أحداث عديدة مرت في التاريخ سجلتها ذاكرة رمضان على مر السنين يرصدها لكم “الحل نت” ويستعرض أبرز ما توصل إليه من رصد لأحداث الذاكرة الرمضانية.

في جزء اليوم من سلسلة “حدث في رمضان” يستذكر “الحل نت” أهم أحداث 10 رمضان التي مرت على المنطقة والعالم سواء خلال التاريخ الحديث، أو في عقود وقرون سابقة.

افتتاح مجمع اللغة العربية بدمشق

في العاشر من رمضان عام 1919 تأسس مجمع اللغة العربية بدمشق، و الذي يعدّ أقدم مجمع للغة العربية في المنطقة، والذي أعلن عنه في عهد حكومة الملك فيصل للنهوض باللغة العربية. حيث كان له أثر كبير في تعريب مؤسسات وهيئات الدولة وتعريب التعليم وإنشاء المدارس الأولى في سوريا والدول العربية. وهو مجمع أكاديمي يتألف من عشرين عضوا من علماء ومتخصصي اللغة العربية في سوريا، يشكلون عدة لجان كلجنة المخطوطات وإحياء التراث، ولجنة المصطلحات، ولجنة اللهجات العربية المعاصرة. وهو عضو في اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية.

كان المجمع العلمي العربي يعرف لأول مرة بالشعبة الأولى للترجمة والتأليف، التي أسست على إثر تأليف الحكومة العربية في أواخر خريف سنة 1918، ثم جعلت هذه الشعبة ديوان المعارف وعين الأستاذ محمد كرد علي رئيسا لها في 12 شباط 1919 موكولا إليها النظر في أمور المعارف والتأليف، وتأسيس دار آثار، والعناية بالمكتبات ولا سيما دار الكتب الظاهرية.

ثم انقلب هذا الديوان بأعضائه الثمانية (أمين سويد، أنيس سلوم، سعيد الكرمي، عبد القادر المغربي، عيسى إسكندر معلوف، متري قندلفت، عز الدين آل علم الدين، الشيخ طاهر الجزائري) ورئيسه إلى مجمع علمي في 8 حزيران 1919، وأخذ على نفسه النظر في إصلاح اللغة، ووضع ألفاظ للمستحدثات العصرية، وتنقيح الكتب، وإحياء المهم مما خلفه الأسلاف منها، والتنشيط على التأليف والتعريب.

ترأس المجمع عبر تاريخه عدد من أعلام سوريا وعلمائها وهم على التوالي الأساتذة:

محمد كرد علي (1919 – 1953)، كما تولى سعيد الكرمي رئاسة المجمع خلال فترة (1920 – 1922).
خليل مردم بك (1953 – 1959). الأمير مصطفى الشهابي (1959 – 1968). حسني سبح (1968 – 1986). شاكر الفحام (1986 – 2008). مروان المحاسني (2008 – 20 مارس 2022).

يصدر مجمع اللغة العربية بدمشق مجلة فصلية تعنى بشؤون اللغة العربية وما يتعلق بها وأخبار اتحاد مجامع اللغة العربية، ومن أهداف المجمع: بحث قضايا اللغة العربية. إصدار المعاجم اللغوية. المصطلحات العلمية اللغوية. العناية وإحياء التراث. النهوض باللغة العربية. إصدار الدوريات.

حرب تشرين

في العاشر من رمضان عام 1973 شنت كل من مصر وسوريا في وقت واحد حربهما على إسرائيل عام 1973 وهي خامس الحروب العربية الإسرائيلية بعد حرب 1948 (حرب فلسطين) وحرب 1956 (حرب السويس) وحرب 1967 (حرب الستة أيام) وحرب الاستنزاف (1967-1970)، وكانت إسرائيل في الحرب الثالثة قد احتلت شبه جزيرة سيناء من مصر وهضبة الجولان من سوريا، بالإضافة إلى الضفة الغربية التي كانت تحت الحكم الأردني وقطاع غزة الخاضع آنذاك لحكم عسكري مصري.

بدأت الحرب يوم السبت 6 تشرين الأول بتنسيق هجومين مفاجئين ومتزامنين على القوات الإسرائيلية؛ أحدهما للجيش المصري على جبهة سيناء المحتلة، وآخر للجيش السوري على جبهة هضبة الجولان المحتلة. وقد ساهمت في الحرب بعض الدول العربية سواء بالدعم العسكري أو الاقتصادي.

عقب بدء الهجوم حققت القوات المسلحة المصرية والسورية أهدافها من شن الحرب على إسرائيل، وكانت هناك إنجازات ملموسة في الأيام الأولى للمعارك، فعبرت القوات المصرية قناة السويس بنجاح وحطمت حصون “خط بارليف” وتوغلت 20 كم شرقا داخل سيناء، فيما تمكنت القوات السورية من التوغل إلى عمق هضبة الجولان وصولا إلى سهل الحولة وبحيرة طبريا. أما في نهاية الحرب فقد تمكن الجيش الإسرائيلي من تحقيق بعض الإنجازات، فعلى الجبهة المصرية تمكن من فتح ثغرة الدفرسوار وعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميداني ومدينة السويس، ولكنه فشل في تحقيق أي مكاسبَ استراتيجيةٍ سواء باحتلال مدينتي الإسماعيلية أو السويس، أو تدمير الجيش الثالث أو إجبار القوات المصرية على الانسحاب إلى الضفة الغربية مرة أخرى، أما على الجبهة السورية فتمكن من رد القوات السورية عن هضبة الجولان واحتلالها مرة أخرى.

تدخلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي لتعويض خسائر الأطراف المتحاربة، فمدت الولايات المتحدة جسرا جويا لإسرائيل بلغ إجمالي ما نقل عبره 27895 طنا، في حين مد الاتحاد السوفيتي جسرا جويا لكل من مصر وسوريا بلغ إجمالي ما نقل عبره 15000 طن إضافة إلى نحو 63,000 طن من الأسلحة عن طريق البحر وصلت قبل وقف إطلاق النار، نقل أكثرها إلى سوريا. وفق ما أفاد به موقع “ويكيبيديا”.

انتهت الحرب رسميا مع نهاية يوم 24 تشرين الأول مع خلال اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين العربي الإسرائيلي، ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ على الجبهة المصرية فعليا حتى 28 أكتوبر. على الجبهة المصرية حقق الجيش المصري هدفه من الحرب بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واتخاذ أوضاع دفاعية، وعلى الرغم من حصار الجيش المصري الثالث شرق القناة، فقد وقفت القوات الإسرائيلية كذلك عاجزة عن السيطرة على مدينتي السويس والإسماعيلية غرب القناة. تلا ذلك مباحثات الكيلو 101 واتفاقيتي فض اشتباك، ثم جرى لاحقا بعد سنوات توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل في 26 آذار 1979، واسترداد مصر لسيادتها الكاملة على سيناء وقناة السويس في 25 نيسان 1982، ما عدا طابا التي تم تحريرها عن طريق التحكيم الدولي في 19 آذار 1989.

أما على الجبهة السورية، فقد وسع الجيش الإسرائيلي الأراضي التي يحتلها وتمدد حوالي 500 كم2 وراء حدود عام 1967 فيما عُرف باسم جيب سعسع، وتلا ذلك حصول حرب استنزاف بين الجانبين السوري والإسرائيلي استمرت 82 يوما في العام التالي، وانتهت باتفاقية فك الاشتباك بين سوريا وإسرائيل والتي نصت على انسحاب إسرائيل من الأراضي التي سيطرت عليها في حرب تشرين، ومن مدينة القنيطرة، بالإضافة لإقامة حزام أمني منزوع السلاح على طول خط الحدود الفاصل بين الجانب السوري والأراضي التي تحتلها إسرائيل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.