مشكلة التغير المناخي باتت تؤثر على المنطقة بمجملها، لكن الأكثر تأثرا بها هو العراق والدول المجاورة له ومنها إيران، ومن أجل مواجهة ذلك التغير، تبحث بغداد التعاون مع طهران.

فقد أعلنت وزارة الخارجية العراقية، اليوم الأربعاء، نتائج مباحثات هاتفية بين الوزير فؤاد حسين ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان.

وذكرت الوزارة في بيان، أنّ المباحثات ناقشت التغيرات المناخية في المنطقة والرياح الغبارية التي غطت العراق وإيران خلال الأيام الماضيَّة.

واستعرض الجانبان، أهم التحديات المناخية التي تواجهها المنطقة مثل الغبار، والجفاف، والتصحر، وتناقص التنوع البيولوجي وسبل مواجهة كل ذلك، للحد من آثار ظاهرة التغير المناخي، وتوفير بيئة صحية مُلائمة للبشرية.

وأتفق الوزيران وفق البيان، على “عقد اجتماع بين وفد فنيّ عراقي وآخر إيرانيّ في بغداد؛ لدراسة التحديات التي تواجه البلدين في المستقبل”.

كما أكّدا، على ضرورة استمرار الحوار وتوسعته ليشمل دول أخرى في المنطقة، من أجل مواجهة خطر التغير المناخي ومكافحته، حسب بيان الخارجية العراقية.

أسباب العواصف

خيّم الغبار وانعدام الرؤية مؤخرا، على العراق والكويت والسعودية وإيران، في ظاهرة مترابطة يعزوها الخبراء إلى التغير المناخي وقلّة الأمطار والتصحّر.

وشهد العراق تسجيل 122 عاصفة ترابية خلال 283 يوما في سنة واحدة. ومن المتوقع أن تسجّل البلاد في السنوات المقبلة 300 يوم مغبر في كل سنة، حسب وزارة البيئة العراقية.

وفق منظمة “حماة دجلة”، فإن التصحر واستمرار زيادة الأراضي المتصحرة والجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وقلة التشجير مع عدم وجود حزام أخضر، هي من أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث العواصف الرملية.

كدليل على ذلك، بلغت نسبة مساحة الغابات الطبيعية والاصطناعية 1.6 بالمئة فقط من مساحة العراق الكاملة، حسب إحصائية أعدّها “الجهاز المركزي للإحصاء”، في عام 2020.

الإحصائية ذاتها، أكدت أن 69 بالمئة من مساحة العراق تعد أراضي متدهورة؛ لأن 15.6 بالمئة منها هي أراضي متصحرة و53.9 بالمئة هي أراضي مهدّدة بالتصحر.

تقاعس حكومي

يحتاج العراق إلى 14 مليار شجرة لإحياء المناطق التي تعاني من التصحر، والحفاظ على بيئته من التغيرات المناخية، وفق وزارة الزراعة العراقية.

تهاون الحكومة مع من يحولون الأراضي الزراعية إلى مجمعات سكنية سبب آخر وراء التغير المناخي؛ إذ فقد العراق 60 بالمئة من الأراضي المزروعة والصالحة للزراعة، نتيجة التجريف والتجاوزات، حسب وزير البيئة حسن الفلاحي.

ولا يقتصر التغير المناخي في العراق على التصحر وحصول العواصف الترابية فقط، بل يعاني من شح المياه أيضا.

وستعاني البلاد من عجز مائي تصل نسبته إلى 10.8 مليار متر مكعب بحلول عام 2035، على حد قول رئيس الجمهورية برهم صالح في تصريح صحفي بوقت سابق.

العجز المائي الذي تحدّث عنه صالح، هو بسبب تراجع مناسيب مياه دجلة والفرات والتبخر بمياه السدود وعدم تحديث طرق الري، وفق وزارة الموارد المائية العراقية.

يجدر بالذكر، أن العراق يصنّف الأول عالميا بالتغيرات المناخية مما ينذر بجفاف كبير، ويعد من أكثر البلدان تضررا من ناحية شح المياه والأمن الغذائي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.