بسبب الحرب أولا والفساد ثانيا، وقلة الدعم الحكومي للمزارعين وخصوصا بالأسمدة التي حلقت في أسعارها بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، باتت سوريا كواحدة من البلدان القليلة التي ظلت آهلة بأشد الآفات والأمراض في العالم، وانعكس ذلك في أن وحدة تحليل مخاطر الآفات لم تقدم التقارير الكافية قبل أن يتم تصدير أي مصنع أو منتج نباتي من البلاد إلى خارجها، حيث يجب تقديم مسح للوصول إلى السوق إلى الجهة المستوردة المحتملة.

فساد دمشق يصل روسيا

تم اكتشاف إصابة إحدى شحنات الخضار القادمة من سوريا بآفة زراعية، بحسب وزارة الزراعة الروسية، التي قالت أيضا إن الجانب السوري أقر بأنه سيعزز السيطرة على الأصناف المرسلة إلى روسيا.

اعترفت دائرة الرقابة البيطرية وصحة النبات بوزارة الزراعة الروسية، أمس الأربعاء، بأنه تم اكتشاف فيروس “موزاييك بيبينو” في شحنة من الفليفلة الخضراء، وصلت إلى روسيا قادمة من سوريا، مضيفة أنها أبلغت الجانب السوري باكتشاف الفيروس.

وردت الحكومة السورية على الاتصال الروسي بقولها، إن فيروس “بيبينو موزاييك” غير مسجل في البلاد، لكنهم سيزيدون من الرقابة على المواد المشحونة إلى روسيا، بحسب وكالة “تاس” الروسية.

واقترحت دائرة الرقابة البيطرية والصحية النباتية الروسية على الجانب السوري إرسال معلومات عن جميع الإجراءات المتخذة للكشف عن الفيروس، وتقديم المساعدة المنهجية من خلال التعاون في مجال البحوث المختبرية المتعلقة بالمنتجات الزراعية المصدرة إلى روسيا، وفقا للوكالة.

ويظهر مرض “موزاييك بيبينو” الذي يصيب في الغالب فصيلة الباذنجان على الثمار المصابة كبقع بنية موضعية، مما يتسبب في توقف النباتات عن النمو ونضج الثمار بشكل غير منتظم، وبالتالي يؤدي إلى إتلافها.

للقراءة أو الاستماع: لا سماد من أجل الزراعة بسوريا.. التهاب أسعار مرتقب؟

روسيا ليست الأولى

لم تكن هذه الشحنة الوحيدة التي تصدرها سوريا إلى الخارج تحوي آفات زراعية، ففي الأعوام الماضية تكرر ذلك مع الأردن عبر معبر نصيب الحدودي، إذ قررت وزارة الزراعة الأردنية إعادة 284 طنا من البصل واللفت والبرتقال قادمة من سوريا لعدم مطابقتها للمواصفات الاردنية، ووجود أعفان فيها حيث تم إعادتها لمصدرها.

وبحسب مدير الإعلام، الناطق الاعلامي لوزارة الزراعة الدكتور نمر حدادين، فإن العاملين في مركز حدود جابر أعادوا 44 طن تفاح إلى تركيا بسبب عيوب وإصابات، كما تم أيضا إتلاف 5.5 طن رمان من سوريا، وإعادة 4 آلاف شتلة نبات زينة لوجود أتربة ومخالفتها لشروط الاستيراد.

ويعد فيروس “البيبينو”، المعروف أحيانًا باسم “فيروس البندورة”، من الآفات الزراعية المنتشرة في معظم مناطق العالم منذ مطلع القرن. ويصيب أكثر من 150 جنسا نباتيا ويرتبط في الغالب بعائلة الباذنجانيات، ويصيب عددا كبيرا من النباتات في تلك العائلة.

وتظهر بقع بنية موضعية على الثمار المصابة، مما يؤدي إلى توقف النباتات عن النمو ونضوج الثمار بشكل غير منتظم، مما يؤدي إلى إتلافها.

وصلت هذه الآفة الزراعية لأول مرة إلى سوريا بين عامي 2008 و2010، في محافظتي اللاذقية وطرطوس، وبلغ متوسط نسبة المحاصيل المتضررة على الساحل السوري حوالي 58 بالمئة.

للقراءة أو الاستماع: جائحة تهدد الزراعة في سوريا.. تراجع غير مسبوق في هذه المحاصيل

الصقيع قتل موسم الخضار في سوريا

كشف تجار الخضار والفواكه أن أسعار بعض المنتجات قد ارتفعت إلى 250 بالمئة مما كانت عليه قبل موجة الصقيع التي تضرب سوريا هذا الأسبوع، وبحسب وزارة الزراعة السورية فقد تعرضت المحاصيل في الساحل لضرر كبير نتيجة الثلوج الكثيفة المتساقطة في الأسبوع الماضي، كما تضررت الخضار في درعا والسويداء وتلف نسبة كبيرة منها.

أسامة قزيز، قال في تصريح لصحيفة “الوطن” المحلية، في كانون الثاني/يناير الفائت، إن بعض الخضراوات البلدية المزروعة في محافظات درعا والسويداء وريف دمشق مثل الذرة والباذنجان والفلفل والطماطم، تضررت جراء الصقيع والعاصفة الثلجية الحالية. ولم تعد متوفرة في سوق الهال بدمشق. وكذلك ارتفعت أسعار بعض الخضار والفواكه.

في حين حذر نائب المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، أمس الإثنين، من أن درجات الحرارة التي تقل عن الصفر والتي ضربت سوريا هذا الأسبوع، وحوّلت المناطق السكنية في البلاد ولا سيما المخيمات إلى مناطق كوارث.

للقراءة أو الاستماع: الزراعة السورية تتقلب بين الأيادي الروسية والإيرانية.. هل يستمر الصراع؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة