مع تأرجح اقتصادها، صرحت روسيا أنها تريد حماية مكتوبة (خطية) في صفقة الاتفاق النووي مع إيران لضمان تجارتها، ولذلك من المرجح أن تتوقف المفاوضات الآن، إذ قال دبلوماسيان إن المحادثات النووية الإيرانية على شفا الانهيار بسبب المطالب الروسية في اللحظة الأخيرة.

توقف المفاوضات

التركيز الرئيسي لمنشورات الصحف الإيرانية، أمس السبت، كان حول “وقف المفاوضات النووية”، على الرغم من أنه في الأيام العديدة الماضية، كانت العديد من هذه الصحف تتحدث عن التقدم المحرز في المناقشات في فيينا لتوقيع وتجديد معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (معاهدة حظر الانتشار النووي).

وبعد أيام قليلة من طرح المعايير الجديدة لروسيا في فيينا، تم الإعلان عن تعليق المفاوضات النووية، وهو ما اعتبرته موسكو عائقا مخططا واستراتيجية مقصودة ضد الاتفاق النووي.

وقال رئيس السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الجمعة الفائت، إن “الاعتبارات الخارجية” استلزمت تأجيل المفاوضات. ومع ذلك، رفض تقديم أي تفاصيل.

وتعليقا على القضية، قالت صحيفة “آفتاب يزد” الإيرانية، إنه عند الإشارة إلى “عوامل خارجية”، فتوجه أصابع الاتهام إلى روسيا، مستشهدة بطلب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الحصول على ضمانات من شأنها أن تضمن فوائد البرنامج النووي. وعدم سريان العقوبات المفروضة على موسكو حاليا، عندما يتقرر العودة إلى الاتفاق النووي.

كما وذكرت إحدى المجلات الإيرانية المناهضة لروسيا في الاتفاق النووي، “صدى إصلاحات”، في صفحتها الرئيسية، “عصا روسيا والصين في عجلة الاتفاق النووي”، مبينة أن وجهات النظر الروسية الأخيرة تعزز احتمالية فشل المناقشات النووية وفشل الاتفاقية النووية تماما.

للقراءة أو الاستماع: إيران تناور من جديد في الاتفاق النووي

الصين وروسيا تحرصان على فشل الاتفاق النووي

وفي السياق ذاته، ذكرت ذات الصحيفة، أن الصين كانت عاملا رئيسيا في تعطيل المناقشات النووية. كما طلبت تأكيدات من واشنطن بشأن إعادة الاتفاق النووي. ونتيجة للعقوبات المفروضة على روسيا والمحتملة على الصين، قالت الصحيفة إن روسيا والصين تهدفان إلى انتزاع كل الموارد الإيرانية والاستفادة من ورقة إيران لمواجهة هذه العقوبات وربما أخذ تايوان بالقوة.

سيكون من الأفضل للصين وروسيا عدم إحياء اتفاقهما النووي وعرقلة المناقشات في فيينا، وفقا لتحليل هذه الصحيفة.

وتعليقا على ذلك، قال دبلوماسيون إن المفاوضين من القوى العالمية المعنية – بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والصين، وكذلك كبار الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي – لا يمكنهم إيجاد طريقة لتلبية المطالب.

ولذلك بعد 11 شهرا من المفاوضات المتقطعة في فيينا، ستتوقف المحادثات للسماح بإجراء محادثات ثنائية بين إيران وروسيا حول الوضع. حيث تبدو إيران حريصة على إنهاء الصفقة، بالنظر إلى الإيرادات المحتملة التي يمكن أن تكسبها من تصدير نفطها مع ارتفاع الأسعار الآن وحاجتها إلى تخفيف العقوبات.

وتشعر موسكو بالقلق إزاء التدفق المتوقع للنفط الإيراني إلى السوق بعد استعادة الاتفاق النووي. الأمر الذي من شأنه أن يخلق منافسة على النفط الروسي ويخفف أسعار الطاقة. مما قد يمكّن الغرب من فرض مزيد من العقوبات على روسيا بسبب هجومها على أوكرانيا.

للقراءة أو الاستماع: الاتحاد الأوروبي: مفاوضات فيينا مع إيران “توقفت” بسبب “عوامل خارجية”

دول أوروبية تحذر من انهيار الاتفاق

وفي السياق ذاته، حذرت كل من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا أمس السبت، من أن المفاوضات بخصوص إحياء الاتفاق النووي مع إيران قد تنهار بسبب المطالب الروسية، مشددة على وجوب إبرام الاتفاق المطروح على الطاولة على وجه السرعة.

وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك، إن المطالب الروسية بضمان تجارتها مع إيران تهدد بانهيار اتفاق نووي شبه مكتمل. مضيفا، “لا ينبغي لأحد أن يسعى لاستغلال مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) للحصول على ضمانات منفصلة عن الخطة”. وتابع أن “هذا يهدد بانهيار الاتفاق”.

وبصرف النظر عن العقبة الروسية، يعتقد المسؤولون أن مسودة الوثيقة المكونة من 20 صفحة تم الانتهاء منها في الغالب مع استمرار بعض التعديلات التحريرية الصغيرة. في حين قال أشخاص مطلعون على المناقشات، إن هناك تسوية على وشك الظهور بشأن الطلب الإيراني المثير للجدل بإخراج “الحرس الثوري”، وهو فرع عسكري إيراني، من قائمة الإرهاب الأميركية.

وأوضح المسؤولون، إن استعادة الاتفاق النووي بدون روسيا ممكن نظريا. لكن سيتطلب الأمر في المقام الأول العثور على دولة أخرى، مثل الصين أو حتى كازاخستان. لشحن فائض اليورانيوم المخصب من إيران، واستبداله باليورانيوم الطبيعي، والعمل مع إيران لتحويل مصنع “فوردو” النووي إلى منشأة بحثية.

الجدير ذكره، أنه على الرغم من التقدم المحرز في المفاوضات لاستعادة الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وفق ما تناقلته تقارير صحفية غربية. إلا إن مستقبل الاتفاق لإيران بات على المحك بعد مطالبة روسية في اللحظات الأخيرة بإعفاء من العقوبات الغربية. فيما يبدو أن الولايات المتحدة غير مستعدة للتعامل مع روسيا بشأن هذه المسألة.

للقراءة أو الاستماع: دور عربي جديد في سوريا لمواجهة النفوذ الإيراني؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.