تشهد إيران منذ عدة سنوات أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة نتيجة العقوبات الأمريكية التي عكست تراجعا في سعر صرف العملة وزيادة في التضخم. وقدر البنك الدولي معدل التضخم في إيران بنحو 43 بالمئة عام 2021.

بالإضافة إلى ارتفاع الأسعار مؤخرا في إيران، فإن كل هذا سينعكس حتما على الحياة اليومية للناس وبالتالي زيادة نسبة الفقر في البلاد، وسط الاحتجاجات والإضرابات، خاصة من قطاع التعليم، بين الحين والآخر للمطالبة بالتغيير والإصلاح.

تحذيرات من ارتفاع في نسبة الفقر

حذر عضو في الغرفة التجارية الإيرانية من زيادة الفقر المدقع في إيران، وقال: “بالطريقة التي يتم العمل بها، لن يتم القضاء على الفقر المدقع مطلقا بل إنه سيزداد”، وذلك خلافا لما أمر به الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الذي قال في وقت سابق: “لا ينبغي أن يكون هناك المزيد من الفقر المدقع”.

وفي مقابلة مع وكالة “إيلنا” المحلية، نُشرت اليوم، الثلاثاء، أوضح خسرو فروغان كران سايه، أن القرارات الاقتصادية والسياسات التضخمية وسعر الصرف كلها أسباب تسبب في ارتفاع معدل الفقر، مبينا أنه في العام الشمسي الجديد (بدأ في 21 آذار/مارس)، “ستواجه الفئات ذات الدخل المنخفض المزيد من المشاكل وسترتفع الأسعار بشكل حاد”.

وكان قد وعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالقضاء على “الفقر المدقع”، في خطاب ألقاه أمام مجلس الخبراء في 8 آذار/مارس الحالي، ولكن حتى الآن نشهد ارتفاع في الأسعار في عموم إيران.

وكان القضاء على “الفقر المدقع” في إيران أحد الوعود التي قطعها حسن روحاني، رئيس إيران السابق، في انتخابات عام 2017، لكن وزارة العمل الإيرانية أعلنت في تشرين الأول/أكتوبر 2021 أن ثلث سكان إيران يعيشون في فقر مدقع.
ووفقا لما ذكره رئيس لجنة التجارة الداخلية، بحسب مواقع إعلامية إيرانية، “تُظهر تجربة السوق أن ما سيحدث مختلف تماما عما يقوله الخبراء على الورق، وينتظرنا وضع غير موات”.

وكان قد أعلن رئيس مجلس التموين في قطاع الثروة الحيوانية الإيرانية في تصريح سابق، عن “ركود غير مسبوق” في سوق اللحوم الإيرانية في الأسبوع الأخير من شباط/فبراير الفائت.

وأوضح رئيس مجلس التموين، منصور بوريان، أنه “بسبب زيادة العرض وانخفاض الطلب وما ترتب على ذلك من انخفاض في أسعار اللحوم، قضى الأسبوع الأخير من شهر شباط/فبراير دون طلب وهناك ركود غير مسبوق في الأسواق الإيرانية”.

وأوضح، بوريان، وقتذاك، عن سبب هذا الركود، حيث قال: “إما أنه ليس لدينا مستهلك قوي أو الأسعار لا تتناسب مع قوتهم الشرائية”. في إشارة إلى تزايد نسبة الفقر في إيران، تأتي هذه التصريحات وسط تقارير في الأسابيع الأخيرة عن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء إلى مستويات عالية.

قد يهمك: اللحوم الإيرانية تنافس السورية في ارتفاع الأسعار

نسبة الفقر في إيران

وبحسب ما قاله العضو في غرفة التجارة الإيرانية وكالة “إيلنا” الإيرانية، فإن الزيادة بنحو 57 بالمئة في أجور العمال، وعدم وجود نظام رقابة قوي لضبط الأسعار وطريقة تخصيص العملة، إلى جانب إلغاء السعر الحكومي للدولار ( 4200 تومان للدولار الواحد)، من بين الأمور التي ستؤدي إلى زيادة الأسعار أكثر من العام الماضي.

ونشرت وزارة التعاون والعمل والرعاية الاجتماعية الإيرانية لأول مرة، في وقت سابق، تقريرا رسميا عن خط الفقر في إيران، ويفيد هذا التقرير أن معدل الفقر بلغ حوالي 32 بالمئة، في عام 2019. وهذا يعني أنه يعيش فرد واحد من كل 3  أفراد تحت خط الفقر.

ووصل خط الفقر للفرد في إيران عام 2021 إلى 1.254 مليون تومان، ما يعادل أقل من 50 دولارا، وسجلت أعلى معدلات للفقر بين المحافظات الإيرانية، بمقاطعات سيستان وبلوشستان وكرمان في إيران، حيث إن خط الفقر لأسرة مكونة من أربعة أفراد بلغ 3.385 ملايين تومان ما يعادل 130 دولارا.

وبناء على ذلك، نجد أن أكثر من26.000.000  فرد من إجمالي سكان إيران البالغ عددهم84.000.000  نسمة يعيشون تحت خط الفقر. وأشار التقرير إلى أن السبب الرئيسي في زيادة خط الفقر في عام 2020 هو التضخم المرتفع في قطاعي الغذاء والإسكان، بحسب وسائل إعلام إيرانية.

وقامت وزارة التعاونيات والعمل والرعاية الاجتماعية بتجميع قائمة تضم 20 مدينة فقيرة، وتبين أن الفقر في مقاطعتي سيستان وبلوشستان وكرمان أكثر حدة منه في أجزاء أخرى من إيران، وتقع 11 مدينة من أصل 20 مدينة محرومة في مقاطعة سيستان وبلوشستان وثلاث مدن محرومة أخرى تنتمي إلى محافظة كرمان.

https://twitter.com/Free_Syria_Iran/status/1504015279826915329?s=20&t=D_7BjnkdqcXJryQB2cv9eQ


وشهدت إيران منذ أشهر تظاهر الآلاف من المعلمين ضد التطبيق البطيء لإصلاح الأجور والمعاشات للمعلمين، الأمر الذي يربك النظام الإيراني المحاصر بأزمة اقتصادية خانقة لا يمكن تجاوزها في المستقبل المنظور.

وعمت التظاهرات في أكثر من 100 مدينة إيرانية، خلال الأشهر الفائتة، وقد أطلق المتظاهرون هتافات مثل “إذا تراجع الاختلاس تُحل مشكلاتنا” و ”لم نسمع سوى الوعود، لم نر عدالة”، وفقا لوسائل الإعلام الإيرانية.

أيضا شهدت مدينة كرمانشاه إضراب سائقي الحافلات قبل أسابيع، وبذلك أدى الإضراب إلى توقف التنقل بالحافلات داخل أكبر مدينة في غرب إيران، ويطالب السائقون بزيادة الرواتب وتحسين ظروف العمل.

من جانبهم نظم المهندسون في مدينة تبريز عاصمة محافظة آذربيجان الشرقية، وقفة احتجاجية أمام دائرة السكن والتنمية الحضرية في المدينة احتجاجا على ما وصفوه بإجراءات وزارة السكن والتنمية الحضرية غير التخصصية.

قد يهمك: الأمن الإيراني .. اعتداءات واعتقالات على تجمع “احتجاجي” للمعلمين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة