تزامنا مع تضييق الخناق على الميليشيات الإيرانية في الشرق الأوسط، يبدو أن إيران متجهة لتنشيط خلاياها في دول أوروبية لزعزعة الاستقرار، ردا على الضغوطات الأوروبية بما يتعلق بمواجهة النفوذ الإيراني وملف طهران النووي.

استخدام مهربي المخدرات

موقع “إيران إنترناشيونال” أكد في تقرير خاص، إن “فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، استخدم مهربي المخدرات في محاولة لتنفيذ ثلاثة اغتيالات في تركيا وألمانيا وفرنسا.

وبحسب تقرير الموقع الخاص بالشؤون الإيراني: “فقد اعترف أحد أفراد وحدة “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني رقم “840″ المعتقل في دولة أوروبية، بأنه تلقى 150 ألف دولار من أجل التحضير لتلك الاغتيالات، وكان من المقرر أن يحصل على مليون دولار أخرى بعد تنفيذها”

وتعتبر الوحدة 840 في الحرس الثوري، من الوحدات الخاصة التي مهمتها استهداف المعارضة الإيرانية والأهداف الغربية.

من جانبه يرى محسن سازكارا وهو عضو مجلس الإدارة الانتقالية، أن “الكشف عن هذا الخبر في مثل هذه الظروف قد يشير الى جهود لمنع إحياء الاتفاق النووي“.

قد يهمك: “دولة الإعدامات”.. تحذيرات حقوقية من إيران

وأضاف سازکارا لـ “إيران إنترناشيونال” : “الاحتمال الآخر هو أنه نظرا لنفوذ روسيا الكبير في المراتب العليا بفيلق القدس التابع للحرس الثوري وعدم رغبة موسكو في إعادة النفط الإيراني إلى السوق العالمية، فقد صممت روسيا هذه العملية للحفاظ على نفوذ إمدادات الطاقة“.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها قوات الأمن الإيرانية مهربي المخدرات لتنفيذ عمليات اغتيال في الخارج.

ففي عام 2020 أفادت وسائل إعلام تركية عن علاقات وزارة المخابرات الإيرانية مع مهرب دولي يدعى “ناجي شريفي زيندشتي“. وبدأت العلاقات المذكورة عام 2015 وتركزت على اغتيال وخطف معارضي النظام الإيراني في تركيا.

وعصابة تهريب زيندشتي متهمة باغتيال سعيد كريميان، مدير مؤسسة قناة “جم تي وي“، الذي اغتيل في هجوم مسلح على سيارته بمنطقة ساريير بإسطنبول عام 2017.

كما اتهمت الشرطة التركية، عصابة تهريب المخدرات هذه، باغتيال مسعود مولوي، مؤسس قناة “جعبه سياه” في تطبيق التلجرام، بأحد شوارع إسطنبول.

إيران ودورها في نشر الحروب والفوضى

ساهمت الأذرع الإيرانية العسكرية خلال السنوات الماضية، في نشر الفوضى والعنف في العديد من الدول، لا سيما في اليمن وسوريا، فرأت طهران في الانفلات في اليمن فرصة ممتازة للإمعان في نشر الموت والفوضى في المنطقة، فقدمت رعاية للحوثيين، الذين اخترقوا كل قانون محلي (بإطاحتهم بالحكومة)، في سوريا عبر دعمها لحكومة دمشق في مواجهة انتفاضة الشعب السوري المطالبة بالإصلاح.

وتشير المعطيات الدولية إلى توجه العالم إلى محاربة أذرع إيران في المنطقة، إذ أنه من المتوقع أن تتسع دائرة الحكومات التي تصنف حزب الله وحماس وجميع الحركات العسكرية التي تتلقى دعما من إيران على قوائم الإرهاب، إضافة إلى تصنيف الميليشيات الإيرانية التي تنشط في سوريا كـ“زينبيون وفاطميون وغيرها من الميليشيات“.

قد يهمك:ازدياد حالات الفقر وارتفاع حاد للأسعار في إيران

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.