تجدر الإشارة مع اقتراب شهر رمضان، إلى أن غالبية السوريين في مختلف المناطق يعتمدون بشكل أساسي على التحويلات الواردة من الخارج، خاصة بعد تدهور القيمة الشرائية لليرة السورية وارتفاع الأسعار بشكل كبير. وبحسب خبراء اقتصاديين، فإنه يتم توجيه التحويلات لصالح “تجار الأزمات” السوريين الذين يستفيدون من أسعار الصرف المتعددة.

ما نسبة الحكومة من الحوالات؟

في ظل عدم وجود أرقام وتصريحات رسمية تحدد حجم التحويلات إلى سوريا، من المتوقع أن تتضاعف نسبة التحويلات المرسلة من قبل أقارب المواطنين خارج سوريا إلى المقيمين في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية، وبشكل خاص في شهر رمضان.

https://twitter.com/TheSyrianTweet/status/1497310245089067009?s=20&t=Z7ZCuvRMBfAMWKLhV2sMFA

وفي هذا الصدد، ذكر نائب عميد كلية الاقتصاد، علي كنعان، أن القيم التقديرية للحوالات التي تصل بشكل يومي خارج شهر رمضان، عبر شركات الصرافة المرخصة والطرق غير الرسمية في السوق السوداء، بناء على إيضاحات مصرف سوريا المركزي قليلة، موضحا أنها تتضاعف خلال شهر رمضان بسبب إرسال العديد من السكان خارج سوريا، أموالهم للزكاة ولأغراض خيرية.

وبحسب كنعان، الذي قال لصحيفة “الوطن” المحلية، الثلاثاء الفائت، إن قيمة الحوالات الرسمية خارج شهر رمضان تقدر بحوالي سبعة ملايين دولار في اليوم، لذا من المتوقع أن تصل قيمة الحوالات الواردة من خلال شركات الصرافة المرخصة للعمل رسميا خلال شهر رمضان فقط، إلى حوالي 420 مليون دولار أميركي.

وطبقا لحديث نائب عميد كلية  الاقتصاد، من المتوقع وصول حوالات مالية بقيمة 240 مليون دولار في المتوسط ​​بطرق غير رسمية (السوق السوداء) فقط خلال شهر رمضان، حيث تقدر قيمة التحويلات التي تصل بطرق غير رسمية بحوالي ثلاثة إلى خمسة ملايين دولار، يوميا خارج شهر رمضان.

للقراءة أو الاستماع: بعد تراجع قيمة الليرة السورية.. البنك المركزي يعدّل شروط الحوالات

سعر الصرف يحدد أرباح الحكومة

تعليقا على ذلك، قال أحد مالكي محال الصرافة في درعا، لـ”الحل نت”، إن فروقات أسعار التصريف داخل سوريا والتي يقررها البنك المركزي السوري، هي من تحدد القيمة الربحية للدولة. وتوضحيا لهذه النقطة، فإن السعر الرسمي للصرف في سوريا، هو 2925 ليرة سورية، في حين أنه يتجاوز الضعف داخل السوق السوداء.

وأوضح المصدر – فضل عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية – أن القطع الأجنبي يستفيد منه البنك المركزي فقط. في حين أن التسليم داخل البلد من محال الصرافة الرسمية بالليرة السورية فقط. ولذا فإن نصف المبلغ المتوقع من الحوالات هي أرباح للحكومة السورية وتجار السوق السوداء.

وسجل سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية خلال تداولات اليوم الثلاثاء، انخفاضا ملحوظا في عموم المحافظات السورية وبشكل أكبر في إدلب. إذ بلغ سعر صرف الدولار في دمشق، للشراء 3905، وسعر مبيع يبلغ 3955 ليرة للدولار الواحد. بمدى يومي بين 3950 و 3960 ليرة.

وبالنسبة إلى إدلب، فقد انخفض سعر صرف الدولار بمقدار 20 ليرة عن آخر إغلاق (أي بنسبة تقارب 0.51 بالمئة). واستقر عند سعر شراء يبلغ 3875، وسعر مبيع يبلغ 3915 ليرة سورية للدولار الواحد. بمدى يومي بين 3915 و 3935 ليرة.

للقراءة أو الاستماع: ارتفاع ملموس لسعر صرف الليرة السورية في السوق السوداء

تمويل “تجار الحرب” من الحوالات السورية

وفي معرض حديثه عن العملة السورية، دعا كنعان، إلى “تعويم” سعر الصرف، وتعويم الأجور والرواتب والاستثمارات. وأشار إلى أن تحديد البنك المركزي لسعر الصرف الرسمي للتحويلات أدى إلى توزيع الدخل الذي يعود بالفائدة على التجار والأثرياء.

التعويم الذي أكد كنعان أنه لن يصلح حال الليرة، ولكنه بدلا من ذلك، سيسمح بالتقلب في القيمة مقابل العملات الأخرى، وفقا لنسبة العرض والطلب. وهذا يعني أن البنوك المركزية لا تستهدف سعرا معينا لعملاتها المحلية عندما تتبع نهج التعويم المطلق.

وعوضا عن ذلك، فإنه باتباع آلية التعويم، يصبح سعر صرف العملة مشابها لسعر الذهب والمعادن الأخرى، والذي يخضع للتغيرات اليومية في الأسواق العالمية.

وتعليقا على رفض البنك المركزي تعديل سعر الصرف، قال كنعان: “يتلقى البنك المركزي العملات الأجنبية من خلال الحوالات بسعر يتراوح بين 1 و 2500 ليرة، وبنفس السعر يمول الواردات التي يقوم بها كبار التجار والمستوردين. ويمكن لرجال الأعمال هؤلاء تسعير وارداتهم في السوق المحلية بمعدل 1 دولار أميركي إلى 10000 ليرة سورية “.

وأضاف، “الفرق الفعلي بين سعر الصرف الرسمي (2500 ليرة سورية) وسعر بيع البضائع في السوق المحلي (10.000 ليرة) يذهب إلى جيوب المستوردين والتجار الأثرياء”. ويعزز هذا الاتجاه التوزيع غير المتكافئ للدخل بين المواطنين. وفي هذا السياق، فإن تعويم سعر الصرف من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من العدالة والفوائد الاقتصادية.

كنعان، أشار صراحة في حديثه إلى تمويل الحكومة المركزية للمستوردين – المعروفين باسم “تجار الأزمات” – من التحويلات المرسلة من قبل السوريين من خارج البلاد. والتي من المتوقع أن تتضاعف التحويلات إلى سوريا خلال شهر رمضان.

ويلجأ غالبية السوريين الذين يحتاجون إلى العملة الأميركية لإجراء معاملات معينة إلى السوق السوداء لشراء الدولار. حيث ترفض معظم البنوك بيعها أو تفرض إجراءات معقدة للغاية لبيعها. في حين تشير التقارير إلى أن العملات المزورة وصرفها مشكلة كبيرة في محافظات حلب ودرعا والسويداء.

للقراءة أو الاستماع: هل تتجه الحكومة السورية للتعامل بالروبل الروسي بدل الليرة؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.