في ظل تفاقم المشكلات البيئية في العراق، جراء الاعتماد على استخدام مصادر الطاقة الكلاسيكية، التي تتسبب بانبعاثات ضارة، تعمل وزارة البيئة العراقية، على إعداد خطط استراتيجية من شأنها توفير طاقة نظيفة للمواطنين، للحفاظ على البيئة من الانبعاثات الغازية واستخدامات الوقود المتعددة.

وتواجه مشاريع الطاقة المتجددة تحديات ومشكلات على نطاق واسع في البلاد، تكمن أهمها بالاستهلاك الكبير للطاقة من قبل المواطنين والهدر في استهلاكها، مما يتطلب العمل بسياسة خاصة لاستيراد الأجهزة الكهربائية، وفقا لمدير دائرة التوعية والإعلام البيئي في الوزارة أمير علي الحسون.

للمزيد: التلوث البيئي يخنق سنجار بسبب العبوات الناسفة والألغام

مشاريع بعيدة المدى

وأكد الحسون في تصريح لصحيفة “الصباح” الرسمية، وتابعه موقع “الحل نت”، أن “الوزارة تعمل على إعداد خطط استراتيجية، إلى جانب دورها الإشرافي لتطبيق المشاريع بعيدة المدى الخاصة بالطاقة المتجددة التي من شأنها توفير طاقة نظيفة للمواطنين تحافظ على الملف البيئي من الانبعاثات الغازية واستخدامات الوقود المتعددة، إلى جانب حملات التوعية لترشيد استهلاك الكهرباء”.

كما أن “انضمام العراق لاتفاقية باريس للمناخ تلزمه بتقليص استخدامات الوقود وإنتاج النفط أسوة بدول العالم التي وقعت على الاتفاقية، إذ سيكون تنفيذها على أرض الواقع ممتدا إلى العام 2030، مما سيمهد إلى الاتجاه نحو استثمار الاقتصاد الأخضر لزيادة الموارد الطبيعية وتعظيمها”.

وفي وقت سابق من عام 2020، أعلن الرئيس العراقي برهم صالح في كلمة ألقاها في القمة الافتراضية عن طموح المناخ، عن خطط وجهود حكومية لتحجيم الآثار السلبية للتغيرات المناخية، تقوم على “توجه نحو حقبة جديدة في دعم الطاقات المتجددة وتخفيض انبعاث الكربون والتلوث”.

وفي أيلول/سبتمبر 2020 صوت البرلمان العراقي على الانضمام إلى اتفاق باريس للمناخ، ما يعني الشروع في حقبة جديدة ونقلة نوعية تبنى على التنوع الاقتصادي.

للمزيد: أزمة الكهرباء في العراق: هل ستجد بغداد بديلاً للاحتكار الإيراني لملف الطاقة؟

سياسات عليا

وأشار إلى أن العراق شرع بكتابة وثيقة الإسهامات الوطنية، باعتبارها السياسة العليا للبلاد حول التغيرات المناخية، تأسيسا للاقتصاد الأخضر والمستديم.

وبحسب دراسة سابقة أعدتها شبكة “النبأ المعلوماتية”، وتابعها “الحل نت”، فقد تفاقمت مشكلة تلوث مكونات البيئة المختلفة في العراق، نتيجة الإهمال والفساد والحروب التي امتدت لعقود، حيث تراكمت في البيئة العراقية مختلف أنواع الملوثات الصلبة والسائلة والغازية ذات الطبيعة الكيميائية والحيوية والنووية، ودخل معظمها في النظم البيئية المختلفة، وبات يهدد ديمومتها وسلامة مواردها.

كما تعاني مدن العراق من تراجع في جودة الهواء بسبب الانبعاثات الملوثة الصادرة عن المصادر الثابتة والمتنقلة المختلفة والمنتشرة في جميع المدن، إضافة إلى إن التربة تعاني بشكل رئيسي من رمي النفايات والمخلفات المتنوعة ذات المصادر المختلفة، فضلا عن عدم تطبيق القوانين والتشريعات لمنع تلوث الماء والهواء والتربة.

للمزيد: العراق يتجه لاستخدام “الطاقة الشمسية”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.