عادة خلال شهر رمضان، تستعد المطاعم لاستقبال الزبائن بشكل أكبر لاسيما في فترة الإفطار، حيث يبدأ أصحاب المطاعم في هذا الشهر بالإعلان عن “عروض الافطار الرمضاني” من خلال تقديم القائمة المرفقة بأسعار “استثنائية”، ولكن مع موجة الأسعار المرتفعة التي اجتاحت الأسواق السورية، باتت هذه القوائم “الاستثنائية” تسجل أرقاما قياسية لم تشهدها جميع المطاعم في سوريا من قبل.

إفطار واحد “يكسر الجيبة”

كشف موقع “أثر برس” المحلي، في تقرير له اليوم الأحد، قائمة أسعار الوجبات الرمضانية من خلال إجراء جولة على عدد من مطاعم العاصمة دمشق، فتبيّن أنها ارتفعت عن العام الماضي بما يقارب 50 بالمئة.

وبحسب الموقع المحلي فهذا العام تبدأ أسعار الوجبات من 30 ألف ليرة سورية وتتدرج حتى 40 ثم 50 وصولا إلى 67 ألف ليرة سورية في أحد مطاعم منطقة المزة، وذلك بحسب المنطقة وسوية المطعم ونوع الوجبة المقدمة.

وبهذه التسعيرة يصعب على معظم السكان تحمل تكلفة الإفطار في هذه المطاعم، حيث في هذه الحالة سيفضلون الإفطار داخل منازلهم، فأي عائلة مؤلفة من 5 أشخاص مثلا سيستوجب عليها دفع مبلغ قد يصل إلى أكثر من 150 ألف كحد أدنى، وهو يفوق راتب موظف في القطاع العام، بحسب الموقع المحلي.

وعزا موظفو تلك المطاعم زيادة أسعار الوجبات إلى ارتفاع كلفة التشغيل، وأسعار المواد الأولية الغذائية التي تدخل في إعداد الوجبات، إضافة إلى “ارتفاع الضريبة”.

وكان قد أكد هذا الأمر، رئيس شعبة المطاعم في غرفة السياحة بدمشق ماهر الخطيب، في لقاء إذاعي قبل أيام، حيث قال إنه “سيتم إغلاق معظم المنشآت خلال شهر رمضان 2022، بسبب الارتفاع الخيالي في أسعار الغاز الصناعي والمازوت وارتفاع سعر تنكة الزيت والمواد الغذائية الأخرى بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا”.

وأضاف الخطيب، في حديث مع إذاعة “ميلودي إف إم” المحلية، قبل أيام، أن شهر رمضان يعتبر موسما للمطاعم، لكنه “موسم مضروب” هذا العام، وإقبال المواطنين على المطاعم انخفض بشكل ملحوظ  بسبب ارتفاع الأسعار حتى تضررت المقاهي أيضا ولكن أقل من المطاعم.

قد يهمك: أسعار غير مسبوقة في الأسواق السورية منذ 30 عاما

تسعيرة جديدة لـ”خدمات المطاعم والمقاهي”

في سياق مواز، قال مدير الجودة والرقابة في وزارة السياحة زياد البلخي لـ “أثر برس” المحلي، اليوم، أن هذه المطاعم ملزمة بالحصول على تصديق لأسعار الوجبات التي تقدمها سواء في رمضان أو بالأيام العادية، وملزمة بالحصول على تسعير لها من مديرية السياحة، والإفطار تُفصل مكوناته ليتم حساب تكلفته المقبولة عن طريق مديرية السياحة، بحسب كلفة المواد الأولية.

واعترف البلخي، بزيادة الأسعار في عموم سوريا، حيث قال: إذا كان مكوّن الفطور 3 وجبات أو وجبتين مع مقبلات، قد يستدعي سعرا مرتفعا بسبب زيادة المواد الأولية الداخلة فيه، وفقا للموقع المحلي.

كذلك، كشف رئيس الجمعية الحرفية للمطاعم والمقاهي والمتنزهات، كمال النابلسي، في تصريحات لصحيفة “الوطن” المحلية، قبل أيام، عن صدور التعرفة الجديدة الخاصة بأسعار الخدمات المقدمة في المطاعم والمقاهي.وبيّن النابلسي، وقتذاك، أن الزيادة الحاصلة على الأسعار تقدر بنحو 20 بالمئة، مضيفا أن سعر سندويشة الفلافل في النشرة الجديدة حدد بـ 1500 ليرة سورية، وتم تحديد سعر سندويشة البطاطا بـ2000 ليرة، كما حددت النشرة سعر كيلو الحمص الناعم (المسبحة) بـ 7000 ليرة، وسعر كيلو الفول بـ3000 ليرة وكيلو الحمص الحب بـ 4000 ليرة، وسعر قرص الفلافل بـ150 ليرة.

وعن توفر مادة الغاز اعترف النابلسي بوجود نقص في المادة محليا كما هي الحال عالميا، مضيفا إلى أنه يتم توزيع “المواد المتاحة” على أصحاب المنشآت، وأن التوزيع على الحرفيين يعتبر قليلا حاليا ولا يكفي احتياجهم ما يدفعهم إلى تأمين النقص من السوق السوداء وبسعر يتجاوز 200 ألف ليرة سورية لأسطوانة الغاز الصناعي، وفقا لصحيفة “الوطن” قبل أيام.

بينما قال رئيس شعبة المطاعم في غرفة السياحة بدمشق، أن أسطوانات الغاز الصناعية حالها مماثل للمازوت، فإذا كان يحق لصاحب المنشأة 5 أسطوانات غاز يوميا أصبحت اثنتين فقط، وهناك منشآت لا تستلم مستحقاتها ويلجئون للسوق السوداء، متسائلا: كيف يتواجد غاز ومحروقات في السوق السوداء ولا يتواجد عند شركة “سادكوب”، بحسب إذاعة “ميلودي إف إم” في وقت سابق.

وأردف، أن مستحقات المنشآت السياحة وحتى المنشآت التابعة للحرفيين الشهرية من المازوت، منذ ثلاثة أشهر انخفضت إلى 50 بالمئة ومنذ حوالي الشهرين الكمية التي خفضت إلى 50 بالمئة أيضا تم تخفيضها بنسبة 50 بالمئة، بمعنى من كانت مستحقاته 1000 ليتر مازوت انخفضت إلى 250 ليتر، وفي الشهر الماضي لم نستلم المخصصات نهائيا، وفق تعبيره.

وهناك مخاوف لدى المواطنين من ارتفاع الأسعار مرة أخرى خلال شهر رمضان في ظل ذريعة “العيدية” وزيادة تكلفة النقل والمواصلات ، بالإضافة إلى تدهور الليرة السورية مقابل القطع الغريبة.

هذا وتشهد عموم البلاد من موجة غلاء غير مسبوقة، خاصة مع بدء شهر رمضان الذي ترافق مع صعوبات اقتصادية جمة، وهناك تخوفات لدى المواطنين من ارتفاع الأسعار مجددا خلال شهر رمضان ومع اقتراب عيد الفطر بحجة “العيدية”، وزيادة تكلفة النقل والمواصلات، إضافة إلى تدهور الليرة السورية مقابل القطع الأجنبي، وسط غياب أي دور حقيقي للحكومة في وضع حلول لهذه الأوضاع الاقتصادية المزرية.

قد يهمك: زيادات جديدة في أسعار خدمات المطاعم والمقاهي بسوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.