تعيش الأسواق السورية حالة من الفوضى، لا سيما خلال الأشهر الأخيرة، فضلا عن الأسعار المتفاوتة، بدأت عمليات انتشار المواد المهربة والقديمة والفاسدة، وذلك في ظل تخبط قرارات حكومة دمشق المتعلقة باستيراد المواد.

تمور مهربة في الأسواق

وأفادت صحيفة “الوطن” أنها وثقت انتشار مادة التمر في أسواق سوريا، مشيرة إلى أن معظم الكميات في الأسواق هي قديمة ومهربة ودخلت بطرق غير شرعية إلى البلاد، وذلك على الرغم من رفع حظر استيرادها.

وبحسب تجار في دمشق فإن مدة رفع الحظر عن استيراد التمور، لا تكفي لاستيرادها ونشرها في الأسواق، حيث أن تنفيذ أي إجازة استيراد يحتاج لحدود الشهر بدءاً من تقديم طلب الحصول على الإجازة مروراً بإجراءات التمويل وانتهاء بشحن البضاعة وتخليصها في حين معظم التمور المعروضة في السوق حاليا مهربة ودخلت بطرق غير شرعية.

قد يهمك: تخفيضات وهمية في أسواق رمضان الخيرية بسوريا

وكانت وزارة الاقتصاد السورية، أعلنت قبل أيام منح موافقات وإجازات الاستيراد للتمور، وذلك بعد حظرها لمدة ستة أشهر، في حين جددت حظر استيراد كل من مواد: جبنة الشيدر، اللوز، الجوز، الكاجو، الزبيب، الهواتف، اكسسوارات الموبايلات، مكبرات الصوت، المكيفات المنزلية وغيرها.

واكد تجار سوريون أن قرار الحكومة بالسماح باستيراد التمور الذي صدر مع بداية رمضان، لن يساهم في خفض أسعاره وتوفره في الأسواق، وذلك بسبب أن معظم التمور التي سيتم استيرادها ستصل بعد انتهاء شهر رمضان، وربما تكون نتائج القرار باتت بلا جدوى نظراً لأن معظم المستهلكين يرغبون في شراء التمور خلال شهر رمضان.

تهريب ببيانات قديمة

ومع بدء دخول شهر رمضان، يزداد الطلب في سوريا على أنواع محددة من المواد الغذائية، وخاصة التمور، والتي في الأصل يتم استيرادها من الخارج، ولكن وبسبب ارتفاع سعر المستورد منها يلجأ المواطنون لشراء التمور المهربة لأنها أقل ثمنا، وهذا ما ساهم بتنشيط حركة تهريبها في الآونة الأخيرة، إضافة لمواد غذائية أخرى.

تأخر قرار استيراد التمور سمح بارتفاع أسعارها في السوق المحلية بشكل غير مسبوق حيث يبدأ سعر التمور اليوم عند 10 آلاف ليرة وصولاً لـ50 ألف ليرة لبعض الأنواع.

“تمور بالحشرات”

وكانت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة حماة، أعلنت قبل أيام، ضبط كميات كبيرة من التمور الفاسدة والموبوءة بالحشرات كانت معروضة للبيع. ولم تقتصر الضبطيات على التمور بحسب المديرية، بل شملت أيضا شراب أطفال منتهي الصلاحية، حيث تم ضبطه والحجز على المادة بقصد الإتلاف.

ولم تجد الإجراءات التي تدعي الحكومة القيام بها كتسيير دوريات لمراقبة الأسواق وتحرير ضبوط بحق المخالفين نفعا، كما أنها لم تؤثر في الأسعار مطلقا، فالأسعار لا تزال في صعود بشكل يومي، وهذا ما جعل المواطنين في حالة تساؤل وتشكيك حول دور الحكومة الموافق ضمنا على ما يجري.

ويسمع السوريون منذ عدة أشهر وعودا مستمرة من الحكومة ومن غرف التجارة والصناعة عن تخفيضات قادمة وضبط للأسواق لكن دون أن يكون هناك أي نتائج.

ومع دخول شهر رمضان، ضربت الأسواق السورية موجة ارتفاع جديدة شملت اسعار العديد من السلع الغذائية، فضلا عن الأصناف والمأكولات التي تنتشر في هذا الشهر.

اقرأ أيضا: سوريون يسخرون من نصائح اقتصادية سوريّة للروس

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.