يعاني النظام التعليمي في سوريا من أزمات متراكمة تسببت بها الحرب من جهة، ومن جهة أخرى كان الإهمال الحكومي للنهوض بالقطاع سببا آخر في عدم سير العملية التعليمية داخل البلاد، حتى وصل الأمر لاستغلال الطلاب من قبل المدارس الخاصة بسبب تدني مستوى المدارس الحكومية.

رسوم على امتحان القبول

صحيفة “تشرين” المحلية أفادت بأن: “بعض المدارس الخاصة في دمشق وريفها فتحت بابا إضافيا لسحب الأموال من الأهالي الراغبين في تسجيل أطفالهم فيها، وذلك قبل التسجيل النهائي عبر إجراء اختبار قبول مبدئي ولكن هذا الاختبار أو السبر مأجور، وبلغ في بعض هذه المدارس 50 ألفا تدفع مباشرة قبل أن يدخل الطالب إلى قاعات الاختبار ومن دون أن يتمكن الأهالي من استرداد هذا المبلغ”.

ونقلت الصحيفة المحلية عن بعض الأهالي الأحد، وصفهم لهذه الظاهرة بأنها “مستفزة جدا ومخيبة للآمال، لأنها تدل على تعامل تجاري بحت في مبنى تعليمي”.

وقال أيهم وهو والد أحد الطلاب إنه: “تفاجأ بإخباره بدفع رسم مالي مقابل إجراء اختبار لطفلة، والذي من البديهي أن يكون مجانيا”.

وأضاف أيهم في تصريحات نقلتها “تشرين” أن المبلغ المطلوب كان إضافة على القسط السنوي المعتاد، مشيرا إلى أن إدارة المدرسة أخبرته أن  طفله يحتاج مقدما لاجتياز اختبار القبول الذي يتضمن سبرا في اللغة العربية والإنكليزية والرياضيات، في حين تبلغ تكلفة هذا الاختبار 50 ألف يتم دفعها مقدما.

قد يهمك: أكاديمي بجامعة دمشق ينتقد مستوى التعليم ويتمنى عودة السوريين للعصر العباسي

وكانت وزار التربية أقرت العام الماضي، بزيادة أقساط المؤسسات التعليمية الخاصة،للعام الدراسي 2020-2021، على ألا يتجاوز أي قسط 500 ألف ليرة سورية سنويا.

وأوضحت الوزارة أن نسبة الزيادة للشريحة الأولى والمتضمنة القسط من 50 ألفا وحتى 150 ألف ليرة سورية هي 50 في المئة، أما بالنسبة للشريحة الثانية وقسطها من 151 ألف حتى 250 ألف ليرة فنسبة الزيادة 35 بالمئة، بينما نسبة الزيادة للشريحة الثالثة وقسطها من 251 ألفا حتى 500 ألف ليرة هي 25 بالمئة.

أزمة التعليم في سوريا .. بالأرقام

كشف مدير مركز القياس والتقويم التربوي في وزارة التربية، رمضان درويش، أن عدد المتسرّبين من التعليم خلال 10 سنوات تجاوز مليونا ومئة ألف متسرّب.

وأشار درويش في تصريحات سابقة، إلى أن الإحصائية المذكورة وفق المؤشرات المتوفرة، بالإضافة إلى عدم إمكانية حصر الطلاب المتسرّبين في الوقت الحالي.

تقديرات منظمة اليونيسيف لعام 2019، أوضحت أن نصف الأطفال السوريين بين 5 و17 عاما بلا تعليم.

وطبقا لتقديرات المنظمة، فإن 2.1 مليون طفل في داخل سوريا و700 ألف طفل بدول الجوار محرومون من التعليم، كما أن 1.3 مليون آخرين عرضة للتسرب من المدارس أو الحرمان من التعليم.

برنامج دعم مادي للمنقطعين

وأعلن رئيس دائرة التعليم الأساسي في وزارة التربية رامي الضللي، عزم الوزارة تنفيذ برنامج دعم يستهدف، المنقطعين عن الدراسة من خلال ضمهم لبرنامج الفئة ب الذي أطلقته بالتعاون مع منظمة “اليونيسف“.

وقال الضللي في تصريحات أواخر شهر شباط/فبراير الماضي إن “الوزارة ستقدم بالتعاون مع “اليونيسف” قسيمة شرائية لكل طالب بقيمة 50 ألف ليرة وفي حال وجود طالبين من نفس العائلة تكون قسيمة بقيمة 80 ألف وإذا كان ثلاثة طلاب أخوة فستكون قيمة القسيمة 100 ألف ليرة“.

وبحسب تصريحات رئيس دائرة التعليم فإن “الدعم سيشمل تقديم حقيبة مع قرطاسية لكل طالب ضمن منهاج الفئة ب، مؤكدا أن الأبواب ماتزال مفتوحة في جميع مديريات التربية لاستقبال المزيد من الطلاب“.

قد يهمك: انتهاكات حقوق الأطفال السوريين: هل العنف والحرمان من التعليم صارا الوضع الطبيعي؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.