بالتوازي مع التّحسن الطفيف في وتيرة توزيع الغاز المنزلي المدعوم حكوميا في سوريا، من المتوقع أن تتجه دمشق إلى رفع أسعار المادة، بعد مطالبات برفع نسبة الربح للموزعين في مختلف المحافظات.

زيادة ربح الموزعين

مصدر في وزارة النفط، كشف لصحيفة “الوطن” المحلية، عن رفع مذكرة إلى اللجنة الاقتصادية من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، لرفع نسب الربح للموزع بعد اجتماع عُقد الأربعاء الماضي بحضور وزارتي النفط، والمالية، حيث طالبت جمعية الموزعين برفع النسبة للموزع لتصبح 25 بالمئة، من سعر الأسطوانة.

وفي حال وافقت دمشق، على هذا المقترح، فربما تتجه الحكومة إلى رفع سعر الغاز المنزلي، حيث أكد مراقبون أن الدعم الحكومي لن يستطيع تغطية هذه الزيادة، من ميزانية الحكومة.

المصدر أكد في تصريحات نقلتها الصحيفة الثلاثاء، تحسن في عمل معمل عدرا لتعبئة أسطوانات الغاز المنزلي، والصناعي المستهلكين، حيث تم تجاوز مشكلة العمالة في المعمل، الذي أصبح يعمل لورديتين، ابتداء من السابعة صباحا حتى الحادية عشرة ليلا، بعد أن اقتصر العمل في الفترة الماضية على وردية واحدة في أكثر الأحيان.

ووصل إنتاج المعمل إلى 20 ألف أسطوانة يوميا، وسط مساعي للوصول إلى 25 ألف أسطوانة يوميا، وذلك بعد أن عانى المعمل من انخفاض الإنتاج إلى 11 ألف أسطوانة، خلال الأشهر القليلة الماضية، ما انعكس سلبا على مخصصات السوريين من الغاز المدعوم.

قد يهمك: الفواكه الاستوائية على البسطات في سوريا.. الحبة بـ10 آلاف

وبحسب المصدر، فإن تحسن الإنتاج سيعني انخفاض مدة انتظار رسالة الغاز للحصول على الأسطوانة إلى 90 يوما، بعد أن كان المواطن ينتظر 130 يوما، للحصول على أسطوانة واحدة.

جمعية معتمدي الغاز، أكدت بدورها على ضرورة إنجاز عقد الصمامات، وذلك نتيجة تهالك عدد كبير من الصمامات الحالية بسبب قِدمها، محذرا من كوارث قد تؤدي إليها هذه الأسطوانات في حال عدم تبديل صماماتها.

كما طالب المصدر بختم الأسطوانة داخل المعمل بحيث تُسلّم للمستهلك مختومة ولا يتحمل المعتمد أي مسؤولية، نتيجة أي نقص في وزن الأسطوانة.

أزمة متجددة

أزمة الغاز زادت حدتها خلال الأسابيع الماضية، بعد أن وصلت مدة انتظار البعض لرسائل الحصول للمخصصات من مادة الغاز إلى 130 يوما في ريف دمشق، ونحو مئة يوم في مدينة دمشق، الأمر الذي تسبب بارتفاع الأسعار في السوق السوداء ليصل إلى ما بين 150 و175 ألف ليرة، لأسطوانة الغاز الصناعي و100 و125 ألف لأسطوانة الغاز المنزلي.

وبحسب آخر قرار للجنة الأسعار في محافظة دمشق، فإن التسعيرة الأخيرة لأسطوانات الغاز الصناعي والمنزلي، على البطاقة الذكية تبلغ 43800 ليرة سورية، لأسطوانة الغاز الصناعي سعة 16 كغ، وسعر أسطوانة البوتان المنزلي على البطاقة الإلكترونية سعة 10 كغ بـ 10700 ليرة سورية.

كذلك وصلت الأزمة مؤخرا إلى الأسطوانات الفارغة، التي بلغ سعر الواحدة منها إلى 700 ألف ليرة سورية، بحسب تقرير سابق لـ“الحل نت“، في حين أن سعرها الرسمي بحسب شركة “محروقات”، هو 117 ألف ليرة، لكنها لا تتوفر في الشركة، ما يضطر الأهالي للحصول عليها من السوق السوداء بأسعار مرتفعة.

وتقول وزارة النفط، إن: “الجهة المسؤولة عن توفير الأسطوانات فشلت في تأمينها، وهي جهة لا تتبع للوزارة“، مشيرة إلى أن الوزارة وشركة محروقات لا يمكنهما استيراد الأسطوانات من دون تفويض من تلك الجهة.

ليست المرة الأولى التي تتأخر رسائل الغاز بالوصول للسوريين، فقد بات التأخير أمرا اعتياديا، لكن في كل مرة تدّعي الجهات الحكومية المسؤولة وجود سبب لهذا التأخير.

بدائل غير صحية

نقص الغاز المنزلي أثّر على الاحتياجات اليومية للعائلات السورية، التي عجزت عن إنجاز وجبات الطعام في المنازل، في ظل غياب الكهرباء، التي لا يمكن الاعتماد عليها في الأعمال المنزلية، مع وصول ساعات التقنين إلى أكثر من 20 ساعة يوميا.

وتلجأ العوائل إلى وسائل بديلة لمواجهة أزمة الغاز، كاستخدام الحطب و“البابور” في طهي الطعام، لا سيما مع ارتفاع أسعار الغاز خارج إطار الدعم الحكومي، ليصل سعر الغاز إلى 150 ألف ليرة سورية، في بعض الأحيان.

“مرت ثلاث أشهر على آخر مرة حصلت فيها على الغاز المدعوم” أكد عمرو صباغ، وهو أب في عائلة مكونة من ستة أفراد، لافتا إلى أن الغاز نفذ من المنزل، ولا يستطيع الحصول على المادة بسبب الأزمة الأخيرة.

وقال صباغ، في اتصال هاتفي سابق مع “الحل نت“: “لا نعلم متى تصل الرسالة المخصصة من أجل أن نحصل على أسطوانة غاز بسعر مخفّض، أقوم بجمع وشراء الحطب للقيام بالأعمال المنزلية والطبخ في ظل فقدان الغاز“.

ويضيف: “بالتأكيد لا أستطيع شراء الغاز من السوق السوداء، بسبب الأسعار الفلكية، ما زلنا بانتظار الرسالة، للتوجه والحصول على أسطوانة غاز بسعر مدعوم. استخدام الحطب، هو عمل شاق ويستهلك الكثير من الوقت وله تبعات سلبية في منزلنا الصغير، هناك بدائل في السوق للطبخ والاستخدامات المنزلية، لكن معظمها تعمل على الكهرباء وأسعارها مرتفعة“.

قد يهمك: كيلو المتة بـ 18 ألف.. ارتفاع الأسعار يرهق السوريين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.