شكلت أنباء صعود العملة الروسية “الروبل”، أمام الدولار الأميركي خلال اليومين السابقين خبرا مفاجئا، خصوصا بعد أن كانت خلال شهر مارس الفائت تهوي لأدنى مستوى لها، وحينها وصف المؤرخ الروسي من جامعة كوينز في بلفاست، ألكسندر تيتوف، انهيار العملة الروسية “لن يكون الاقتصاد والحياة في روسيا كما كانت مرة أخرى”.

الروبل ينافس الدولار واليورو

وصف اقتصاديون، ما يحدث للعملة الروسية بالارتفاع المصطنع، حيث قفز الروبل الروسي، منذ يوم الأربعاء الفائت، إلى أعلى مستوى له في أكثر من عامين مقابل الدولار الأميركي واليورو، محتفظا بالدعم من قيود صارمة على رأس المال، بينما اقترح الاتحاد الأوروبي حزمة جديدة من العقوبات على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا.

وأنهى الروبل، جلسة التداول مرتفعا 6.6 بالمئة أمام الدولار عند 66.30، وهو أقوى مستوى له منذ آذار/مارس 2020.

وصعد 5.8 بالمئة مقابل اليورو إلى 70.44، بعد أن لامس في وقت سابق 69.80 وهو أعلى مستوى له منذ شباط/فبراير 2020.

وهذا أقل من نصف ما يمكن أن يشتريه دولار واحد في أوائل آذار/مارس الفائت، عندما كان يتم تداول الروبل عند 135 مقابل الدولار.

وعلى الرغم من العقوبات الدولية، تمكنت روسيا من الحفاظ على العملة ثابتة من خلال زيادة أسعار الفائدة، ومنع الوسطاء الروس من بيع أصول الأجانب، والإصرار على دفع إمدادات الغاز والنفط بالروبل، ومكنت هذه السياسات من زيادة الطلب على العملة الروسية بشكل مصطنع، بينما ظل اقتصاد البلاد في حالة من الفوضى.

للقراءة أو الاستماع: مع انخفاض الروبل الروسي.. عملة البيتكوين تنخفض والذهب مستقر

ارتفاع طفيف في الليرة السورية

استبعد المحلل الاقتصادي، ماجد الحمصي، في حديثه لـ”الحل نت”، أن يؤثر انخفاض الدولار الأميركي وارتفاع الروبل الروسي على الليرة السورية، وإحداث تحسن فيها، لا سيما بعد قرار الفيدرالي الأميركي برفع سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية الأسبوع الماضي.

ووصف الحمصي، ارتفاع الروبل أمام العملات الأجنبية بـ”المصطنع”، إذ لن تستمر الدول المستوردة للنفط الروسي بالدفع بعملة البلاد على المدى الطويل، لا سيما وأن احتياطات العملة الروسية ليست كافية للتداول العالمي كالدولار.

وأوضح الحمصي، أن اقتصاد سوريا المتهالك لا يمكن أن يساهم في إنعاش الليرة، وخصوصا أن الليرة مرتبطة بالذهب والدولار في آن واحد، في حين أنها لا ترتبط بالروبل الروسي ليطرأ عليها تحسن آني، كما حدث مع العملة الروسية.

للقراءة أو الاستماع: انهيار قريب للاقتصاد الروسي.. ما احتمالاته؟

سعر صرف الليرة السورية

وطبقا لتقديرات موقع “الليرة اليوم”، فقد ارتفع سعر صرف الدولار في دمشق، بمقدار 50 ليرة خلال الساعات الماضية (أي بنسبة تقارب 1.98بالمئة). واستقر عند سعر شراء 3920، وسعر مبيع يبلغ 3885 ليرة للدولار الواحد. بمدى يومي بين 3780 و3860 ليرة.

وبالنسبة إلى مدينة حلب فقد ارتفع سعر صرف الدولار بمقدار 50 ليرة عن آخر إغلاق (أي بنسبة تقارب 1.98بالمئة). واستقر عند سعر شراء يبلغ 3915، وسعر مبيع يبلغ 3855 ليرة سورية للدولار الواحد. بمدى يومي بين 3775 و3855 ليرة.

وبالنسبة إلى إدلب، فقد استقر صرف الدولار عند سعر شراء يبلغ 3920، وسعر مبيع يبلغ 3940 ليرة للدولار الواحد. بينما كان سعر صرف الدولار للحوالات في نشرات شركات الصرافة يساوي 2814 ليرة سورية للدولار الواحد.

الجدير ذكره، أن الاقتصاد السوري خسر نحو 1.2 تريليون دولار منذ بداية الصراع، وانخفض متوسط ​​العمر المتوقع للأطفال السوريين بمقدار 13 عاما، وقفز التضخم في سوريا 878 بالمئة مقارنة بعام 2010، بحسب تقرير دولي أعدته الأمم المتحدة بعنوان “ثمن باهظ للغاية”.

للقراءة أو الاستماع: هل تتجه الحكومة السورية للتعامل بالروبل الروسي بدل الليرة؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.