لم تستمر الحركة الفتية والناشئة للتو في وحدة صفها، فبعد عدة مؤاخذات نحوها، ها هي الانسحابات تعصف بـ “حركة امتداد”، إحدى أهم القوى المنبثقة من رحم “انتفاضة تشرين”.

فقد كشفت وثيقة تلقاها “الحل نت”، عن استقالة 5 نواب من مجموع 9 من نواب “حركة امتداد”، وعدم ارتباطهم بها، ليكونوا من المستقلين ويأخذون مبدأ المعارضة السياسية داخل البرلمان، حسب الوثيقة.

وجاءت الاستقالة الجماعية للنواب الخمسة من الحركة الناشئة، احتجاجا على “تفرد الأمين العام للحركة، علاء الركابي بالقرارات المصيرية”، ولخروج الحركة عن مبادئ “انتفاضة تشرين”، وفق الوثيقة.

وبحسب الوثيقة، فإن النواب الذين قدموا استقالتهم، هم محمد نوري وداود العيدان ونيسان الزاير وكاظم الزاير ونداء الكريطي، وبذلك لم يبق في “حركة امتداد” سوى 4 نواب داخل البرلمان.

علاقة “امتداد” بالحلبوسي

كانت “حركة امتداد”، تأسست في أوائل عام 2021، كبديل سياسي يمثل “انتفاضة تشرين”، من أجل الدخول إلى قلب العملية السياسية ومنافسة الأحزاب التقليدية المتهمة بوقوفها وراء استشراء الفساد في العراق.

وفازت الحركة التي انبثقت من محافظة ذي قار جنوبي العراق، بـ 9 مقاعد نيابية في الانتخابات المبكرة التي جرت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2021.

لكن الخلافات بدأت تطفو إلى السطح داخل الحركة منذ شهر كانون الثاني/ يناير 2022، وتحديدا بعد انعقاد أول جلسة للبرلمان الحديد بدورته النيابية الخامسة.

وبدأت تلك الخلافات، على إثر تصويت عدد من أعضاء “حركة امتداد”، وعلى رأسهم أمين عام الحركة علاء الركابي، لصالح محمد الحلبوسي في جلسة انتخاب رئيس البرلمان بتاريخ 9 كانون الثاني/ يناير الماضي.

ويتهم الحلبوسي بمشاركته في الفساد السياسي ووقوفه ضد “انتفاضة تشرين”، وهو ما يعني أن التصويت له من قبل حركة تمثّل الانتفاضة، بمثابة خيانة لأرواح الذين قتلوا في الانتفاضة، وفق عدد من المنسحبين من “امتداد”.

للقراءة أو الاستماع:

وبحسب مصادر “الحل نت الخاصة”، فإن تصويت علاء الركابي وعدد من أعضاء امتداد لصالح الحلبوسي؛ لأن الأخير منحهم ملايين الدولارات كي يمارسوا نشاطهم السياسي، ناهيك عن منحه مقرات لهم في جل المحافظات العراقية.

أسباب اندلاع “انتفاضة تشرين” ومكتسباتها

خرجت “انتفاضة تشرين” في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، ضد الفساد السياسي والبطالة ونقص الخدمات والتدخل الإيراني بالشأن العراقي.

من أبرز الشعارات التي نادت بها الانتفاضة: “نريد وطن، ونازل ٱخذ حقي”، وطالب المتظاهرون بتغيير نظام الحكم إلى رئاسي، وترك المحاصصة السياسية.

للقراءة أو الاستماع:

لكن التظاهرات جوبهت بقمع من “قوات الشغب” الحكومية والميليشيات الموالية لإيران بالقنابل الدخانية والقناص، وبخطف وتعذيب وتغييب المتظاهرين.

وقتل في “حراك تشرين” 750 متظاهرا وأصيب 25 ألفا، بينهم 5 آلاف متظاهر بإعاقة دائمة، وفق الإحصاءات الرسمية وغير الرسمية.

وأسفرت “انتفاضة تشرين” عن إسقاط حكومة عادل عبد المهدي، مطلع كانون الأول/ ديسمبر 2019، ومجيء حكومة برئاسة مصطفى الكاظمي في 7 أيّار/ مايو 2020.

للقراءة أو الاستماع:

ومن مخرجات “تشرين” انتخابات مبكرة أجريت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، وشاركت فيها عدة أحزاب انبثقت من رحم الانتفاضة، وفاز بالانتخابات 15 نائبا من “قوى تشرين” و45 نائبا مستقلا بشكل فردي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.