يبدو أن مسألة الوجود الروسي كإحدى القوى الدولية الكبرى وفق الرؤية الروسية، بات من الصعب التعايش معها من قبل المجتمع الدولي، بعد غزو موسكو لأوكرانيا منذ قرابة شهرين، حيث تسعى واشنطن مع حلفائها الغربيين لوضع خطة تهدف في عزل وإضعاف روسيا إلى أجل غير مسمى وطويل الأمد.

وبحسب تقارير غربية، فإنه منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، بدأت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن وحلفاؤها الأوروبيون التخطيط لعالم مختلف تماما، حيث يسعون بنشاط لعزل وإضعاف روسيا ضمن استراتيجية طويلة الأمد.

عزل موسكو دوليا

في إطار سعي الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها في أوروبا لوضع خطة تهدف إلى عزل روسيا وإضعافها لفترة طويلة وغير محددة، حيث استبعدوا خيارات التعايش مستقبلا مع روسيا أو التعاون معها، بحسب تقرير نشرته أمس الأحد صحيفة “واشنطن بوست“، يرى أيمن سلامة، الأستاذ في القانون الدولي والمستشار القانوني السابق لحلف “الناتو”، أن “واشنطن مع حلفائها وشركائها من دول ومنظمات دولية مثل الاتحاد الأوروبي، وضعت العديد من الآليات الرادعة والجزائية الاقتصادية لموسكو، وكذلك إجراءات عقابية للأفراد الروس الذين يدعمون بوتين وعمليته العسكرية على أوكرانيا”.

وفي السياق ذاته، أوضح سلامة خلال حديثه لـ “الحل نت”، بأن واشنطن نجحت في عزل روسيا نوعا ما وذلك عن طريق عزلها عن عدد من المنظمات الدولية سواء كانت أممية أي تابعة لـ “الأمم المتحدة” أم غيرها، والدليل على ذلك تعليق عضوية موسكو في مجلس حقوق الإنسان، ومنع موسكو من المشاركة في الحكم على سجلات حقوق الإنسان الخاصة بدول أخرى، وحصلت هذه الخطوة لأول مرة بأغلبية ساحقة لجعل روسيا الدولة الثانية بعد ليبيا التي علقت عضويتها في عام 2011″.

وبحسب رأي الأستاذ في القانون الدولي، “لا شك أن الإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغرب ضد روسيا ستؤدي في النهاية إلى عزل روسيا اقتصاديا وتجاريا ودوليا”.

قد يهمك: روسيا تعرقل إدخال المساعدات إلى سوريا بسبب أزمتها في أوكرانيا؟

غضب دولي من “بوتين”

يبدو أن استراتيجية واشنطن الجديدة، تذهب إلى ما هو أبعد من بوتين، حيث يواصل المخططون مراجعة الوثائق الأساسية التي سيتم تقديمها في الأشهر المقبلة، وفقا لتقرير “واشنطن بوست” الذي تابعه موقع “الحل نت”.

وورد في تقرير الصحيفة الأميركية، أن الاتحاد الأوروبي وضع خططا لتقليص اعتماده الشديد على الغاز الروسي بمقدار الثلثين بحلول نهاية هذا العام، وإنهاء جميع واردات الوقود من روسيا قبل عام 2030.

في سياق مواز، قال الأمين العام لـ”الناتو، ينس ستولتنبرغ، أن الحلف يخطط لوجود عسكري دائم على حدوده بهدف التصدي لأي عدوان روسي في المستقبل، وفق صحيفة “تليغراف”، بعد غزو القوات الروسية للأراضي الأوكرانية.

وأضاف ستولتنبرغ، أن حلف “الناتو”، في خضم تحول جوهري للغاية سيعبر عن “العواقب على المدى الطويل” لأفعال بوتين، مضيفا أن “ما نراه الآن هو واقع جديد للأمن الأوروبي. لذلك نطلب الآن من قادتنا العسكريين تقديم خيارات لما نسميه إعادة ضبط، (خطة) للتكيف على المدى الطويل لحلف الأطلسي”.

وبيّن ستولتنبرغ أيضا إن القرارات بشأن إعادة الضبط سيتم اتخاذها في قمة الحلف التي ستعقد في مدريد في تموز/يوليو المقبل.

كذلك، فقد أعلن الحلفاء عن زيادات كبيرة في ميزانية الدفاع تمتد بعيدا في المستقبل. ومن المتوقع أن تتقدم فنلندا والسويد بطلب للحصول على عضوية “الناتو” قبل قمة مدريد.

ويعتقد المراقبين أن هذا تحول مهم في ميزان الأمن الأوروبي، فمن شأنه أيضا أن يزيد بشكل كبير من الوجود العسكري للحلف بالقرب من روسيا.

كما وقع بايدن قبل نحو أسبوع، مشاريع قوانين لإنهاء العلاقات التجارية الطبيعية مع روسيا وتقنين حظره الأميركي على واردات النفط الروسية.

أما الاستراتيجية طويلة المدى تقوم مبدئيا على ثلاث نقاط أساسية هي: تصعيد العقوبات ضد موسكو، وتقديم مساعدات أسلحة لأوكرانيا، ونشر عشرات الآلاف من القوات على الحدود الشرقية لحلف شمال الأطلسي. ويوضح التقرير الصحفي الأميركي أن الخطة الحالية تعد واحدة من القضايا القليلة التي يحظى فيها بايدن بدعم قوي من كلا الحزبين في الولايات المتحدة.

قد يهمك: بعد غزو أوكرانيا.. حلف “الناتو” يخطط لردع روسيا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة