بات في سوريا مواجهة الصعوبات من أجل التغلب على أزمات ارتفاع الأسعار المتكررة أمرا يجب حسابه يوميا، فالعديد من العائلات السورية أصبحت تحذف العديد من الأصناف الاستهلاكية من قائمة المشتريات الشهرية، بهدف التوفيق بين الدخل والمصروف، ونتيجة لذلك أدى انخفاض الطلب لكسر أسعار الفروج في سوريا، إلا أن مربي الدواجن تعرضوا للخسائر أكثر في السوق بسبب الأعلاف وتوقف التصدير.

مربو الدواجن بلا بنية مستقرة

مع انخفاض معدلات استهلاك منتجات الدواجن في سوريا، أشار الخبير في الإنتاج الحيواني، المهندس عبد الرحمن قرنفلة، خلال حديثه لموقع “صاحبة الجلالة” المحلي، أمس الأربعاء، إلى أن هناك منظومة لمراكز حضانة البيض المخصب (الفقس)، والتي تختص بتفريخ بيض الجدات والأمهات، وهي تعد المصدر الأول لمصانع الطب البيطري والمعقمات والمطهرات، ونظام محلات الجملة ومتاجر البيع بالتجزئة ببيض المائدة والحلويات، والمخابز التي تدخل البيض في منتجاتها، فضلا عن المطاعم والفنادق، المدن الجامعية، والمستشفيات.

إلا أن التحديات الحالية التي تواجه صناعة الدواجن، بحسب قرنفلة، تنبع من الصعوبات التي تواجهها مزارع الدواجن في تربية ورعاية الدواجن في مختلف أنشطتها، والتي تتمحور حول الارتفاع غير المسبوق في أسعار مستلزمات الإنتاج بشكل عام، والأعلاف بشكل خاص، فضلا عن التغيرات السريعة في تلك الأسعار، والمدفوعة بعوامل معقدة تتعلق بأسعار العلف العالمية، وأجور الشحن البري والبحري، إذ تشكل الأعلاف حوالي 85 بالمئة من إجمالي نفقات الإنتاج.

وبيّن المهندس، أنه على الرغم من وجود تسعير إجباري لمنتجات الدجاج، إلا أن آلية العرض والطلب لها تأثير كبير على أسعار بيع منتجات الدجاج في السوق، ونتيجة لذلك لا يوجد إطار صلب وبنية مستقرة لمنع المربين من السقوط في براثن الخسارة.

وعلاوة على ذلك، فإن القوة الشرائية الهزيلة لدى المستهلكين وتعليق عمليات التصدير، من العوامل التي تساهم في الخسائر المتعاقبة التي يتكبدها المنتجون، وبالتالي يضطر العديد منهم إلى الخروج من دورة الإنتاج، سواء بشكل مؤقت أو دائم.

حال قطاعات الدواجن

وعن الإنتاج، أوضح المهندس عبد الرحمن قرنفلة، أن واقع قطاع الدواجن يشمل جملة من الأنشطة المتعلقة بعملية إنتاج بيض المائدة ولحم الفروج، وكل نشاط منها له معاناته الخاصة، ويشكل مجموع تلك المعاناة ما يمكن تسميته صعوبات تعيق حركة عجلة الإنتاج، من منتجات مستخرجة من الدجاج.

وقال أيضا إن الحلقة الثانية هي دورة الأمات – الدجاج البياض وأمات لحم الدجاج- بالإضافة إلى أن لكل منها مجموعته الخاصة من خطط الرعاية والتصنيع، والفراخ في هذه الحلقة عمرها يوم واحد وكانت إما تستورد من بلد آخر أو يتم تأمينها من الإنتاج المحلي، وتحتاج هذه الحلقة إلى كوادر فنية متخصصة من المهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين، وينتج عن هذه المداجن بيض تفريخ لإنتاج القطعان التجارية..

وذكر قرنفلة، أن الدورة الثالثة وهي للدواجن المخصصة للحركة التجارية، فإما تكون لتوليد بيض المائدة (البيض غير المخصب) أو لإنتاج طيور جاهزة للذبح، وتدعم الدورات الثلاث مجموعة متنوعة من الأنشطة الاقتصادية، بما في ذلك استيراد الأعلاف وإنتاج الأدوية واللقاحات البيطرية، يتبعها نظام بيع ونقل وتوزيع بيض المائدة، ونظام ذبح وتوزيع الفروج.

اللحوم خارج قائمة السوريين

ويعتبر الارتفاع الأخير في أسعار اللحوم جنونيا، فقبل ثلاث سنوات، كان يباع كيلو لحم الغنم القائم “قبل الذبح” بمبلغ 2400 ليرة، أما الآن فقد ارتفعت الأسعار بمعدل 5- 6 أضعاف، وهو ما جعل معظم العائلات لا تفكر في الأصل أو تجرؤ على شراء اللحم.

ويؤكد لحّامون في سوريا أن: ”الغلاء الفاحش أصاب هذا القطاع بنسبة عالية من الجمود ما أدى لتوقف العديد من زملاء المهنة عن العمل، بعد بيعهم لمعداتهم وتسليم المحال المستأجرة لأصحابها”.

ويقول زكريا جليلات، وهو لحّام يعمل في حلب، في حديث سابق لـ“الحل نت“: “من يشتري اللحوم الحمراء حاليا، هم المواطنون الميسورون، ونسبتهم لا تتجاوز 10 بالمئة فقط إن لم تكن أقل، نسب البيع تراجع، لذلك لجأنا لبيع لحم الفروج إلى جانب اللحم الأحمر“.

عضو لجنة مربي الدواجن في دمشق حكمت حداد، كشف عن انخفاض معدلات استهلاك منتجات الدواجن في سوريا، “نتيجة ضعف القوة الشرائية للمواطن إضافة إلى تركيز المواطنين خلال الفترة الحالية على شراء البازلاء والفول والثوم من أجل المؤونة ونتيجة لذلك نجد أن أسعار الفروج تنخفض في السوق“.

واعتبر حداد في تصريحات لصحيفة “الوطن” المحلية، أن المربين يعانون من الخسارة في الوقت الراهن، “إذ أن كيلو الفروج يكلف المربي بحدود 7500 ليرة وتم تحديد سعر الكيلو في النشرة التموينية الأخيرة بـ7200 ليرة، لذا فإن المربي وفقاً للأسعار المحددة في النشرة التموينية يعتبر خاسرا“.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.