يبدو أن إسرائيل سعت من خلال تجديد قصفها المواقع العسكري في سوريا، إلى اختبار جدية التصريحات الروسية المتعلقة باستمرار التنسيق العسكري بين الجانبين، إضافة إلى نفي الخارجية الروسية استخدام أي مضادات جوية ضد القوات الإسرائيلية في الأجواء السورية.

قصف إسرائيلي جديد

وزارة الدفاع السورية أعلنت ليلة السبت، أن “عدوانا إسرائيليا” انطلق من مرتفعات الجولان واستهدف بعض النقاط جنوبي العاصمة دمشق أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وتسبب في بعض الخسائر المادية.

وبحسب وسائل إعلام محلية، فقد سُمع دوي انفجارات عنيفة في العاصمة دمشق وريفها، حيث كان الهجوم الأوسع على مطار دمشق الدولي والمناطق المحيطة به، وسقطت 3 صواريخ نشب على إثرها حريق ضخم قرب صالة الشحن.

وبحسب ما نقل موقع “أثر برس” المحلي فإن: “رحلتين جويتين إلى بنغازي الليبية وإمارة الشارقة الإماراتية، تم تأجيلهما، وإنزال المسافرين، ريثما ينتهي الهجوم“.

قد يهمك: روسيا تغازل تركيا وإسرائيل في سوريا.. ما الذي يحصل؟

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي حسن النيفي، أن روسيا لن تسعى في المرحلة الراهنة إلى الوقوف بوجه الهجمات الإسرائيلية، وذلك في ظل غرقها أكثر في مستنقع الحرب في أوكرانيا.

التنسيق الروسي الإسرائيلي مستمر

ويقول النيفي في حديثه لـ“الحل نت“: “التنسيق قائم بالأصل بين روسيا وإسرائيل على مصالح مشتركة، إذ يدرك بوتين جيدا أنه إذا أراد بقاء الأسد في السلطة فإن إسرائيل هي الضامن لذلك، ولكن مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية والتي أظهرت انحيازاً إسرائيليا للموقف الغربي ـ أبدت روسيا امتعاضها من الغارات الإسرائيلية، كما عبّر لافروف عن هذا الامتعاض بأكثر من تصريح، إلّا أن ذلك كله لا يرقى إلى درجة أن تتصدّى روسيا للغارات الإسرائيلية“.

ويرى النيفي أنه “طالما التنسيق العسكري بين موسكو وتل أبيب مستمر، فستواصل إسرائيل قصف المواقع العسكرية، لا سيما مواقع الميليشيات الإيرانية“، وذلك على الرغم من بعض الاحتجاجات الروسية التي لم تتجاوز الجانب الإعلامي حتى الآن.

وفي ضوء القلق في تل أبيب من أن تكون روسيا ترد بذلك على المساهمة الإسرائيلية في الحرب بأوكرانيا، عن تزويد الجيش الإيراني بالأسلحة والعتاد، حرص وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، على القول إن جيشه يمنح الأوكرانيين فقط أسلحة دفاعية، وإنها ليست موجهة ضد روسيا.

مع استمرار عمليات الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، وانجرار موسكو إلى المستنقع الأوكراني، يبدو أن الأخيرة بدأت بإعادة حساباتها بعد الجبهات العديدة التي فتحتها، لا سيما في سوريا مع إسرائيل وتركيا.

وفي محاولتها تهدئة التوتر مع الجانب الإسرائيلي، نفت وزارة الخارجية الروسية الأنباء التي تحدثت قبل أيام، عن استخدام القوات الروسية لمنظومة “إس 300” للدفاع الجوي، ضد الطائرات الإسرائيلية في سوريا.

وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام روسية الخميس، إن التقارير التي تحدثت عن استخدام القوات الروسية لمنظومة الدفاع الجوي ضد المقاتلات الإسرائيلية “هي تقارير كاذبة“.

وكانت العلاقات بين موسكو وتل أبيب شهدت توترا، بعد بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، وعقب البيان الإسرائيلي بدعم تل أبيب لـ“وحدة أراضي وسيادة أوكرانيا“، في مواجهة الغزو الروسي، ردت روسيا على هذا البيان بإعلانها “عدم الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي لمرتفعات الجولان السورية“.

اقرأ أيضا: معلومات جديدة عن رامي مخلوف بعد عامين من انقلاب الأسد عليه

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.