه الشخصي على منصة “تويتر” قبل قرابة ساعة.

بينما روسيا تعتبر أن الورقة الإيرانية، ورقة مهمة في يدها للضغط على الغرب في ملف أوكرانيا، كما أنه من غير صالح روسيا أن يتم توجه الغرب للحصول على النفط الإيراني في الوقت الحالي، وهذا ما يؤثر على إمدادات النفط الروسية، لذلك تجد روسيا أن من مصلحتها عرقلة التوصل لهذا الاتفاق في الوقت الحالي.

وقال الباحث في الشأن الروسي، لموقع ”الحل نت” خلال حديث سابق، إنه يمكن أن تعرقل روسيا الاتفاق النووي الإيراني. انطلاقا، من الظروف الحالية التي تمر بها العلاقات بين روسيا والغرب. مضيفا، أن توقف الغرب عن شراء النفط الروسي، في الوقت الذي يبحث فيه الغرب عن بدائل، يمكن أن يجعل إيران بديلا لروسيا. حيث يراهن الغرب على قدرة إيران على ضخ كميات كبيرة من النفط قادرة على تعويض النفط الروسي.

وأوضح سامر إلياس، أن التوصل لحل في الملف النووي الإيراني، يفقد روسيا عوامل مهمة وميزات تتمتع بها. كما أنه سيجعل من إيران، أقوى في سوريا، وفي منطقة القوقاز، وهذا ما لا تريده روسيا.

يأتي هذا بينما أصدرت ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة بيانا مشتركا لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل ثلاثة أيام قالوا فيها: إن عملية التقدم في البرنامج النووي الإيراني يجعل ملف إحياء الاتفاق النووي لا يمكن أن يبقى على الطاولة إلى أجل غير مسمى، ونافذة الفرصة على وشك الانغلاق.

وقالت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في بيان إنه لا ينبغي لروسيا إضافة شروط جديدة للاتفاق ودعت إيران إلى الامتناع عن تصعيد التوترات.

وفي الوقت نفسه، يرى مراقبون أن طهران تريد الصفقة الآن أكثر من ذي قبل. لأن أسعار النفط المتزايدة قد تساهم بشكل كبير في تعافي الاقتصاد الإيراني المتضرر من العقوبات.


قد يهمك: لماذا تُعرقل روسيا الاتفاق النووي الإيراني؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.