عينت إيران، أمس الاثنين، محمد كاظم آل صادق سفيرا جديدا لها في العراق، خلفا لسلفه إيرج مسجدي، فمن هو آل صادق وما علاقته بـ “فيلق القدس”؟

كان آل صادق، يشغل منصب النائب الأول للسفير الإيراني السابق، إيرج مسجدي، قبل تعيينه أمس بمكان مسجدي، ويعرف الأخير بقربه الكبير من “الحرس الثوري” الإيراني.

فيما يخص السفير الإيراني الجديد، فهو يحظى بعلاقات واسعة ومؤثرة مع قادة القوى الشيعية العراقية المقربة من طهران، وفق تقرير صحفي لشبكة “الساعة“.

بحسب التقرير، فإن آل صادق عمل مستشارا لقائد “فيلق القدس” الإيراني الحالي، اسماعيل قاآني، ويُعرف بأنه ظل قاآني في السفارة الإيرانية في بغداد.

وأشار التقرير، إلى أن السفير الإيراني الجديد، هو أحد أبرز معتنقي ومريدي رؤية قائد “فيلق القدس” السابق، قاسم سليماني في ترسيخ مركزية “الحرس الثوري” داخل العراق.

سبب إزاحة مسجدي

‏بيّن التقرير، أن اسم آل صادق طُرح في أروقة مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، لتولي سفارة إيران لدى بغداد؛ بسبب إخفاق سلفه مسجدي في ضبط الأوضاع داخل العراق بعد اغتيال سليماني.

كما أن أحد أسباب إزاحة إيرج مسجدي من منصبه والمجيء بنائبه آل صادق، هو تصاعد الخلاف بين مسجدي وقاآني حول العديد من الملفات في العراق، وأهمها العلاقات مع قادة “الفصائل المسلحة”، على حد قول التقرير.

يذكر أن إيرج مسجدي، بدأ عمله كسفير لدى بغداد في عام 2017، خلفا لـ حسن دانائي فر، الذي خدم هو الآخر في “فيلق القدس” التابع إلى “الحرس الثوري” الإيراني.

للقراءة أو الاستماع: كان حلقة وصل “الحرس الثوري”.. إيران تستبدل سفيرها لدى العراق

وعمل مسجدي مستشارا لقاسم سليماني في العراق، ولديه خبرة تزيد عن 35 عاما في “الحرس الثوري” ومعرفة عميقة في العراق، وفق وكالة “أنباء الطلبة” الإيرانية.

وأثناء الحرب الإيرانية – العراقية في الثمانينيات، كان مسجدي قائدا لقاعدة لـ “الحرس الثوري” في غرب إيران، كانت مركزا لجماعات المعارضة العراقية، تخطط وتنفذ عمليات عسكرية ضد قوات صدام حسين داخل الأراضي العراقية.

“دبلوماسي غير عادي”

بحسب معهد “واشنطن لدراسات الشرق الأدنى”، فقد تولى مسجدي منصب رئيس الأركان لمقر “رمضان” في “الحرس الثوري”، وزعمت بعض التقارير أنه تولى إدارة مكتب الشؤون العراقية.

كما تورط مسجدي في أنشطة “فيلق القدس” في العراق بعد عام 2003، والتي أسفرت الكثير منها عن مقتل أو جرح أو اختطاف عدد من جنود القوات الأميركية وقوات التحالف، فضلا عن اغتيال عدد من مسؤولي المحافظات في العراق الذين اختلفوا في الرأي مع طهران، وفق “معهد واشنطن”.

للقراءة أو الاستماع: السفير الإيراني مطلوب لدى البرلمان العراقي

وخلال الاحتجاجات “انتفاضة تشرين” التي اجتاحت العراق أواخر عام 2019، أكدت مواقع إيرانية معارضة، أن “تقارير مستقاة من داخل النظام الإيراني تشير إلى أن مسجدي هو من يعطي الأوامر بفتح النار على المحتجين في العراق”.

وبعد الهجوم الإيراني البالستي على أربيل الشهر المنصرم، نشر معهد أوصى “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى”، في تقرير له، الإدارة الأميركية والدول الغربية بتشجيع العراق على طرد مسجدي، كونه لا يعتبر دبلوماسيا عاديا؛ بسبب نشاطه في “الحرس الثوري”، الذي تبنى مسؤولية الهجوم “البالستي” على كردستان العراق

وغالبا ما تختار إيران سفراءها في الخارج وخصوصًا في الدول القريبة منها أو التي لها مصالح ستراتيجية فيها وتسعى لتوسيع نفوذها بداخلها، ممن ينتمون إلى “الحرس الثوري”، الذي يعد الواجهة المخابراتية والعسكرية للسلطات الإيرانية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة