على الرغم من أن تصريحات المسؤولين في الحكومة السورية باتت ثقيلة على المواطنين بسبب عدم جدواها في حل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد، إلا أن ما نقلته وسائل الإعلام المحلية عن مدير حماية المستهلك في وزارة التجارة الداخلية، كان محط جدل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.

“زيارة أمي” تصريح متداول

تسبب الخطأ المطبعي الذي ورد في صحيفة “الوطن” المحلية، أمس الأحد، بإثارة الجدل بين السوريين، لا سيما وأن التصريح صدر عن حسام النصر الله، الشخصية المعنية في تبيان وتبرير ارتفاع أسعار المواد الغذائية وسيران القدرة الشرائية للسكان والتجار.

مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية، حسام النصر الله، قال لإذاعة “ميلودي” المحلية، مساء أمس الأحد، إن التصريح المتداول والذي احتوى على جملة “زيارة أمي”، كان بسبب خطأ مطبعي، ورد عبر الصحيفة، وتم تصحيحه. كما أوضح أنه من قام بالجولة يوم أمس والاطلاع على واقع توفر المواد والأسعار في سوق الهال.

وكانت الصحيفة، قد استبدلت حرف السين بكلمة أمس، بحرف الياء. فتحول التصريح الذي أفاد به نصر الله، إلى أن أمه من قامت بجولة في أسواق الخضروات والفاكهة.

وبعد تعديل الخطأ، الذي أثار موجة من السخرية من ناحية، وموجة غضب من ناحية أخرى، أصبح التصريح كالتالي: “خلال جولة أمس على سوق الهال لاحظت توافرا للمواد أكثر من اليوم الذي سبقه. ومن المؤكد أن تتوافر الخضار والفواكه بشكل أكبر خلال الأيام القادمة. وبالتالي ستنخفض أسعارها وذلك بحسب العرض والطلب”.

للقراءة أو الاستماع: في يوم واحد… كشف 30 طن مواد غذائية مغشوشة بسوريا

مسؤولو الحكومة في تناقض مستمر

وفي تبريرات جديدة للمسؤولين في الحكومة السورية عن رفع الأسعار، نقلت صحيفة “الوطن” المحلية، أمس الأحد، عن النصر الله، أن العواصف والأمطار التي هطلت خلال الفترة الماضية أدت إلى منع الفلاحين من جني المحاصيل الزراعية بالشكل المطلوب، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الخضار والفواكه في الأسواق بشكل بسيط نتيجة قلة هذه المواد.

كما بين النصرالله، أن أحد أسباب ارتفاع الأسعار اليومي في الأسواق، الأزمة الأوكرانية التي أثرت في الاقتصاد والأسعار في كل دول العالم وليس في سوريا فحسب. وفق تعبيره. مشيرا إلى وجود ارتفاع لأجور شحن المواد الواردة إلى سوريا. إضافة لوجود بعض العوائق باستيراد المواد وارتفاع أجرة شحنها بحسب مصدرها والمكان التي تشحن منه. معتبرا أن كل هذه العوامل أدت إلى ارتفاع أسعار المواد المستوردة.

رئيس مجلس إدارة جمعية حماية المستهلك عبدالعزيز المعقالي، وصف قبل أيام، كل ما تنادي به الحكومة من تحسين للواقع المعيشي للمواطن وتأمين احتياجاته هو مجرد تصريحات، لا أساس لها على أرض الواقع. ورأى أن الحكومة شريك في ارتفاع الأسعار والفوضى العارمة في الأسواق، والارتفاع بأسعار السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية من فوط أطفال ومنظفات وغيرها، حسب متابعة “الحل نت”.

كما حمل المعقالي حينها، دوريات التموين وحماية المستهلك مسؤولية ذلك نظرا لعدم وجود عناصر كافية للقيام بمهامهم. خاصة أن هناك تجارا محتكرين همهم الاستفادة من الأزمة ورفع أسعار السلع وزيادة أرباحهم الفاحشة المرهقة للمواطن. وأضاف”نناشد التجار ورجال الأعمال بأن يتقوا اللـه في الوطن وخاصة أننا قادمون على شهر رمضان”.

للقراءة أو الاستماع: تمر بالحشرات وحليب كيماوي في الأسواق السورية

لا التزام حكومي بالقرارات

ومع حلول شهر رمضان الأسبوع المقبل، أفاد رئيس شعبة المطاعم في غرفة السياحة بدمشق ماهر الخطيب، السبت الفائت، إنه سيتم إغلاق معظم المنشآت خلال شهر رمضان المقبل بسبب الارتفاع الخيالي في أسعار الغاز الصناعي والمازوت وارتفاع سعر تنكة الزيت والمواد الغذائية الأخرى بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.

https://twitter.com/WestAsia21/status/1508158604951658505?s=20&t=uj6JWbxYG0PI2s1Poej_kQ

كما أضاف رئيس شعبة المطاعم في غرفة السياحة بدمشق للإذاعة المحلية، أن للمنشآت السياحة وحتى المنشآت التابعة للحرفيين مستحقات شهرية من المازوت وهذه المستحقات منذ ثلاثة أشهر انخفضت إلى 50 بالمئة ومنذ حوالي الشهرين الكمية التي خفضت إلى 50 بالمئة أيضا تم تخفيضها بنسبة 50 بالمئة. بمعنى من كانت مستحقاته 1000 ليتر مازوت انخفضت إلى 250 ليتر، وفي الشهر الماضي لم نستلم المخصصات نهائيا، وفق تعبيره.

وقبل أيام أفادت صحيفة محلية، برفع أصحاب المطاعم الشعبية لأسعارها، وذلك “من دون انتظار الأسعار الجديدة المقرر الإعلان عنها فيما يخص المأكولات الشعبية (الفلافل والبطاطا) وأسعار الصمون والكعك والخبز السياحي“.

من جانبهم برر أصحاب المطاعم رفع الأسعار، بارتفاع التكاليف والأجور. فضلا عن ارتفاع أسعار كافة مستلزمات العمل، والمواد الداخلة في صنع السندويش والمأكولات، وفقا لتقارير صحفية محلية.

قد يهمك: سوريا.. المطاعم الشعبية ترفع أسعار أصنافها بدون استئذان

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.