هناك نقص في الطلب على منتجات النحل في سوريا بسبب الاقتصاد الفاشل، وتوقف الصادرات، ونقص القوة الشرائية للسكان السوريين، فالكثير من النحالين يشعرون بالقلق حيال تضرر مهنتهم، فبحسب رئيس نقابة النحالين السوريين، إياد دعبول، فإن هناك صعوبة في بيع العسل، وهو ما ينسبه إلى سنوات الصراع عندما توقفت الصادرات بشكل دائم؛ بسبب الحصار وإغلاق الحدود والقضايا المتعلقة بالشحن.

10 آلاف نحال تركوا المهنة

“هناك فائض في إنتاج العسل في سوريا”، هكذا قال إياد دعبول، رئيس اتحاد النحالين في سوريا، معللا ذلك، لأن قيمة الإنتاج وصلت إلى 2500 طن، ويحتاج السوق إلى 1200 طن فقط، لذا هناك فائض 1300 طن، كنتيجة مباشرة للعمل الذي قام به النحالون.

وعن تعليق الصادرات في السنوات السابقة، أوضح دعبول، أنه يعمل على إعادة الاتصال بدول مثل العراق ولبنان، حيث تعامل من قبل معهم، وكانت الاستجابة جيدة، لكنه أشار إلى أن الأمر سيستغرق عاما أو عامين للحصول عليها، وتعود الأمور إلى طبيعتها.

وتشير التقديرات، إلى أنه قبل الحرب كان هناك 30000 مربي نحل؛ والآن هناك 20000 فقط. ووفقا لدعبول، فإن سبب انخفاض أعداد النحل يرجع إلى الإفراط في استخدام المبيدات الحشرية. وضعف المراعي نتيجة الحرائق الأخيرة، وتصورات المزارعين الخاطئة بأن النحل مضر لهم.

وأكد دعبول في تصريح لموقع “أثر برس” المحلي، أن ارتفاع أسعار البنزين والسكر من أهم التحديات التي يواجهها النحالون اليوم، وأنهم بحاجة إلى المساعدة في هذا المجال. مبينا أن سعر كيلو العسل الطبيعي يتراوح بين 25 ألف ليرة و35 ألف ليرة سورية.

للقراءة أو الاستماع: الدبور الأحمر يهدد النحل وإنتاج العسل في القنيطرة

أسواق العسل في سوريا غارقة بالكساد

اضطر عدد من النحالين إلى بيع نصف خلاياهم، لأنهم لم يستطيعوا تصريف الإنتاج. إذ كان لدى أغلبهم 60 خلية، لكن حاليا لا يمتلكون سوى 30 نحلة فقط. حيث بقيت كميات كبيرة من العسل لديهم، لكنهم لم يتمكنوا من بيعه منذ بدء الموسم الجديد.

ونتيجة لذلك ، قال النحال سامر أحمد، إن “الثمن الذي يدفعه التاجر عند اقتناء كل كيلو عسل من هذه السلعة لا يغطي التكلفة وإذ لا يتجاوز المبلغ المعروض 10-13 ألف ليرة”.

لكنه أشار، إلى أن “الخلية وحدها تجاوزت تكلفتها 300 ألف ليرة، قبل أن تبدأ العمل في جميع مراحلها”. مضيفا أن سعر الجملة يجب ألا يقل عن 20 ألف ليرة للكيلو لينجح المربي في تربية النحل. ومع ذلك يبيع النحالون بخسارة بسبب نقص التسويق.

ولفت إلى أن “جميع زملائه الذين نقلوا خلايا النحل إلى أماكن وجود حبة البركة في الغاب هذا الموسم، وتكلفوا مبالغ نقل ومعدات كبيرة، ذهبت جهودهم هدرا بسبب انخفاض الإنتاجية لهذا العام”.

للقراءة أو الاستماع: الاختفاء المفاجئ للنحل.. ظاهرة غريبة في درعا وأسبابها غير محددة حتى الآن

النحل يهاجر من سوريا

بعد ملاحظة موت وهجرة مستعمرات النحل في منطقتي نوى وخربة غزالة بمحافظة درعا جنوبي البلاد، في ظاهرة تعتبر الأولى من نوعها، تراجعت تصريحات المسؤولين السوريين حول ظاهرة هجرة النحل من سوريا، مع تفاقم المشكلة وتداولها في وسائل الإعلام المحلية.

من المرجح أن تستمر أوضاع طوائف النحل المهاجرة، بحسب عبد الرحمن قرنفلة، المستشار الفني في غرفة زراعة دمشق، لا سيما أن مربي النحل لديهم فراغ معرفي في الزراعة وتربية النحل.

وبدأت القصة في درعا في كانون الثاني/يناير الفائت، بحسب الخبير الزراعي، عبد المولى أبازيد، في حديث سابق لـ”الحل نت”، عندما قدم مزارعو النحل في الريف الغربي لمحافظة درعا بلاغات إلى وزارة الزراعية تتحدث عن هجرة دورية للنحل. ولخطورة الموضوع، قامت الوزارة بتشكيل لجنة من اتحاد النحالين، وجمعية النحالين، والبحوث والصحة الحيوانية لبحث أسباب وعوامل هذه الظاهرة.

رئيس الأمانة العامة لاتحاد النحالين، ذاته أطلق في السادس من الشهر الجاري، جرس إنذار لتدارك ما يحدث في قطاع النحل. وأوضح حينها، أن الاعتماد على التجارب الفردية والشخصية والاجتهادات في علاج مرض “الفاروا” – وهو من أبرز الأمراض التي تصيب النحل- يؤدي إلى قصر عمر النحل بنسبة أكثر من 50 بالمئة.

والجدير ذكره، أن الحكومة السورية تدعي دعمها للقطاع الزراعي وللمزارعين والفلاحين في المحافظات السورية بمبالغ طائلة. إلا أن القطاع الزراعي في سوريا يتدهور بسبب أزمة الخدمات وغلاء المستلزمات الزراعية من جهة. والجفاف الذي بات أحد المشكلات الرئيسية من جهة أخرى. ورغم الإنتاجية الجيدة إلا أن الأسعار لا تزال في ارتفاع مستمر.

للقراءة أو الاستماع: هذه أسباب هجرة النحل من سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.