ارتفاع المحروقات في سوريا، بات أحد أوجه الانهيار الاقتصادي الذي يعاني منه السوريون، حيث يواجهون ارتفاعات مستمرة ودورية لأسعار الوقود، لتصبح أحد مقاييس الفقر من عدمه بين المواطنين، بالإضافة تأثيرها على أسعار مختلف السلع بشكل سلبي ما يزيد في المعاناة.

مادة البنزين، التي استمر ارتفاعها خلال السنوات الماضية، بين ارتفاعات تدريجية، وقفزات في الأسعار باتت تشكل عبئا على شريحة كبيرة من المواطنين ممن يمتلكون سيارات تعمل بهذا الوقود، حتى وإن كانت تباع على ما تعرف بـ”البطاقة الذكية”، أي مدعومة حكوميا.

تأجير بطاقات البنزين المدعوم

بحسب موقع “الساعة 25” المحلي، درجت عادة تأجير بطاقات الدعم مؤخرا إلى مبلغ وصل إلى 300 ألف ليرة شهريا، من خلال تسليم بطاقة البنزين للمستأجر وقبض الإيجار، أما الآن ومع الارتفاع الأخير لسعر مادة البنزين الأوكتان دون حل مشكلة أيام التعبئة زاد من سعر تأجير البطاقة إلى ما فوق 400 ألف ليرة.

فتدهور الأوضاع الاقتصادية الذي يعاني منه المواطنون هو من أجبر أصحاب السيارات على ركن سياراتهم وتأجير بطاقات البنزين للاستفادة منها معاشيا، خاصة من لا يملك عملا آخر، أو ليس لديه قريب في الخارج يساعده، أي أن بطاقة البنزين أصبحت مشروعا لتأمين لقمة العيش، وهذا ما يشكل نوعا من الظلم بين من يستفيد من أجرة البطاقة، ومن لا يستفيد من الدعم لأنه لا يملك سيارة ما يضطره لدفع ثمن السلعة التي يتم نقلها بمحروقات السعر الحر، أي بسعر مرتفع للغاية.

الموقع المحلي بيّن أن فروقات الأسعار لأي مادة تخلق السوق السوداء، واليوم البطاقة الذكية عجزت عن توزيع الدعم بعدالة، حيث إن من يضطر اليوم للركوب بتكسي أجرة يدفع ثمن البنزين الحر وسط غياب الرقابة على الأجور، والبسطاء يدفعون ثمن الخضروات المرتفعة كونها منقولة بمحروقات بالسعر الحر، وكأن جميع المحروقات التي توزعها الدولة لا يستفيد منها المواطن أبدا كون اسطوانة وحجة رفع الأسعار موجودة دائما وهي أن المواطنين يدفعون أجور النقل بالسعر الحر، وهذا ما يشير إلى الفشل الحكومي في هذا الشأن ما يزيد من الأعباء المتراكمة على المواطنين.

إقرأ:قفزة جديدة لأسعار البنزين والمازوت في سوريا

أسعار المحروقات ترتفع بقفزات كبيرة

أيام قليلة مضت على الارتفاع الأخير والكبير لأسعار المحروقات، فبحسب الأسعار الجديدة التي نشرتها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، بلغ سعر مادة البنزين (أوكتان 90) الجديد هو 3500 ليرة سورية للتر الواحد، بعد أن كان بـ2500، في حين ارتفع سعر البنزين (أوكتان 95) من 3500 إلى 4000 ليرة، أما سعر مادة المازوت فارتفع، من 1700 إلى 2500 ليرة للتر الواحد، بحسب متابعة “الحل نت”.

وقد صرح اقتصاديون لموقع “الحل نت”، أن ارتفاع سعر أي من المشتقات النفطية، سينعكس فورا على أسعار كافة السلع في سوريا، وذلك لأن الوقود يتعلق بمسألة رئيسية، وهي النقل وكلفته والتي تدخل في كلفة المواد التي تنقل للمستهلك النهائي، بمعنى ارتفاع سعره يؤدي إلى زيادة تكلفة السلع، مضيفين أن الكثير من المنتجين أصبحوا يعتمدون على المولدات الكهربائية، في ظل أزمة الكهرباء، وبالتالي فإن رفع أسعار البنزين أو المازوت سيؤدي بالتأكيد إلى ارتفاع التكاليف، التي سيتم تحصيلها من المستهلك.

ويرى خبراء، أن أزمة المحروقات في سوريا مؤخرا مرتبطة، بتراجع الإمداد الروسي لسوريا بالنفط، بعد غزو أوكرانيا، في حين تراها إيران فرصة للضغط على دمشق عبر المشتقات النفطية، لتحصيل مكاسب، متعلقة بالقطاعات الاقتصادية لا سيما في الكهرباء.

إقرأ:تعديل آلية بيع البنزين في سوريا

ومن الجدير بالذكر، أن العام الحالي شهد منذ مطلعه تدهورا كبيرا في الوضع الاقتصادي في سوريا، بدءا من قرار رفع الدعم في مطلع شباط/فبراير الماضي، ووصولا للغزو الروسي لأوكرانيا، في ظل ما تشهده البلاد من نقص كبير في المحروقات، وكل ذلك أدى إلى ارتفاع غير مسبوق بأسعار المواد الأساسية والغذاء والخضار والفواكه، وسط عجز حكومي تام عن إيجاد أي حلول.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.