فرضت ظروف الحرب وما تبعها من انهيار اقتصادي في سوريا، أوضاعا جديدة أدت إلى سعي السوريين للبحث بشتى الوسائل عن فرص للعمل لتحسين أوضاعهم المعيشية، سواء كان ذلك في سوريا أو خارجها، وأيا كانت شروط العمل التي تعتبر غير مقبولة فيما لو كانت أوضاع السوريين الاقتصادية على طبيعتها.

ونتيجة لهذه الأوضاع وككل السوريين، الذين يغادرون سوريا في هجرة للبحث عن موارد للعيش، فقد تفاقمت هجرة الكوادر الطبية السورية، من أطباء وممرضين ومخبريين، إلى العديد من الدول نتيجة الأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعانون منها، ولعدم وجود فرص عمل وأجور كافية لهم.

لماذا يهاجر أطباء حماة

وحيث لا تزال هجرة الأطباء في سوريا مستمرة، فقد وصلت الأعداد إلى نحو كبير، حيث سبق وأن نقل “الحل نت”، عن الطبيب السوري ماهر الزعبي، المدير الإداري ومسؤول التواصل في مشفى الجيزة بدرعا، إلى أن البيانات المتعلقة بأزمة الهجرة في سوريا تقدر بأن حوالي أكثر من 25 ألف طبيب غادروا البلاد منذ بداية الأزمة في عام 2011.

وفي هذا السياق، تعد هجرة الأطباء بمختلف اختصاصاتهم من الملفات المهمة التي تحتاج إلى حلول في محافظة حماة بعد تزايدها خلال الأونة الأخيرة، و المؤسف أن نزيف الهجرة لم يتوقف حتى الآن، بل تضاعف، ولم تعد هجرة الأطباء مقتصرة على الدول العربية، و لا على كبار الأطباء، بل بدأت الهجرة إلى بلدان أوروبية في ظل العديد من الإغراءات العلمية والمادية، حسب صفحة “صاحبة الجلالة” المحلية.

ونقلت الصفحة، تصريحا للدكتور محمود الهنداوي، لجريدة فينكس، مؤخرا قال فيه، أن هجرة الأطباء نالت الحيز الأكبر من المداخلات التي تم طرحها في مؤتمر فرع نقابة الأطباء السنوي في الثالث والعشرين من شباط 2022، لافتا إلى أن قلة قليلة من الأطباء ما زالت قادرة على الصمود في ظل الغلاء المعيشي وتدني الأجور، أضف إلى ذلك معاناة الأطباء في عياداتهم من عدم توفر الكهرباء والمحروقات إلى جانب الضرائب السنوية الكبيرة، وتساءل الهنداوي، عن كيفية قدرة الأطباء وعائلاتهم على العيش في ظل الغلاء والدخل المتدني.

وتشير تقارير إلى معاناة المشافي العامة من نقص  في الكوادر الطبية مع تدني الأجور التي يتقاضونها مقارنة مع ساعات العمل، حيث طالبت نقابة الأطباء في حماة، بضرورة منح تعويض تفرغ للطبيب الموظف بنسبة تتجاوز 100 بالمئة، فضلا عن رفع رواتب الأطباء المكلفين بطبابة عمال القطاع العام، والتنسيق مع المحامي العام والأمن الجنائي بخصوص إجراءات توقيف الأطباء.

ويبلغ عدد الأطباء المسجلين في فرع حماة بلغ حوالي 2048 منهم 1337 طبيبا و711 طبيبة داخل القطر، كما أن هناك نحو 573 طبيب خارج القطر منهم 428 ذكورا و145 إناث.

قد يهمك:الأسد يكافح هجرة الأطباء بمرسوم جديد.. فهل ينجح؟

دول مختلفة وجهة للأطباء السوريين

يشير تقرير سابق لموقع “الحل نت”، أن ليبيا دخلت أيضا على خط استجرار عمالة التمريض والكوادر الفنية في الآونة الأخيرة، بعد العراق، حيث أن دول الخليج التي تشترط تعديل الشهادات للممرضين وتحتاج دوله إلى إتقان الإنكليزية، بخلاف العراق وليبيا اللتين تعترفان بالشهادة السورية.

 وأشار التقرير، إلى أن تدفق كبير للأطباء في الآونة الأخيرة لأطباء التوليد من الخريجين الجدد، وتعتبر الصومال وليبيا والعراق واليمن أبرز وجهاتهم، حيث يتراوح راتب الطبيب منهم بين 2000 – 3000 دولار شهريا، بينما تتراوح رواتب التخصصات النادرة كجراحي الصدر والعظام والعمود الفقري، وأطفال الأنبوب ما بين 20 – 30 ألف دولار شهريا.

ولفت تقرير “الحل نت”، إلى أن هناك 300 طبيب سوري في الصومال، مقابل حوالي 1000 طبيب في العراق، وهو عدد ليس بالقليل، رغم أنه لا يؤثر على العمل الطبي في بعض التخصصات داخل سوريا، لكنه يؤثر في تخصصات أمراض الأوعية الدموية والصدر والجهاز العصبي والرئوي، بينما محافظة حلب لديها ثلاثة أطباء صدرية فقط ونفس العدد من جراحي الأوعية الدموية، وهو عدد ضئيل للغاية.

إقرأ:عقود “نصب واحتيال” تستدرج سوريين إلى ليبيا

يسعى معظم السوريون، سواء كانوا أكاديميين أو غير ذلك إلى مغادرة سوريا بأي شكل كان، في محاولة للبحث عن حياة أفضل، في ظل التدهور الاقتصادي في كل سوريا، وحتى الأمني الذي يهدد حياة الكثيرين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.