الملف الإيراني، وبعد أن تعثرت المفاوضات بين إيران والغرب مؤخرا في فيينا، تحاول إسرائيل التصعيد من خلال استثمار هذا التعثر، مبينة الخطر الذي تشكله إيران في المرحلة الحالية والمرحلة القادمة، حيث تعتبر إسرائيل أن التقدم في البرنامج النووي الإيراني خطر لا بد من مواجهته، وعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي تحت أي ظرف.

تحذير من التساهل مع إيران

تحذيرات مستمرة، تطلقها إسرائيل من النووي الإيراني، وتجدد رفضها للمساعي الدولية في فيينا لإحياء اتفاق 2015.
وفي هذا السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، يوم الأربعاء، أن إيران تبذل حاليا جهودا لاستكمال إنتاج وتركيب 1000 جهاز طرد مركزي متقدم من طراز “آي أر 6″، خلافا لما نص عليه اتفاق 2015، وذلك في موقع تحت الأرض بالقرب من مفاعل “نطنز”.

جاء كلام غانتس، قبيل انطلاقه في زيارة رسمية للولايات المتحدة، حيث وجه، تحذيرا شديد اللهجة من تقدم إيران في برنامجها النووي، مع وصول المحادثات بين طهران والقوى العظمى بشأن إحياء الاتفاق النووي إلى طريق مسدود، بحسب تقارير صحفية.

وقال غانتس، إن “ثمن إيقاف إيران اليوم أقل مما سيكون عليه في عام”، محذرا الولايات المتحدة من التساهل مع إيران لا سيما بعد تعثر المفاوضات في فيينا بشأن العودة إلى الاتفاق النووي المبرم في عام 2015.

من جهته، قال اللواء الاحتياط جيورا آيلاند، الرئيس السابق لقسم العمليات في وزارة الدفاع الإسرائيلية، في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، كان من المهم أن يرسل غانتس رسالة إلى الأميركيين قبل مغادرته إلى واشنطن، وسط مخاوف من تقدم إيران على طريق القنبلة.

إقرأ:الاتفاق النووي مع طهران.. هل يواجه النفوذ الإيراني في سوريا والمنطقة؟

ما هي المشاريع النووية الإيرانية؟

بحسب الوزير الإسرائيلي، فإن إيران تواصل اكتساب معرفة وخبرة نووية لا يمكن التراجع عنها، في مجالات الإشراف والبحث والإنتاج وتشغيل أجهزة الطرد المركزي المتطورة، مشيرا إلى أن إيران تفصلها أسابيع قليلة لتراكم المواد الانشطارية التي ستكون كافية لصنع “القنبلة الأولى” لها.

من جهة ثانية، تشير التقديرات الاستخبارية في إسرائيل إلى أن امتلاك الإيرانيين للسلاح النووي يستغرق ما لا يقل عن ستة أشهر إلى تسعة أشهر، لأن هذا السلاح يتطلب القدرة على تطوير رأس متفجر يمكنه الصمود في الجو وعدم انفجاره في الهواء.

قد يهمك:الاتفاق النووي مع إيران يحتضر.. ما الذي يحصل؟

تهديدات إسرائيلية باستهداف إيران

الوزير الإسرائيلي، أشار إلى أنه سيناقش هذه التحديات مع نظيره الأميركي، لويد أوستن، خلال زيارته لواشنطن، مضيفا أن التحدي العملياتي في مهاجمة المواقع النووية الإيرانية يزداد صعوبة بمرور الوقت.

من جهته، اللواء جيورا آيلاند، يرى أن خيار ضرب النووي الإيراني لا يزال مهما للغاية، وخيارا قابلا للتحقيق، وإن كان فيه بعض الصعوبة، نظرا للاستعدادات الإيرانية لاحتمال وقوع هجوم من هذا النوع.

إقرأ:إيران تناور من جديد في الاتفاق النووي

تريث أميريكي بشأن استهداف إيران

الولايات المتحدة، من جانبها تعتقد أن الوصول إلى اتفاق مع إيران، هو الطريق حاليا لمواجهة أي تهديد مستقبلي محتمل من قبل إيران، ذلك ما أكد عليه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في آخر تصريحاته حول الاتفاق النووي، بحسب متابعة “الحل نت”.

وقال وزير الخارجية الأميريكي، أنتوني بلينكن، في وقت سابق أمام الكونغرس، إن عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي مع طهران “أفضل طريقة” لمواجهة التحدي الذي يمثله التهديد الإيراني، موضحا أن العودة إلى الاتفاق لن تؤثر على قدرة واشنطن في التصدي للأنشطة الخبيثة الأخرى لإيران.

المختص بالشأن الإيراني وجدان عبد الرحمن، اعتبر خلال حديث سابق لـ“الحل نت” أن إدارة بايدن ماضية ومقتنعة بخطوة إحياء الاتفاق من جديد، وذلك رغم الطلبات التي قد تكون غير منطقية في بعض الأحيان من جانب النظام الإيراني.

وأضاف عبد الرحمن، أن إدارة بايدن قامت بتنازلات عديدة في سبيل نجاح الاتفاق النووي، لأنها بالفعل لا تريد ممارسة أو تنفيذ خطة تشمل ضربات محدودة أو هجمات سيبرانية أو صاروخية تستهدف النظام الإيراني، لأنها لا تريد أن تنفق أموالا في هذا الموضع، مشيرا إلى أن كل ما تريده الولايات المتحدة هو أن لا تصل إيران إلى القنبلة النووية، وإيران هي تفهم هذه اللعبة، لذلك تضغط على واشنطن لكسب بعض الامتيازات.

قد يهمك:قواعد لعب جديدة في سوريا بين إسرائيل وإيران

ومن الجدير بالذكر أن الأخذ والجذب متواصل في الملف النووي الإيراني، في ظل جهود الولايات المتحدة لإنجاح عملية إحياء الاتفاق النووي الإيراني، للابتعاد قدر الإمكان عن الخيارات البديلة، التي قد تلجأ إليها واشنطن وباقي قوى المجتمع الدولي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.