مع تزايد الانشغال الروسي بغزو أراضي أوكرانيا، يبدو أن إيران وجدت في ذلك فرصة لمحاولة توسيع نفوذها وزعزعة الاستقرار عبر ميليشياتها في سوريا في سوريا، وذلك بعد أن سعت روسيا لتوسيع نفوذها على حساب إيران في الفترة الماضية بعد الضربات الإسرائيلية المستمرة لا سيما فيما يتعلق بالموانئ البحرية على الساحل السوري.

توسع إيراني على حساب انسحاب روسي جزئي؟

وشهدت بعض المناطق السورية مؤخرا، لا سيما في البادية السورية، تغييرات في الآونة الأخيرة لصالح تعزيز نفوذ المليشيات المرتبطة بطهران، فقد أعادت القوات الروسية والإيرانية الانتشار في موقعين بريف حمص الشرقي، وفق تفاهمات، يرجح أن تكون فرضتها ظروف مرحلة الغزو الروسي لأوكرانيا، التي أدت إلى تقليص أعداد القوات الروسية في سوريا، وفق ما أفادت به مصادر محلية.

ويتخوف محللون من استغلال إيران لبعض الفراغ الروسي في الساحة السورية، لتعزيز نفوذها وسط غياب أي دور إقليمي لمواجهة خطر التمدد الإيراني في الشرق الأوسط، لا سيما على الأراضي السورية.

قد يهمك: انهيار قريب للاتفاق النووي الإيراني؟

ويرى الباحث السياسي رشيد حوراني، أن التحركات على المستوى الإقليمي في الوقت الراهن لمواجهة خطر التمدد الإيراني في المنطقة، تقتصر على الحراك السياسي، واصفا إياه بـ“غير المثمر“.

دور عربي في مواجهة مشروع إيران؟

ويقول حوراني في حديثه لـ“الحل نت“: “التحركات العربية ستقتصر على ايجاد دور عربي تقوم به السعودية والإمارات في سوريا، وهي تسعى لزيادة الانفتاح والتعاون مع إسرائيل لمواجهة إيران، والواقع يدل على أن الدول العربية ليس لديها الإمكانات اللازمة والأدوات لمواجهة المشروع الإيراني“.

ويؤكد الباحث السياسي أن التحركات الدولية، ستزيد لمواجهة المشروع الإيراني، وذلك عبر العقوبات الاقتصادية، إلا أنه يعتقد أن تلك العقوبات سيعتاد عليها النظام الإيراني، “النظام الإيراني لا يأخذ بعين الاعتبار حقوق الشعب وحرياته بعين الاعتبار، إضافة إلى ذلك أنها تعمل على توظيف المقدرات الاقتصادية في البلدان التي تتواجد فيها لصالح مشروعها، وتنمي شبكات التهريب وخاصة المخدرات بالتعاون مع أذرعها في تلك الدول“.

ومن وجهة نظر حوراني فإن سبل مواجهة خطر التمدد الإيراني تكون من خلال خطة لها جانبين الأول إعلامي ويحتاج تأثيره لمدى متوسط وطويل، ويتمثل باستخدام أساليب القوة الناعمة ومخاطبة الشارع الايراني وتبيان الآثار السلبية لسياسات نظامه عليه، وتفنيد كل أكاذيبهم.

ويختتم حوراني حديثه بالقول بأن “الجانب الثاني ميداني من خلال دعم القوى السياسية والعسكرية المناوئة لإيران وأذرعها في عدة دول لإيران نفوذ فيها. بالاضافة إلى الانفتاح على المعارضة الإيرانية ومشاركتها فعاليتها وخطواتها الرامية لإسقاط النظام الإيراني“.

ويرى محللون أن إيران تريد الإسراع بتنفيذ مشاريعها المعلقة مع حكومة دمشق، لزيادة توغلها في الاقتصاد السوري، مستغلة بذلك انشغال المنافس الأول وهو الجانب الروسي، بغزوه للأراضي الأوكرانية.

سوريا مفتوحة أمام النفوذ الإيراني

يساعد طهران في ذلك التسهيلات السورية اللامحدودة، أمام المشاريع الإيرانية التي اجتاحت المناطق السورية في كافة المجالات، ليخرج مؤخرا وزير الاقتصاد السوري سامر الخليل مشيدا بالدور الإيراني في التعاون الاقتصادي بين الجانبين.

ساهمت الأذرع الإيرانية العسكرية خلال السنوات الماضية، في نشر الفوضى والعنف في العديد من الدول، لا سيما في اليمن وسوريا، فرأت طهران في الانفلات في اليمن فرصة ممتازة للإمعان في نشر الموت والفوضى في المنطقة.

وتشير المعطيات الدولية إلى توجه العالم إلى محاربة أذرع إيران في المنطقة، إذ أنه من المتوقع أن تتسع دائرة الحكومات التي تصنف “حزب الله” و“حماس” وجميع الحركات العسكرية التي تتلقى دعما من إيران على قوائم الإرهاب، إضافة إلى تصنيف الميليشيات الإيرانية التي تنشط في سوريا كـ“زينبيون وفاطميون وغيرها من الميليشيات“.

قد يهمك: “دولة الإعدامات”.. تحذيرات حقوقية من إيران

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة