تواجه مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني في العاصمة النمساوية فيينا، تحديات عديدة لا تبدو هينة في الفترة الحالية، سيما وأن إيران تحمل معها الكثير من المنغصات والعواقب أمام المجتمع الدولي، إضافة إلى إقلاقها السلام والأمن في المنطقة، في ظل مناوراتها ومشاكساتها المستمرة، ما يرفع من احتمالات أن يكون الاتفاق النووي الذي تنتظره طهران في مهب الريح.

هل ينهار الاتفاق؟

وكالة “رويترز” أكدت مؤخرا أن مسؤولين غربيين، فقدوا الأمل إلى حد كبير في إمكانية إحياء الاتفاق النووي الإيراني، مما أجبرهم على التفكير في كيفية الحد من برنامج إيران النووي حتى في الوقت الذي أدى فيه الغزو الروسي لأوكرانيا إلى حدوث انقسام بين القوى العظمى.

وبحسب ما نقلت وكالة “رويترز” عن المصادر فإن المسؤولين الغربيين “لا يريدون الإعلان عن فشل المفاوضات، لكن لا يوجد الكثير من التوقعات بوجود طريق إيجابي للمضي قدما في المحادثات”

وأعرب أربعة دبلوماسيين غربيين عن شعور مماثل بقرب انهيار جهود إحياء الاتفاق، الذي أبرمته إيران مع بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة في عام 2015 قبل أن ينسحب منه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في 2018.

قد يهمك: “دولة الإعدامات”.. تحذيرات حقوقية من إيران

وتطالب إيران لإكمال محادثات فيينا حول الاتفاق النووي، بإزالة “فيلق القدس” التابع لـ“الحرس الثوري” الإيراني من لوائح الإرهاب، الأمر الذي رد عليه رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي مارك ميلي، بالتأكيد على عدم وجود نية لإزالة الفيلق من لوائح الإرهاب.

ويؤكد الباحث في الشؤون الإيرانية، إسلام المنسي، أن اشتراط إيران بإزالة “فيلق القدس” من قوائم الإرهاب، ربما سيكون سببا في انهيار الاتفاق النووي الإيراني، حيث تضع إيران شروط تمثل أكبر العقبات أمام إعادة إحياء الاتفاق.

ويقول المنسي في حديثه لـ“الحل نت“: “كل طرف كان يعتقد أن الوصول للنقطة الأخيرة سيشكل ضغطا على الطرف الآخر، من أجل التنازل عن هذه النقطة، لا سيما وأن واشنطن عرضت حلولا توفيقية“.

ويشير المنسي إلى أن إيران لن تتخلى عن شروطها في المرحلة الراهنة، وحول ذلك يضيف: “الحرس الثوري الإيراني بكافة مكوناته، ليس مجرد منظمة عاملة في إيران، بل هو يسيطر على جانب كبير من الاقتصاد وقطاع كبير من الخدمات العامة، وهو بمثابة جيش موازي، بل هو لديه إمكانيات أكبر بكثير من الجيش، ولديه أنشطة اقتصادية لتمويل أعماله الخارجية، مما جعل إيران ترفض التنازل عن هذه النقطة“.

ويشرح المنسي دور الحرس الثوري في تنفيذ مشاريع إيران التوسعية في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في سوريا واليمن وغيرها من دول المنطقة، ويقول: “قادة إيران يعتقدون أن خلق مساحات نفوذ حول إيران هو الذي يسهم في حمايتها“.

لكن المنسي يعتقد أيضا أن واشنطن لن تقدم هذا التنازل لإيران، لا سيما في ظل الضغوط الداخلية والخارجية، لعدم إزالة القوات التابعة للحرس الثوري الإيراني من قوائم الجماعات الإرهابية.

وحول انعكاس الانهيار المحتمل للاتفاق على مشروع إيران وقواتها في سوريا والعراق يختم المنسي حديثه بالقول: “النظام الإيراني تعايش مع العقوبات، لأنه يقوم بتصدير ذلك التضييق على شعبه، حيث يقوم القادة في البلاد بممارسة العنف والإرهاب، ويمدون الجيوش الخارجية بالمال، ويمضون في مغامراتهم التي تستنزف الميزانية“.

هذا وتواجه إيران العديد من المخاطر التي تهدد وجودها على الساحة الإقليمية والدولية، لا سيما مع الضغوط التي تتعلق بملفها النووي، فضلا عن تهديد وجودها في سوريا نتيجة التقارب الروسي الإسرائيلي، يضاف إلى ذلك الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد نتيجة السياسات الحكومية الداخلية.

إيران ودورها في نشر الحروب والفوضى

ساهمت الأذرع الإيرانية العسكرية خلال السنوات الماضية، في نشر الفوضى والعنف في العديد من الدول، لا سيما في اليمن وسوريا، فرأت طهران في الانفلات في اليمن فرصة ممتازة للإمعان في نشر الموت والفوضى في المنطقة، فقدمت رعاية للحوثيين، الذين اخترقوا كل قانون محلي (بإطاحتهم بالحكومة)، في سوريا عبر دعمها لحكومة دمشق في مواجهة المناوئين لها.

وتشير المعطيات الدولية إلى توجه العالم إلى محاربة أذرع إيران في المنطقة، إذ أنه من المتوقع أن تتسع دائرة الحكومات التي تصنف “حزب الله” و“حماس” وجميع الحركات العسكرية التي تتلقى دعما من إيران على قوائم الإرهاب، إضافة إلى تصنيف الميليشيات الإيرانية التي تنشط في سوريا كـ“زينبيون وفاطميون وغيرها من الميليشيات“.

قد يهمك:ازدياد حالات الفقر وارتفاع حاد للأسعار في إيران

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة