يعتبر طاهر الخضر أو الملقب بـ“أبو علي خضر” من أبرز رجال الأعمال التي أفرزتهم الحرب السورية، لا سيما وأنه جمع ثروة هائلة من خلال ممارسات مافيوية، أو من خلال  استغلال الظروف التي تعيشها البلاد في السنوات الماضية.

وفي ظل تصدر اسم أبو علي خضر، صفحات مواقع التواصل الاجتماعي في سوريا بعد أنباء عن هروبه، تداولت مصادر إعلام محلية معلومات عن قصرين فاخرين بناهما أبو علي خلال السنوات الماضية في الساحل السوري.

قصر العراب

وتداولت صفحات محلية على فيسبوك صورا لقصر تعود ملكيته إلى خضر، ويحمل هذا القصر اسم “قصر العراب“، ويقع على جبل بين قريتي مجدلون البستان والفطاسية بريف طرطوس.

ويضم القصر مهبط طائرات مروحية وملاعب تنس وغولف ومسابح ومرافق أخرى تظهر حالة البذخ التي يعيشها أبو علي خضر الذي تحول خلال سنوات قليلة بعد عام 2011، من بائع فروج في محل صغير إلى واحد من أغنى أتباع شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد.

قصر “الكشفة

أما القصر الثاني الذي كشفت عنه مصادر محلية، فهو قصر تم بناؤه في إحدى ضواحي محافظة طرطوس، وتقول عنه صحيفة “زمان الوصل” إنه  يحاكي قصور ألف ليلة وليلة، حيث بدأ ببناء هذا القصر في العام 2017.

وتفصل الصحيفة عن القصر بالقول: “يضاهي بفخامته قصر ماهر الأسد الجديد غربي دمشق، ويقع شمال غرب قرية الكشفة مباشرة على تلة ارتفاعها 220 مترا، تطل على البحر، حيث اشترى كامل الأراضي الزراعية الواقعة على تلك التلة والبالغ مساحتها 455 ألف مترا مربعا (455 دونما) وبأسعار خيالية“.

للقراءة أو الاستماع:  معاقَب دولياً.. “حوت” الاستثمارات في سوريا يهاجم رجال الأعمال بسبب الهجرة

ولم ينتهِ بناء هذا القصر الفاخر حتى الآن خصوصا مرافقه المتعددة، حيث يضم إضافة إلى الكتل البيتونية الثلاث، صالة فاخرة للاجتماعات والحفلات، وملعب كرة قدم، تم فرش أرضيته بالعشب الطبيعي وتم تسويره وإنارته ليلا، ومسبح أولمبي، وبجانبه مدينة ألعاب مائية.

كذلك يوجد مسبح آخر شتوي تحت القصر، وملعب تنس، وملعب للغولف، وتم فرش كامل المساحات المحيطة بالقصر بالعشب الطبيعي مع نظام أوتوماتيكي للري، كما تمت زراعته بأشجار نادرة مثل شجر النخيل التي تم استيرادها من خارج سوريا وإضاءة ليلية آلية عبر مولدات كهربائية ضخمة مستغنيا عن كهرباء الدولة التي غالبا ما تكون مقطوعة.

كما أن كامل جدران القصر من الحجارة تم تلبيسه بالرخام الإيطالي النادر، ورصف ساحاته وطرقاته بالغرانيت الإيطالي، ولم يستخدم الإسفلت أبدا في تزفيت هذه الطرقات.

وبحسب المصادر فإن التكلفة التي وضعت لبناء هذا القصر حتى الآن (قبل الانتهاء) تقدر بحوالي ملياري ليرة سورية.

أبو علي خضر خارج سوريا

وكان نبأ هروب خضر تصدر صفحات موافع التواصل خلال الأيام القليلة الماضية، وقالت مدونات محلية على مواقع التواصل الاجتماعي، إن الجبهة الاقتصادية لميليشيا الفرقة الرابعة وذراع أسماء الأسد الأيمن المعروف بـخضر علي طاهر، غادر البلاد بمئات الملايين من الدولارات دون الإشارة إلى وجهته، أو أن سبب هروب الأخير هو اعتقال العديد من أفراد أسرته، بما في ذلك أحد أقاربه.

ففي السبت الفائت، نشر الصحفي السوري، زياد الريس، والذي يعمل لدى الهيئة العربية للبث الفضائي. وينسق أعمالها في مجلس وزراء الإعلام العرب بـجامعة الدول العربية، عبر صفحته، قائلا، “ابو علي خضر أخد حصتو وطلع اخد تعبو لاتقولوا عنو حرامي لا هو كان شريك الحرامي وقرر ياخد حصتو ويهرب“.

وأضاف الريس الاثنين، في منشور آخر، “سيتم إعادة هيكلة الفساد في سوريا برعاية بشار الأسد. رؤوس فاسدة تطير وتهرب، وأخرى تحاكم شكليا. وسيتم الدفع بوجوه جديدة للساحة الدموية للاستمرار بقتل الشعب السوري جوعا“.

من هو أبو علي خضر؟

برز اسم خضر طاهر الملقب بـأبو علي خضر في الأشهر الأخيرة، كأحد أباطرة الحرب الجديدة في سوريا. وحظي أبو علي خضر بتأثير ونفوذ أمني كبيرين، نظرا لارتباطه بأسماء الأسد زوجة الرئيس السوري، بشار الأسد.

وخضر علي طاهر، والدته بديعة وردي، ولد عام 1976 في صافيتا بمحافظة طرطوس. ويعد من أبرز رجالات اللواء غسان بلال مدير مكتب ماهر الأسد شقيق بشار وقائد الفرقة الرابعة.

ويمتلك أبو علي خضر شركة “إيلا” للسياحة، ويعتبر شريكا في تأسيس شركة “الياسمين للمقاولات” بنسبة 90% من الشركة بقيمة 22 مليونا و500 ألف ليرة سورية. ويرأس مجلس إدارة “الشركة السورية للإدارة الفندقية” وهو شريك مؤسس فيها بنسبة 66.66 بالمئة من حصتها، بقيمة ثلاثة ملايين و333 ألف ليرة سورية.

وأطلق مطلع العام 2019 شركة “إيماتيل” للاتصالات، وافتتح أول صالة للشركة في أوتوستراد المزة بدمشق. وبذلك ظهر أبو علي خضر كواجهة اقتصادية لأسماء الأسد، لا سيما أن الشركة تعود رسميا لأسماء الأسد.

ومع أن الصراع قد خلق الكثير من عدم اليقين الاقتصادي، إلا أن معظم الشركات التي لا تزال مزدهرة تعود غالبيتها لرجال أعمال مرتبطين بالمتنفذين في البلاد. وربما يرجع هذا أيضا إلى أن معظم الشركات تركز على المنتجات وخدماتها الأساسية بدلا من المناخ الاقتصادي العام.

للقراءة أو الاستماع:  معاقبة دولياً وتمتلك علاقات وثيقة مع إيران.. “لينا كناية” معاونة لوزير شؤون الرئاسة السورية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.