تشهد المدن الإيرانية، منذ الأسابيع الماضية وحتى اليوم، سلسلة احتجاجات من قبل مختلف القطاعات المهنية والخدمية، لاسيما قطاع التعليم (المعلمين) في إيران، على خلفية تدهور الأوضاع المعيشية والقرارات الحكومية المجحفة بحقهم، واعتقالات للنشطاء.

اعتقالات واعتداء

هاجمت قوات الأمن الإيرانية تجمعا احتجاجيا للمعلمين والنشطاء النقابيين، في مدينة رودسر، شمالي البلاد، اليوم السبت، ولم تسمح لهم بتنظيم الاحتجاج، كما اعتقلت عددا من الأشخاص، وذلك استمرارا لسياسة الضغط على المعلمين، فيما تم تنظيم عدة مسيرات احتجاجية في مدن إيرانية أخرى، وفقا لموقع “إيران إنترناشيونال“.

وقال الموقع المختص في الشؤون الإيرانية، “كان المعلمون والنشطاء النقابيون يخططون لتنظيم تجمع، اليوم، بالتزامن مع محاكمة عزيز قاسم زاده، المتحدث باسم نقابة المعلمين في كيلان للاحتجاج على تلفيق الاتهامات”.

وقامت قوات الأمن ورجال يرتدون ملابس مدنية بالاعتداء العنيف على المحتجين والمركبات التي تقل المعلمين القادمين من مدن أخرى، وأوقفت المركبات لمنع تنظيم هذا التجمع.

وبحسب النشطاء الإيرانيين ممن تداولوا الأخبار على منصة “تويتر”، فقد اعتقلت قوات الأمن الإيرانية، عدة أشخاص، منهم: محمود بهشتي لنكرودي، ومحمود صديقي بور، وحسن نظريان، ومسعود فرهيخته، وآخرين.

وأفاد شهود عيان بأن قوات الأمن هاجمت معلمين ونشطاء نقابيين ووصفتهم بأنهم “مطالبين بالإطاحة بالنظام”، وقامت بضربهم وإهانتهم.


وبحسب مجلس تنسيق المعلمين، فبينما كان عزيز قاسم زاده في طريقه إلى المحكمة مع أسرته، قام ضباط الأمن بإهانة أفراد أسرته ومنعوهم من مرافقته، إضافة إلى مصادرة هاتف شقيقه، كما اعتقلوا أحد أقاربه.
يشار إلى أن عزيز قاسم زاده، المتحدث باسم نقابة المعلمين في كيلان، اعتقل آخر مرة في 26 أيلول/سبتمبر 2021 بعد مشاركته في تجمع احتجاجي، وأفرج عنه من سجن رودسر بعد 15 يوما.

قد يهمك: إيران تناور من جديد في الاتفاق النووي

احتجاجات منذ أشهر

وشهدت إيران منذ أشهر تظاهر الآلاف من المعلمين ضد التطبيق البطيء لإصلاح الأجور والمعاشات للمعلمين، الأمر الذي يربك النظام الإيراني المحاصر بأزمة اقتصادية خانقة لا يمكن تجاوزها في المستقبل المنظور.

وعمت التظاهرات في أكثر من 100 مدينة إيرانية، خلال الأشهر الفائتة، وقد أطلق المتظاهرون هتافات مثل “إذا تراجع الاختلاس تُحل مشكلاتنا” و ”لم نسمع سوى الوعود، لم نر عدالة”، وفقا لوسائل الإعلام الإيرانية.

وأشارت صحيفة “اعتماد” المحلية، إلى أن المعلمين المتظاهرين طالبوا بالإفراج عن زملاء لهم تم توقيفهم في احتجاجات سابقة، ورددوا شعارات منها “من طهران إلى خراسان (شمال شرق) معلمون في السجن”.


وقد نظمت تجمعات نقابية أخرى، اليوم السبت، في عدة مدن، بما في ذلك عمال من شركات مملوكة للدولة، تجمعوا أمام مجلس صيانة الدستور للاحتجاج على قرار البرلمان بزيادة 10 بالمئة في الحد الأدنى للأجور، مطالبين بعدم الموافقة على موازنة عام 1401 الإيراني (يبدأ يوم 21 مارس/آذار الحالي).

وفي غضون ذلك، تجمع موظفو وزارة الزراعة في مدن سلسلة ومهاباد وسنقرن بكردستان إيران، أمام مبنى المنظمة واحتجوا على ظروفهم المعيشية السيئة.كما أضرب عمال مشاريع جهانبارس (آينده سازان) احتجاجا على عدم دفع رواتبهم في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير الماضيين.

وقد بدأ إضراب عمال المشاريع النفطية احتجاجا على عدم دفع الأجور في الربع الأخير من العام الإيراني الحالي، في 6 آذار/مارس الحالي، وقام العمال في شركات أخرى أيضا بتنظيم احتجاجات في الأيام الأخيرة.

وتشهد إيران منذ أعوام عدة أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة تفاقمها العقوبات الأميركية التي انعكست تراجعا في سعر صرف العملة وزيادة في التضخم. وقدر البنك الدولي نسبة التضخم في إيران بنحو 43 بالمئة في عام 2021.

قد يهمك: إيران: أحد النشطاء يعلن إضرابه عن الطعام ومعارضة نظام “ولاية الفقيه”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة