لا تزال فكرة الهجرة إلى دول الاتحاد الأوروبي تشكل حلما لدى الكثير من السوريين، وخاصة من فئة الشبان الذين يسعون للهجرة هربا من الأوضاع الاقتصادية وحتى من الخدمة العسكرية الإلزامية.

وخلال السنوات الماضية اتخذ السوريين العديد من الدول العربية وجهات مؤقتة، أو محطات لينتقلوا بعدها أو من خلالها للدول الأوروبية، وأبرزها تركيا، وليبيا وتونس والجزائر، بالإضافة إلى لبنان وخاصة في العامين الأخيرين بعد إغلاق تركيا لكامل حدودها في وجه الهجرة.

مهاجرون عبر لبنان يتعرضون للتوقيف

برزت لبنان في العامين الأخيرين كأحد وجهات هرب السوريين من بلدهم، واتخاذها محطة مؤقتة للتجهز والعبور منها إلى أوروبا. هناك وسائل متعددة لذلك، منها السفر عبر بعض السفارات وخاصة فرنسا، أو انتظار إعادة التوطين لمن هم مسجلين لدى مفوضية شؤون اللاجئين، أو عن طريق البحر بما يعرف بالتهريب.

وفي سياق محاولات السوريين الهجرة عبر لبنان، ضبطت السلطات اللبنانية زورقا على متنه أشخاص من الجنسية السورية خلال عملية مغادرة غير شرعية عبر الشواطىء اللبنانية، وقال الجيش اللبناني في بيان له، يوم أمس، إنه تم توقيف الزورق في المياه الإقليمية اللبنانية عند نقطة العريضة، وكان ينقل 20 سوريا بينهم أطفال ونساء، وفق تقارير صحفية لبنانية.

وكانت القوات اللبنانية تمكنت في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، من ضبط مركب، على متنه عدد من السوريين، كان متجها من سوريا إلى قبرص بشكل غير شرعي. كذلك ضبطت مؤخرا مركبا قادما من سوريا، على متنه عدد من السوريين، دخل المياه الإقليمية بطريق الخطأ، ووجهته قبرص.

إقرأ:تعديل شروط دخول السوريين إلى لبنان

لماذا يغادر السوريون إلى لبنان؟

باتت الحياة في سوريا ضربا من المستحيل برأي الكثيرين، حيث سجلت الأسعار ارتفاعا غير مسبوق، بالتزامن مع استمرار التدهور الاقتصادي، وعدم وجود فرص للعمل، بالإضافة إلى الخدمة العسكرية الإلزامية التي تشكل الخوف الأكبر لفئة الشبان.

وأما عن اختيار لبنان كوجهة للخروج من سوريا، فهناك أسباب مختلفة، تمكن موقع “الحل نت” من معرفتها عن طريق بعض الخارجين من سوريا إلى لبنان، أهمها أن لبنان حاليا يمكن دخوله بواسطة التهريب عن طريق “حزب الله” اللبناني وضباط من الجيش السوري، وذلك لقاء مبالغ مالية تتراوح ما بين  إلى 1500 دولار عن الشخص الواحد، وهذا غير متوفر بالنسبة للأردن أو تركيا التي بات الدخول إليها تقريبا يكلف نحو 4000 دولار.

وبالإضافة للأسباب السابقة فإن تواجد السوريين الداخلين إلى لبنان بشكل غير نظامي داخل المجتمع اللبناني أسهل من دول أخرى، حيث يستطيع هؤلاء الابتعاد بسهولة عن الأجهزة الأمنية، وهذا غير موجود في دول أخرى، بالإضافة إلى نقل عمليات تهريب المهاجرين من تركيا بعد إغلاق سواحلها وحدودها مع اليونان إلى لبنان، حيث يتم نقلهم عادة إلى قبرص على الرغم من المخاطر الكبيرة التي تواجههم.

قد يهمك:لماذا تصر لبنان على إعادة اللاجئين السوريين؟

يذكر أن العديد من السوريين غرقوا في البحر المتوسط خلال السنوات الماضية، كما اعتقل عشرات آخرون خلال محاولات بحثهم عن مستقبل أفضل لهم ولعائلاتهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة