يبدو أن زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، اختار طريق المعارضة، في حال نجح خصمه “الإطار التنسيقي” بتشكيل حكومة أغلبية في مدة زمنية محددة.

على عكس كل التوقعات، وبعد آن كان يسعى لتشكيل حكومة “أغلبية وطنية”، تنازل مقتدى الصدر عن ذلك لخصمه “الإطار التنسيقي” المقرب من إيران.

إذ دعا الصدر في تغريدة مطولة عبر “تويتر”، قوى “الإطار” التي تشكل الثلث المعطل، إلى التحالف مع كل القوى وتشكيل حكومة أغلبية، من دون “التيار الصدري”.

وحدّد الصدر، مهلة لقوى “الإطار” للتحالف والتفاوض نحو تشكيل الحكومة، قوامها 39 يوما، من اليوم الأول من شهر رمضان وحتى التاسع من شهر شوال، بحسب تغريدته.

سبب تغير موقف الصدر

وجاء هذا التغير في موقف مقتدى الصدر، بعد فشل تحالفه “إنقاذ وطن” بعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية لمرتين متتاليتين، في هذا الأسبوع.

وحصل الفشل، نتيجة تعذر حضور ثلثي أعضاء البرلمان للجلسة، ما أدى إلى عدم اكتمال النصاب القانوني لعقدها، والذي يتوجب حضور 220 نائبا على الأقل من أصل 329 نائبا.

للقراءة أو الاستماع: العراق: “الإطار” يُفشل عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ورَد ناري من الصدر

وحضر 202 من النواب في جلسة السبت، ومثلهم تقريبا في جلسة الأربعاء، ولم تعقد أي جلسة منهما، لتوقفهما على حضور 18 نائبا فقط من أجل عقدها.

ووقف “الإطار التنسيقي” وراء فشل عقد الجلستين، بعد تحقيقه للثلث المعطل، وهو عدم حضور 110 نواب على الأقل للجلسة، وحينها لن تعقد بحسب الدستور العراقي، الذي يشترط حضور “الأغلبية المطلقة” لعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية.

ما موقف “الإطار”؟

وكان الصدر حتى قبل تغريدته الأخيرة، يسعى لتشكيل حكومة أغلبية من دون قوى “الإطار” الموالية إلى إيران، والتي يتزعمها نوري المالكي، بينما تريد قوى “الإطار” حكومة توافقية من قبل الصدر يشركهم فيها ولا يُقصيهم منها.

للقراءة أو الاستماع: العراق: ما الحل بعد فشل عقد جلسة الأربعاء؟

وكان الصدر فاز أولا في الانتخابات المبكرة الأخيرة، وتحالف مع “الحزب الديمقراطي” و”السيادة”، في تحالف ثلاثي أطلق عليه اسم “إنقاذ وطن”، يتكون من 170 نائبا.

بينما خسرت القوى الموالية لإيران في الانتخابات التي جرت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، وتجمعت كلها في تكتل واحد أسمته “الإطار التنسيقي”، ويتكون من قراية 82 نائبا.

ولم يعلّق “الإطار التنسيقي” بعد على تغريدة مقتدى الصدر، ولم يعلن عن موقفه منها، لكنه إن وافق عليها واستطاع تشكيل حكومة أغلبية، فذلك يعني أن الصدر سيذهب حينها نحو المعارضة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة