أحداث عديدة مرت في التاريخ سجلتها ذاكرة رمضان على مر السنين يرصدها لكم “الحل نت” ويستعرض أبرز ما توصل إليه من رصد لأحداث الذاكرة الرمضانية.

في جزء اليوم من سلسلة “حدث في رمضان” يستذكر “الحل نت” أهم أحداث 11 رمضان التي مرت على المنطقة والعالم سواء خلال التاريخ الحديث، أو في عقود وقرون سابقة.

الملك المغربي الحسن الثاني

في الحادي عشر من رمضان عام 1961 ولي العهد المغربي مولاي الحسن يتولى عرش المغرب بعد وفاة والده الملك محمد الخامس، ويتخذ اسم الملك الحسن الثاني. حكم المغرب حتى عام 1999. ساهم رفقة والده في تحرير المغرب من الاحتلال الفرنسي حيث عرف بحنكته ودهائه السياسي منذ ريعان شبابه، واستطاع قيادة المغرب بقبضة من حديد وتحقيق استقرار وتوجيهه لبلاده نحو المعسكر الرأسمالي، في حين كانت معظم الجمهوريات العربية تُساند المعسكر الاشتراكي. كما يعد الحسن الثاني بانيا للمغرب الحديث وباعث نهضته وموحدا للبلاد ومحررا للصحراء المغربية من قبضة الاحتلال الاسباني بمسيرة خضراء سنة 1975.

نفي مع والده محمد الخامس من طرف الاحتلال إلى كل من كورسيكا ومدغشقر وهذا ما ألهب شرارة انتفاضة شعبية كبرى، خاصة بعد تعيين الاستعمار ابن عرفة ملكا على المغرب والذي نجا من محاولة اغتيال من طرف أحد المقاومين يدعى علال بن عبد الله وسميت هذه الفترة ثورة الملك والشعب، وكان الحسن الثاني هو الذي يحرر المراسلات وترجمة الرسائل لوالده في المنفى، ثم عاد برفقة والده إلى المغرب في 16 تشرين الثاني 1955 وشارك في مفاوضات الاستقلال التي أجريت في شباط 1956.

عينه والده في شباط 1956 رئيسا لأركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، وأشرف على وضع النواة الأولى وبناء الجيش المغربي بالتعاون مع الفرنسيين.

أسند له والده ولاية العهد في 6 تموز 1957. عمل بعدها مستشارا سياسيا لوالده، وفي 26 أيار 1960 شكل الملك محمد الخامس حكومة برئاسته، وعينه فيها نائبا لرئيس الحكومة ووزيرا للدفاع وفوضه بممارسة السلطة الحكومية.

اليمن الجنوبي

في الحادي عشر من رمضان عام 1967، أصبحت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عضوا في جامعة الدول العربية. عرفت باسم اليمن الجنوبي أو (رسميا: جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) وعرفت في الفترة بين 30 تشرين الثاني 1967 و 1 كانون الأول 1970 باسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، كانت دولة اشتراكية سابقة بنظام الحزب الواحد، وكانت الدولة الشيوعية الوحيدة في العالم العربي. اتحدت مع الجمهورية العربية اليمنية لتكوين الجمهورية اليمنية في 22 أيار 1990. قامت الدولة في فترة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي وسقطت بسقوط السوفييت.

كان الحزب الاشتراكي هو الحزب السياسي الوحيد المعترف به في البلاد، وأدار البلاد سياسيا واقتصاديا على طول الخطوط الماركسية الموصوفة ذاتيا، على غرار الاتحاد السوفيتي.

منحت الحكومة الاشتراكية المرأة حقوقا قانونية متساوية مع الرجل وتم تشجيعها على العمل في الأماكن العامة، وحظرت الحكومة كل من تعدد الزوجات وزواج الأطفال. حاولت الحكومة إنشاء مجتمع ماركسي لينيني علماني يحكمه أولا الجبهة القومية للتحرير، والتي تحولت لاحقا إلى الحزب الاشتراكي اليمني الحاكم. تلقت الدولة الماركسية-اللينينية الوحيدة في الشرق الأوسط، مساعدات خارجية كبيرة خاصة من الاتحاد السوفيتي وألمانيا الشرقية، اللتين وضعتا عدة مئات من ضباط الشتازي في البلاد لتدريب الشرطة السرية، وإنشاء طريق لتهريب الأسلحة إلى فلسطين. لم يغادر الألمان الشرقيون حتى عام 1990، عندما رفضت الحكومة اليمنية دفع رواتبهم التي تم إنهاؤها بحل الشتازي أثناء إعادة توحيد ألمانيا.

اعتمد الدستور بناء على اقتراع شعبي، فكان على رأس الدولة مجلس الشعب الأعلى الذي عين أعضاءه من القيادة العامة للجبهة القومية للتحرير في عام 1971، وكان في عدن نظام قضائي مع محكمة عليا.

كان في اليمن الجنوبي نظام ضريبي عام، وكان مدخوله يدفع عن تكلفة التعليم. لم تكن هناك أزمة سكن في جنوب اليمن، بحسب موقع “ويكيبيديا”. كانت المساكن الفائضة التي بناها البريطانيون تعني أن هناك عددا قليلا من المشردين في عدن، وقام الناس ببناء منازلهم من اللبن والطين في المناطق الريفية.

رفيق السبيعي

في الحادي عشر من رمضان عام 1930 ولد الفنان السوري الراحل رفيق السبيعي. ممثل ومونولوجست سوري من مواليد حي البزورية، في مدينة دمشق وتوفي فيها.

رائد من رواد الفن في سوريا شب على حلم الفن، متحديا إرادة الأب، وظنون المحيط، الأمر الذي لم يكن سهلا في الشام بعد الاستقلال، حيث كان يطلق على الممثل لقب “المشخصاتي” وكان يعتبر التمثيل عيبا اجتماعيا ما اضطره إلى البدء باسم فني هو “رفيق سليمان”. كان عضو في نقابة الفنانين السوريين منذ 1 آذار 1968.

في عمر ثماني سنوات، بدأ يحضر الموالد النبوية برفقة أخيه وكثيرا ما كان ينسل راكضا باتجاه المنشدين مغنيا معهم التواشيح والأناشيد الدينية. في المنزل كان لا يحلو له مذاكرة دروسه إلا على صوت اسطوانات أم كلثوم وعبد الوهاب، وكثيرا ما كانت تستدعيه والدته ليغني لنساء الجيران حين يجتمعن في حوش الدار مستمتعين بجمال صوته. في أعراس حي البزورية الذي ولد وتربى به، كان حضوره لافتا بمثل هذه المناسبات وهو يغني لكارم محمود وعبد العزيز محمود وعبد الغني السيد، مونولوجات شكوكو واسماعيل ياسين. بدأ يصطدم بعد ذلك بالمنظومة الفكرية التقليدية السائدة آنذاك التي تنبذ الفنان وتعتبر الغناء شيئا معيبا، فكان جزاؤه الطرد خارج المنزل، والاختباء داخل الخان أو النوم عند الفران.

لم يكمل دراسته بعد الانتهاء من المرحلة الابتدائية، وبدأ يعمل خياطا ليساعد والده في تحمل أعباء ومصاريف المنزل، فشل في مهنة الخياطة لكنه طرز بفنه حكاية فنان مبدع الذي لم يتوقف ابداعه على الغناء إنما تعدى ذلك للمسرح والإذاعة والتلفزيون والسينما حتى استحق لقب الفنان الشامل بجدارة وامتياز.

بدأ مسيرته أواخر الأربعينيات بتقديم مقاطع كوميدية ارتجالية على مسارح دمشق ونواديها الأهلية، ثم انتقل إلى الغناء والتمثيل في فرقٍ فنية عدة كفرقة “علي العريس”، “سعد الدين بقدونس”، “عبد اللطيف فتحي”، “البيروتي”، و”محمد علي عبدو”. من “المسرح الحر” بدأ بتقديم مسرحيات يتخللها أُغنيات خاصة به مثل “بالمقلوب”، “طاسة الرعبة”، “مرتي قمر صناعي”، و”صابر افندي”.

كما أسهم في تأسيس عدد من الفرق المسرحية الناشئة بعد الاستقلال (1946)، حيث صنع شخصية أبو صياح أو قبضاي الحارة الشامية بزيه الدمشقي الفلكلوري الأصيل -الشخصية الأشهر له- وجسد مختلف الشخصيات في أعماله ولاحقا في السينما والدراما السورية.

بدأ وهو في سن مبكرة المشاركة في نوادي الكشافة وتمكن خلال هذه الفترة من إظهار مواهبه في الغناء والعزف والتمثيل.

كانت بداية ظهوره في التلفزيون في مسلسل “مطعم السعادة” (1960) مع عدة فنانين منهم دريد لحام ونهاد قلعي وتوالت أعماله بعدها، حيث شارك في العديد من المسلسلات التلفزيونية السورية.

بدأت قصته مع “أبو صيّاح” كما يروي في إحدى مقابلاته: “أوّل مرّة قدمتها عن طريق المصادفة، حين أراد الفنان أنور المرابط أن يتغيب عن أداء فصل كوميدي يلعب فيه دور العتال في إحدى مسرحيات الراحل عبد اللطيف فتحي، وكنت أعمل وقتها ملقما في مسرحه، لم أنم ليلتها من الفرحة، واعتبرت هذا الدور نوعا من الامتحان يمهد لي الطريق كممثل، استعرت الشروال وباقي الاكسسوارات، ففوجئ بي فتحي عندما رآني على المسرح، وجسدت الشخصية على طبيعتها كما تبدو في الحياة، وقتها شاهد أدائي المرحوم حكمت محسن، وتنبأ لي بالنجومية منذ ذلك الحين”.

كان ذلك أواخر خمسينيات القرن الماضي، في عمل مسرحي مقتبس عن مسرحية مصرية للكاتب أبو السعود الإبياري نقلها عبد اللطيف فتحي إلى الشامية، قدمت على أحد مسارح دمشق، وحضرها وقتها صباح قباني أول مدير للتلفزيون السوري، وبقيت في باله، وعندما تأسس التلفزيون عرفّه إلى الراحل نهاد قلعي، والفنان دريد لحام، وبدأت مسيرة “أبو صيّاح” التلفزيونية مع “غوار الطوشة” و”حسني البورظان”، وفي السينما قدمها في فيلم “ذكرى ليلة حب” عام 1973.

توفي الفنان رفيق السبيعي في منزله بدمشق في يوم 5 كانون الأول 2017 عن عمر ناهز 86 عاما، بعد مسيرة فنية طويلة كان خلالها أحد أعمدة الدراما السورية، في المسرح والتلفزيون والإذاعة والسينما وقد دفن في مقبرة باب الصغير بعد تشييعه في جنازة شعبية حاشدة في دمشق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.