يعد تمثال أبو الهول القريب من الهرم الأكبر بالجيزة في مصر، لغزا محيرا حتى اللحظة، على الرغم من أن عمره تجاوز 4500 عام، إلا أنه في السنوات الأخيرة، تعرضت الأهرامات الكبرى وأبو الهول للتهديد بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية، بسبب تسرب المياه من الضواحي وقنوات الري والتوسع الحضري الشامل المحيط بهضبة الجيزة، والذي ربط من خلال الأحاديث الشعبية بـ “لعنة الفراعنة”.

أبو الهول يغمض عينيه

على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت صورة لأبو الهول، حامي الهضبة كما يسمى في مصر، وعيناه مغمضتان، ووفقا لمستخدمي مواقع الاجتماعي، فإن إغلاق عيون أبو الهول ينذر بكارثة عالمية، وتحذير من العالم القديم لحدث كبير.

بعد مقارنة صوره وعيناه مغلقتان على الصور القديمة وعيناه مفتوحتان، عاد البعض يدعي أن لعنة الفراعنة قد حلت فعلا، ولكن وبحسب الدكتور كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، مجدي شلبى، فإن من قام بتحميل هذه الصور استخدم الفوتوشوب أو التقط صورة لتمثال أبو الهول بزاوية معينة، لم تكشف إلا عن عيني أبو الهول مغمضتين.

ومن جهته، قال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، أحمد عامر، “إن هذه الصور لا أساس لها من الصحة وهي مجرد شائعات، ولم تتغير ملامح أبو الهول منذ آلاف السنين ولم يتأثر بأي شيء”.

في حين كشف مصدر آخر أن الصور المتداولة ليست لأبو الهول، بل هي استنساخ تم صنعه منذ عدة سنوات في الصين”، كما حيث المصدر وفقا لموقع “الشرق”، الناس على زيارة منطقة أهرامات الجيزة، ورؤية منطقة الأهرامات، للتأكد من أن جميع الصور المتداولة هي صممت عبر برنامج “فوتوشوب”، وأن الغرض منها هو نشر الشائعات.

ربط بالأحداث السياسية

لعنة الفراعنة أو لعنة المومياء، هي لعنة يزعم أنها تصيب كل من يزعج مومياء مصري قديم وخاصة الفرعون، هذه اللعنة، التي لا تفرق بين اللصوص وعلماء الآثار، يظن أنها تسبب سوء الحظ أو المرض أو الموت.

منذ منتصف القرن العشرين، ادعى العديد من المؤلفين والأفلام الوثائقية بأن اللعنة “حقيقية”، بمعنى وجود أسباب يمكن تفسيرها علميا مثل البكتيريا أو الإشعاع، ومع ذلك، فإن العلوم الحديثة لحكايات لعنة المومياء المصرية، وتطورها بشكل أساسي في الثقافات الأوروبية، تحولت من السحر إلى العلم لشرح اللعنات، كما أشارت إلى أن اللعنات المصرية هي ظاهرة ثقافية وليست علمية.

وبدأت ارتباط أسطورة لعنة الفراعنة باكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، حيث تعرض علماء الآثار الذين اكتشفوا المقبرة إلى حوادث غريبة ومريبة، أدى بعضها إلى وفاتهم، وفي الوقت الحاضر ربط السكان بما يجري من تطورات سياسية واقتصادية حاليا، بغضب الفراعنة وحدوث لعنتهم لعدم رضاهم عمّا يحدث.

تاريخ تمثال أبو الهول

تمثال أبو الهول بمصر، هو تمثال ضخم من الحجر الجيري لأبي الهول يرقد في هضبة الجيزة، ويرجع تاريخه على الأرجح إلى عهد الملك خفرع (حوالي 2575 – 2465 قبل الميلاد )، ويعد أحد أشهر معالم مصر ويمكن القول إنه أشهر مثال على فن أبو الهول عالميا، لا سيما وأنه مذكور في الروايات اليونانية والآسيوية.

ويعد تمثال أبو الهول من بين أكبر التماثيل في العالم، حيث يبلغ طوله حوالي 240 قدما (73 مترا)، وارتفاعه 66 قدما (20 مترا)، ويتميز بجسد أسد ورأس بشري مزين بغطاء رأس ملكي.

ويرجح أنه تم نحت التمثال من قطعة واحدة من الحجر الجيري، وتشير بقايا الصبغة إلى أن تمثال أبو الهول قد رسم بالكامل، ووفقا لبعض التقديرات، استغرق نحته حوالي ثلاث سنوات بمشاركة 100 عامل، وباستخدام المطارق الحجرية والأزاميل النحاسية.

وعلى مر العصور، أصابت عوامل التعرية والتخريب تمثال أبو الهول بشكل كبير، ومنذ العصور القديمة – ربما بدأ ذلك في عهد تحتمس الرابع (1400-1390 قبل الميلاد) – تم بذل جهود مختلفة للحفاظ على التمثال، وعلى الرغم من أن الجسم هو الأكثر تعرضا للتآكل، إلا أن الوجه تضرر أيضا، فالأنف مفقود بشكل ملحوظ.

ووصف المؤلفون العرب أبو الهول المتربع على هضبة الجيزة، بأنه تعويذة تحرس المنطقة، كما وصفه المؤرخ المصري، تقي الدين المقريزي، بأنه “تعويذة النيل” التي يعتقد السكان المحليون أن دورة الفيضان تعتمد عليها، فيما ذكر المؤرخ والجغرافي، محمد الإدريسي، أنه في السابق، كان الراغبين في الحصول على مناصب بيروقراطية في الحكومة المصرية، يقدمون البخور للنصب التذكاري.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.