تشهد المحافظات السورية منذ عدة أيام انخفاضا حادا في درجات الحرارة، وعاصفة مطرية في معظم المدن، خاصة الساحلية منها. مع التيارات الشمالية الغربية في الغلاف الجوي العلوي، حيث انخفضت درجات الحرارة في شهر آذار/مارس الجاري عن متوسطها بمقدار 10 درجات، وفق الأرصاد الجوية السورية.

ولم تكن هذه الموجة في الحسبان أبدا، إذ عادة خلال هذه الفترات يكون الطقس دافئا نوعا ما وكثير من الناس يتخلون عن وسائل التدفئة.

“بيدون” المازوت بـ100  ألف إن وجد!

ارتفع سعر ليتر المازوت في السوق السوداء، الذي اضطر المواطنون للجوء إليه في ظل إلغاء عملية توزيع الدفعة الثانية من المخصصات، إلى 4500 – 5000 ليرة سورية.

واشتكى عدد من المواطنين، حول إيقاف الحكومة عن توزيع الدفعة الثانية من مازوت التدفئة (50 لترا)، بالسعر المدعوم، على العائلات في سوريا.

وبحسب شكاوى المواطنين التي وردت لموقع “أثر برس” المحلي، اليوم، اضطر عدد منهم لشراء المازوت من السوق السوداء، ليتفاجؤوا بارتفاع سعره خلال هذه اليومين إلى 100 ألف ليرة سورية لـ “الغالون”، بعدما كان يقدر قبل أيام 80 ألفا، وسعة “الغالون” الواحد يبلغ 20 ليترا.

بدوره تواصل موقع “أثر برس” السوري، مع الجهات المختصة، للحصول على توضيح حول بطء آلية توزيع مخصصات الدفعة الثانية من المازوت أو إذا ما تم إيقافه تماما، لكن لم يصرح أحد لهم، وكانت جميع الإجابات بأن “الموضوع عند وزارة النفط”.

فيما قالت مصادر مطلعة أن الحكومة ومن ضمن إجراءاتها الاحترازية في مواجهة تداعيات الغزو الروسي على أوكرانيا، أوقفت توزيع الدفعة الثانية من مازوت التدفئة (50 ليتر)، بالسعر المدعوم، على العوائل في سوريا، بحسب تقرير لموقع “المشهد” السوري، أمس.

وبحسب المتابعين، فإن الحكومة لم تكن تضع في حساباتها أن تعود موجة الصقيع مع حلول فصل الربيع في شهر آذار/مارس الجاري، وبالتالي عودة أصحاب البطاقات للمطالبة بحصتهم من مازوت التدفئة.

ووفقا لتقرير موقع “المشهد” المحلي، الأمس، أكد بعض المواطنين، إنهم ومنذ أكثر من شهر تلقوا رسائل عن حجز دور استلام مازوت التدفئة، لكنهم لم يستلموا مخصصاتهم بعد، كما أن الـ 50 ليتر بالسعر الحر لم يحصل عليها إلا القلة القليلة، في ظل تكتم الجهات المعنية عن إعلان حجم الكميات الموزعة، والتي في أحسن الاحوال لم تتعدى الـ 5 بالمئة.

ومنذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، اتخذت حكومة دمشق عددا من الإجراءات، من بينها تقنين توزيع المشتقات النفطية، لكنها فشلت في احتواء هذه الأزمة. وبات المواطنون يتجهون إلى شراء المازوت من السوق السوداء، إلى جانب توفره بشكل محدود، في ظل هذه الموجة الباردة التي ضربت البلاد منذ أيام.

قد يهمك: السوريون محرومون من مازوت التدفئة.. البلاستيك والملابس بدلاً عنه

البلاد مقبلة على منخفضين جويين

وأفادت الأرصاد الجوية السورية، بأن درجات الحرارة في سوريا للارتفاع مع بقائها أدنى من معدلاتها بنحو 6 إلى 9 درجات مئوية نتيجة تأثر البلاد بامتداد مرتفع جوي سطحي يترافق بتيارات شمالية غربية في طبقات الجو العليا.

وأضافت الأرصاد الجوية عبر صفحتها الشخصية في منصة “فيسبوك”، أن درجات الحرارة ستوالي ارتفاعها غدا الخميس، مع بقائها أدنى من معدلاتها بنحو 5 إلى 7 درجات مئوية.

وتشير التوقعات الجوية الأخيرة إلى أن البلاد على موعد مع منخفض قطبي آخر، الأسبوع المقبل، مع عودة للرياح والأمطار والثلوج.

وقال متنبئ الطقس زكريا العيسى لإذاعة “شام أف إم” المحلية: إن “البلاد مقبلة على منخفضين جويين، الأول يبدأ يوم الخميس على المناطق الساحلية والشمالية، ومن الجمعة يمتد إلى باقي المناطق، مترافق بهطولات مطرية وثلجية على المناطق الشمالية، أما الثاني يبدأ يوم الثلاثاء المقبل، وهو أقل برودة من المنخفض الحالي لكنه سيستمر لثلاثة أيام، مترافق بهطولات مطرية وثلجية ممزوجة بالأمطار، والحرارة ستكون أدنى من معدلاتها بحدود الـ 5 إلى 7 درجات”.

بالمقابل زادت ساعات التقنين الكهربائي في بعض المحافظات إلى 8 ساعات مقابل ساعة وصول تحدث خلالها العديد من الانقطاعات بسبب الحماية من التردد، ونتيجة العاصفة المطرية في الأيام الماضية، تسبب في  ضرر كبير بالشبكة الكهربائية في عدة مناطق من المحافظات السورية (حمص- طرطوس- اللاذقية- دمشق وريفها)، حيث انهارت العديد من جسور التوتر العالي، وكذلك انقطاع شبكات توتر منخفض في بعض التجمعات السكنية.

وأدت هذه الأضرار إلى انقطاع الكهرباء عن أغلب مناطق الساحل السوري وبعض مدن الداخل السوري، وتعرضت الشبكات الكهربائية في سوريا، للعديد من عمليات التعدّي والسرقة، تطال الأكبال الكهربائية، ما يؤدي إلى مزيد من الانقطاع في الكهرباء، فضلا عن الأضرار المادية.

وتتصاعد وتيرة الأزمة المعيشية في سوريا، مع تدهور الواقع الاقتصادي، وسط انتقادات واسعة للحكومة في دمشق، نتيجة فشلها في تنفيذ قراراتها وتوزيع الحصص على المواطنين من مخصصاتهم من دفعات المازوت “للتدفئة”.

في حين خصصت الحكومة 100 ليتر لكل عائلة في سوريا، غير أنها لم تلتزم في توزيعها بالكامل، أكدت مصادر محلية لـ “الحل نت”، في وقت سابق، أن الحاجة الفعلية لهم للتدفئة في الشهر الواحد تصل إلى نحو 150 ليتر، وبالتالي يضطر بعض المواطنين التوجه إلى شراء المازوت من السوق السوداء وهو الأغلى سعرا.


قد يهمك: “دون حسيب ورقيب”.. سرقات متكررة لأسلاك الكهرباء بسوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.