تباعا، ما يزال تنظيم “داعش” يفقد قادته في العراق واحدا تلو الآخر، فيما تستمر قوات الأمن التضييق عليهم وملاحقتهم في مخابئهم التي يتخذونها في الصحاري والمناطق الزراعية كثيفة البساتين، والسلاسل الجبلية، وكلف ذلك التنظيم خسارة أبرز قادته من الصف الأول.

وعلى الرغم من وعورة المناطق التي يتمركزون بها، وصعوبة جغرافيتها، إلا أن أجهزة العراق الاستخباراتية نجحت في تتبع نشاطاتهم، حيث أعلنت خلية الإعلام الأمني، اليوم الأحد، الإطاحة بالمسؤول العسكري للتنظيم، فضلا عن قتل ثلاثة من مرافقيه.

اقرأ/ي أيضا: أسباب عودة نشاط “داعش” في العراق

مصيدة المخابرات

وذكر بيان للخلية تلقى موقع “الحل نت” نسخة منه، أن “جهاز المخابرات الوطني العراقي دأب على العمل بهمة عالية وبمهنية وفق الخطط التي أعدت من قبل قيادات هذا الجهاز لرصد ومتابعة بقايا الإرهاب، ولم يتوقفوا عن هذا العمل بأصعب الظروف والأوقات، حيث زود بالتنسيق والمتابعة مع خلية الاستهداف في قيادة العمليات المشتركة – قيادة القوة الجوية العراقية بمعلومات غاية الدقة عن وكر مهم عبارة عن كهف يستخدم من قبل الإرهاب”.

وبناء على تلك المعلومات، “وجهت طائرات إف 16 العراقية خمس ضربات على هذا الوكر في منطقة زرلوك في جبال حمرين ضمن قاطع عمليات ديالى، ما أدى إلى تدمير هذا الوكر بالكامل”، وفقا للبيان

في حين شرعت “قوة مشتركة لتفتيش مكان الضربات وعثرت على 3 جثث لعصابات داعش الإرهابية”، بحسب البيان، لافتا إلى أنها “ألقت القبض على المدعو ( ع. إ) ما يسمى المسؤول العسكري لعصابات داعش في القاطع”.

وفي هذا الشأن، يقول الباحث المختص في شؤون الجماعات المتطرفة في العراق، هادي الموسوي، لموقع “الحل نت”، إن “التنظيمات الإرهابية وعلى وجه الخصوص داعش منها، قد لا تتأثر بشكل كبير في فقدان قادتها، وذلك لأن السياسة العامة للجماعة تقوم على مبدأ الجهاد دون قيادة، وأيضا بالاعتماد على روح المجموعة، في ظل وجود ما يعرف بـ(اللجنة المفوضة)”.

https://twitter.com/mostafahimself/status/1530350858831020033?s=21&t=kGniX_HH9G3pp8U4sfqevg

اقرأ/ي أيضا: داعش يخسر قيادته على طريقة “الدومينو” في العراق.. أخرهم “الشجيري”

خسائر فادحة

لكن “حجم الخسارة التي يتعرض وتعرض لها التنظيم، أضعفت من قوته وقابليته، كما وضعته في وقت قياسي بفراغ من القيادات، التي تؤثر بشكل مباشر على منهجية وسياسة التنظيم، وهذا هو أهم ما يفقده التنظيم بالوقت الحالي”، وفقا للموسوي.

كما لفت إلى أن “التنظيم يحاول تعويض خسارته من خلال المنهجية المتبعة والتي تعتمد على عدة جبهات، وعمليات نوعية داخل المدن، لصنع الفوضى الاجتماعية والسياسية والطائفية، وهذا ما يراهن عليه التنظيم لإعادة إحداث فجوة اجتماعية وأمنية يمكنه من خلالها تعبئة صفوفه وتعويض خساراته”،

وبين الموسوي: “إلا أن ذلك غير ممكن حاليا لأنه في الأساس وإن بقي محافظ على منهجيته لكنه فقد محركاتها، ألا وهم القادة الذي يخسرهم يوما بعد يوم، لتبقى فكرته حبسية المخابئ، حتى تتمكن منها القوات الأمنية”.

وتشير تقارير متخصصة، إلى أن التنظيم الإرهابي فقد 43 من مؤسسيه المعروفين ما بين عامي 2017 و2019، إلى جانب 79 من القادة الرئيسيين من المستوى المتوسط، فضلا عن مئات القادة الميدانيين واللوجستيين.

اقرأ/ي أيضا: كلمة صوتية جديدة لـ”داعش”.. تحمل خلافات داخلية وعمليات انتقامية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.