من العادة في سوريا أن تزداد عروض تخفيض الأسعار خلال شهر رمضان، خاصة على المواد الغذائية، وذلك سعيا لمواجهة غلاء الأسعار وتراجع القوة الشرائية للمواطنين.

في سوريا نجد الأسعار ترتفع باستمرار، بالإضافة إلى استغلال واحتكار بعض التجار للمواد الغذائية، كل ذلك على مرأى من الحكومة وبدون رقابة أو ضبط، فضلا عن عدم قيام الحكومة بصرف زيادة نسبية في رواتب الموظفين.

ارتفاع الأسعار في كل “رمضان”

قد يستغرق سرد أنواع المواد التي سجلت ارتفاعات قياسية في رمضان هذا العام وقتا طويلا، خاصة إذا ما قورنت بأسعار شهر رمضان الماضي.

ولعل اللافت للنظر أن ارتفاعات هذا العام فاقت كل التوقعات وسجلت معدلات زيادة قياسية في بعض المواد تجاوزت 500 بالمئة، ونحن نتحدث هنا عن مواد أساسية لا غنى عنها، وهو ما جعل السوريين في كل شهر رمضان يرحم على ما سبقه.

وفي مقارنة صغيرة أجرتها صحيفة “تشرين” المحلية، في تقرير لها يوم أمس، فقد سجلت أسعار معظم أنواع السلع الغذائية والخضار واللحوم ارتفاعا واضحا وقياسيا خلال شهر رمضان الحالي مقارنة بالعام الماضي، وفي جدول المقارنة تبيّن أن الارتفاع في الأسعار كان كبيرا تراوح بين 100 إلى 500 بالمئة.

ووفق الصحيفة المحلية، كان سعر لحم الخروف من 15000 ليرة سورية للكيلو خلال رمضان الماضي وصولا إلى 30000 ليرة خلال رمضان الحالي أي بزيادة نسبتها 100 بالمئة، بينما ارتفع كيلو لحم العجل بالنسبة نفسها من 12000 ليرة إلى 25 ألفا، أما الفروج فقد شهد ارتفاعا هو الآخر بين “الرمضانين”، إذ ارتفع خلال عام من 5000 ليرة إلى 9500 ليرة بنسبة فاقت 90 بالمئة، وطبق البيض الذي وصل في رمضان الحالي إلى 13000 ليرة، إذ كان يباع خلال رمضان الماضي بـ7500 ليرة بارتفاع نسبته 80 بالمئة تقريبا.

وتشير المعطيات في الأسواق السورية، إلى تضاعف أسعار العديد من أصناف المواد الغذائية، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر ارتفاع كيلو الحلاوة النوع الأول من 8000 ليرة العام الماضي وصولا إلى 13000 ليرة, والبرغل الخشن من 1500 ليرة إلى 6000 ليرة بزيادة 400 بالمئة، كما سجلت أسعار التمور ارتفاعات قياسية هذا الموسم، إذ ارتفع سعر كيلو التمر نوع (خلاصن) من 4000 ليرة في رمضان الماضي إلى 12000 ليرة هذا العام بزيادة قدرها 300 بالمئة، وفقا لصحيفة “تشرين” المحلية.

كما شهدت أسعار بعض أنواع الخضار ارتفاعا ملحوظا وسجلت فرقا عن شهر رمضان الماضي مثل البندورة، التي وصلت هذا الموسم إلى 5000 ليرة سورية في حين كانت تباع في رمضان الماضي بـ 1000 ليرة بزيادة 500 بالمئة، والبطاطا من 900 إلى 3000 ليرة والبصل اليابس الذي تجاوز عتبة 2500 ليرة بعدما كان يباع بـ1200 ليرة، والكوسا التي وصلت هذا الموسم إلى 4000 ليرة، في حين كانت قبل عام بـ 1200.

قد يهمك: مؤشر الدولار الأميركي يضرب آمال تحسن الليرة

الوضع نحو الأسوأ

أصبح ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الغذائية مصدر قلق للسكان في سوريا، لما له من انعكاسات سلبية على الأحوال المعيشية لديهم، الأمر الذي يفاقم الوضع يوما بعد يوم.

ومنذ بداية شهر رمضان وحتى قبله منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، شهدت الأسواق ارتفاع في الأسعار عموما وخاصة المواد الغذائية والأدوية وباقي السلع بشكل كبير.

وانعكس ارتفاع الأسعار سلبا على حركة الأسواق في سوريا، مما دفع غالبية السوريين إلى شراء ما هو ضروري للحياة المعيشية اليومية والتخلي عن العديد من السلع، وأبرزهم اللحوم والفواكه وحتى البندورة التي ارتفعت بنسبة غير مسبوقة.

وبعيدا عن ارتفاع السلع الغذائية، فقد عمدت الحكومة السورية مؤخرا إلى زيادة أسعار المحروقات عدة مرات، إضافة إلى رفع الدعم الحكومي المتعلق بالمشتقات النفطية والمواد الأساسية، عن مئات الآلاف من العائلات السورية منذ مطلع شباط/فبراير الماضي.

وبحسب مصادر محلية خلال الأسابيع الماضي أكدت على “عودة الطوابير إلى محطات البنزين في العاصمة دمشق. ويتخوف الأهالي من قرار محتمل من قبل الحكومة برفع أسعار البنزين، تزامنا مع ندرة المادة في محطات الوقود”.

وبحسب المصادر المحلية، فإن “الحكومة تتجه إلى رفع سعر ليتر البنزين المدعوم إلى 1700 ليرة سورية، في حين سيكون سعر ليتر أوكتان 95 هو 3000 ليرة لليتر الواحد“.

من جانبه أكد غسان آغا وهو تاجر يعمل في مدينة حلب، أن ارتفاع سعر أي من المشتقات النفطية، سينعكس فورا على أسعار كافة السلع في سوريا، وذلك لأن البنزين يتعلق بمسألة رئيسية، وهي النقل وكلفته والتي تدخل في تكلفة المواد التي تنقل للمستهلك النهائي، بمعنى ارتفاع سعره يؤدي إلى زيادة تكلفة السلع.

كما أشار آغا في اتصال هاتفي سابق مع “الحل نت“، إلى أن الكثير من المنتجين أصبحوا يعتمدون على المولدات الكهربائية، وذلك في ظل أزمة الكهرباء، وبالتالي فإن رفع أسعار البنزين أو المازوت سيؤدي بالتأكيد إلى ارتفاع التكاليف، التي سيتم تحصيلها من المستهلك.

يذكر أن العوائل السورية تحتاج إلى نحو مليون إلى مليون ونصف المليون أي حوالي 300 دولار شهريا، لتغطية احتياجاتها الأساسية، فيما يتراوح متوسط ​​رواتب السوريين في القطاعين العام والخاص بين 100 ألف و 260 ألفا، أي حوالي 64-30 دولارا شهريا.

قد يهمك: “السكبة”.. طقس رمضان المختفي بين السوريين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.