تثقل أزمة مياه الشرب كاهل المدنيين في مدينة الميادين ونواحيها، شرقي مدينة دير الزور، في ظل عدم قدرة الجهات المسؤولة على تلبية حاجتهم من الماء بشكل عام، ومياه الشرب على وجه الخصوص، مما جعل الأهالي يبحثون عن طرق بديلة، لتأمينها على الرغم من ارتفاع تكاليفها، بالتزامن مع ارتفاع درجات حرارة الجو في شهر “رمضان” الجاري.

جشع واستغلال

فاطمة الحمد العلي، من الميادين، تقول لـ “الحل نت” إنهم “مضطرون لشراء المياه من الصهاريج المتنقلة، لانقطاعها المتكرر والذي يدوم أحيانا لأكثر من خمسة أيام، حيث تحتاج العائلة الواحدة صهريجين بسعة تقارب 3 آلاف لتر في الشهر الواحد، وسعر الصهريج يصل إلى 9-10 آلاف ليرة سورية، في الوقت الذي تعجز فيه نسبة كبيرة من العوائل على تأمين المبلغ، ما يدفعهم إلى جلب المياه من النهر مباشرة، بطرق بدائية مرفقة بمشقة كبيرة، لا تخلو من الخطورة أيضا”.

لافتتا إلى “جشع أصحاب الصهاريج وأصحاب سيارات نقل المياه، التي تعود ملكيتها لعناصر في ميليشيا “الدفاع الوطني” أو في أحد الميليشيات الإيرانية، والذين يتلاعبون بالأسعار مستغلين حاجة الأهالي للمياه، دون وجود جهة قادرة على محاسبتهم”.

من جهته يقول موسى الرسلي، نازح من بلدة البو عمر في الميادين، لـ “الحل نت” إن “عائلته مؤلفة من ستة أفراد، إضافة لوالدته وشقيقه، ويحتاجون إلى أربعة صهاريج مياه بشكل متوسط خلال الشهر، ما يزيد عليه المصاريف بشكل مضاعف، وخاصة أنهم يقطنون منزلا بالإيجار، إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الغذائية والأساسية بشكل جنوني”، مؤكدا أن “حالته مشابهة لعدد كبير من العوائل النازحة في المدينة”.

للقراءة أو الاستماع: تزايد معدلات السرقة يثير قلق الأهالي بدير الزور

حلول بديلة

بينما تحدثت أم حسين، من بلدة الطيبة، لـ “الحل نت” قائلة إن “فقدان المياه دفعها إلى حلول بديلة، لتأمين هذا المطلب الضروري في الحياة اليومية، حيث تلجأ إلى تعبئة المياه من السواقي الجارية، وهي غير صالحة للشرب، وتسبب في كثير من الأحيان أمراض جلدية، هضمية، وبولية أيضا، لكن ليس باليد حيلة”، وفق تعبيرها.

عبد المعين المعمو، ناشط إعلامي من دير الزور، تحدث لـ “الحل نت” قائلا إن “الارتفاع الكبير بأسعار صهاريج المياه، يعود إلى استغلال أصحابها من عناصر الميليشيات حاجة الأهالي، ومنعهم لأي أحد من المدنيين ببيع المياه، لكي يجبروا الجميع على شرائها منهم فقط، وبالسعر الذي يحددوه”.

موضحا أن “الأهالي يضطرون إلى شرائها” لعدم تمكنهم من الحصول عليها من مصدر آخر”، مشيرا إلى أن “الجهات الحكومية المسيطرة على المنطقة منذ 2017 لم تتخذ إي إجراء إلى الآن لحل مشكلة الانقطاع المتكرر للمياه في عدة مناطق بالمحافظة، وتكتفي بإعطاء وعود واهية في كل مرة”.

طالب جميع من التقاهم مراسل “الحل نت” في المدينة الجهات المسؤولة، بحلول فورية لأزمة المياه، وشددوا على تخفيض أسعار صهاريج المياه، ووضع حد معين لها، يتناسب مع الوضع المادي المتدني” لغالبية العوائل في المدينة.

للقراءة أو الاستماع: حدائق دير الزور تتحول إلى مقرات ومراكز تدريب إيرانية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة