استفاق العالم صباح اليوم، على الخبر الصاعقة. الخبر تمثل بمقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، فاتضحت الصورة وغابت التغطية.

قتلت شيرين أبو عاقلة برصاص الجيش الإسرائيلي إبّان ذهابها لتغطية الاقتحام الاسرائيلي لبلدة جنين في الضفة الغربية، ويرجح أن مقتلها برصاصة قناص في الرأس، حسب قناة “الجزيرة”.

حزن واستياء على نطاق واسع شهدته منصات مواقع “التواصل الاجتماعي” في العالم العربي، بعد مقتل أبو عاقلة، لكن اللافت هو ظهور الفكر الرجعي والمتطرف أيضا.

فبعد سويعات من مقتل مراسلة قناة “الجزيرة” القطرية، راح عدد من “الرجعيّيين” للبحث عن ديانة شيرين أبو عاقلة، وما أن عرفوا أنها مسيحية، حتى أظهروا “فتنتهم”.

انتصار على التطرف

“الفتنة” تلك، تمثّلت لدى العديد من المغرّدين والمدونين من “الجهلة”، بأنه “لا يجوز الترحم على أبو عاقلة؛ لأنها ليست مسلمة”، على حد تعبيرهم، فجاء الرد الصاعق لهم.

الرد مثّله الأكثرية من رواد مواقع “التواصل الاجتماعي” في العالم العربي، عبر السخرية من تلك الأصوات الرجعية، وعبّروا عن استيائهم الشديد من الأصوات، التي وصفوها بـ “النشاز”.

“الترحم على أي ضحية من سمات الإنسان السوي”. “الإنسانية تتجلّى بالرحمة والفكر القويم والسليم”. “العالم يتعامل وفق مبدأ الإنسانية والأنسنة قبل كل شيء”. هكذا رد الأكثرية على “الفكر المتطرف”.

انتصرت الانسانية ولغة السلام على من حاولوا استغلال مقتل الصحفية الفلسطينية البارعة شيرين أبو عاقلة، وتجييرها لصالح فكرهم الذي لا يعرف أي مبدأ، غير مبدأ التطرف.

ولدت شيرين أبو عاقلة، في القدس عام 1971 وهي تنحدر من بيت لحم، ورحلت عن الدنيا وهي تبلغ من العمر 51 عاما، تاركة خلفها مسيرة 3 عقود من التغطية الصحفية للقضية الفلسطينية، منها ربع قرن مع “الجزيرة”.

للقراءة أو الاستماع:

أنهت أبو عاقلة، دراستها الثانوية في مدرسة “راهبات الوردية” في بلدة بيت حنينا بالقدس، ثم حازت شهادة البكالوريوس في الصحافة المكتوبة من “جامعة اليرموك” في الأردن.

قبل نيلها البكالوريوس في الصحافة، التحقت الصحفية الفبسطينية بـ “جامعة العلوم والتكنولوجيا” الأردنية، لدراسة الهندسة المدنية، بناء على رغبة عائلتها.

شيرين أبو عاقلة “قريبة إلى الإنسان”

“لم أجد نفسي في هذا التخصص، وبعد عام من دراسة الهندسة، انتقلت إلى “جامعة اليرموك”، ومنها حصلت على درجة البكالوريوس في الصحافة”.

للقراءة أو الاستماع:

بعد نيلها، شهادة البكالوريوس في الصحافة المكتوبة، عملت شيرين أبو عاقلة في عدة وسائل إعلام محلية وعالمية، منها إذاعة “صوت فلسطين” وتلفزيون “عمان” وإذاعة “مونت كارلو”، حتى التحقت بقناة “الجزيرة” عام 1997، وبقيت فيها حتى رحيلها اليوم.

“أينما وضعت الكاميرا ينظرون إليك على أنك تصور مكانا ممنوعا. الصحفي الفلسطيني يشعر باستهدافه دائما”، تقول ذلك شيرين أبو عاقلة في مقابلة سابقة مع قناة “الجزيرة”.

غطّت شيرين، الاجتياح الإسرائيلي لمدن الضفة الغربية عام 2002. تقول عن تلك الأحداث: “لن أنسى حجم الدمار، ولا الشعور أن الموت كان أحيانا على مسافة قريبة، ورغم الخطر كنا نصر على مواصلة العمل”.

للقراءة أو الاستماع:

تقول أبو عقالة عن اختيارها للصحافة: “اخترت الصحافة كي أكون قريبة إلى الإنسان. ليس سهلا ربما أن أُغيّر الواقع، لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم”.

تداول رواد مواقع “التواصل الاجتماعي”، صورة تظهر أول ظهور لشيرين مع الصحفي وليد العمري على قناة “الجريرة” عام 1997، وآخر صورة للعمري وهو يحمل درعها الواقي الذي كانت ترتديه اليوم قبيل مقتلها.

شيرين أبو عاقلة التي لاقى خبر مقتلها حملة استنكارات وإدانات عربية ودولية وأممية واسعة، كانت تقول دائما: “أوافيكم بالتغطية فور اتضاح الصورة”، وبمقتلها اتضحت الصورة وغابت التغطية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.