مع تراجع قدرات تنظيم “داعش”، وفقدان قيادته من الصف الأول واحدا تلو الآخر، بث التنظيم، مساء يوم أمس الأحد، تسجيلا صوتيا نسب للمتحدث الجديد باسمه أبي عمر المهاجر، تطرق من خلاله لعدة أمور، أبرزها لمن وصفهم بالـ”المنتكسين”، وهم من عملوا في صفوف التنظيم ثم تركوه.

وتوعد المهاجر شن عمليات انتقامية قال إنها ثأرا لزعيمه السابق عبدالله قرداش، والمتحدث السابق أبو حمزة القرشي، الذين قتلا في عملية أميركية خاصة في سوريا مطلع شباط/فبراير الماضي.

للمزيد: داعش يخسر قيادته على طريقة “الدومينو” في العراق.. أخرهم “الشجيري”

تحريض

كما دعا في كلمة تجاوزت مدتها الـ30 دقيقة، بثتها مؤسسة “الفرقان” للإنتاج الإعلامي التابعة للتنظيم، من خلال منصات “التليغرام” و”تويتر” والـ”ساوند كلاود” لأجهزة الأيفون، وتابعها موقع “الحل نت”، إلى شن هجمات “طعن ودهس وقتل وضربا” داخل قارة أوروبا.

وتطرق إلى سياسات الدول العربية مؤخرا، وتطبيع بعضها للعلاقات مع إسرائيل، فضلا عن توعده باستمرار عمل التنظيم من أجل إطلاق سراح معتقليه، كما أثنى بشكل خاص على نشاطات عناصره في قارة إفريقيا، فيما وجه شكره لعناصر وقادة التنظيم بالاستجابة السريعة لمبايعة زعيمه الجديد أبو الحسن القرشي.

وأشاد، “بالعمليات الهجومية خلال الأيام القريبة الماضية في أراضي بيت المقدس”، داعيا “اتخاذها أسوة حسنة وتحديد الأهداف واستغلال ما تعيشه أوربا من اضطرابات جراء الغزو الروسي لأوكرانيا”.

وكان التنظيم قد أعلن في الـ28 من شهر آذار/مارس الماضي، مسؤوليته عن هجوم في مدينة الخضيرة بإسرائيل أسفر عن مقتل شخصين.

وخصص المهاجر مقطعا خاص من خطابه إلى من وصفهم بالـ”المنتكسين”، وهم من عملوا في صفوف التنظيم واعتزلوه فيما بعد، موجها لهم عتبا شديدا لتركهم التنظيم في أحلك الظروف، داعيا إياهم بمراجعة قرارتهم، وهذا ما فسره خبراء بشؤون الجماعات الإسلامية، وجود انشقاقات وخلافات داخل التنظيم، لا سيما بإشارته إلى “خلع يد الطاعة”.

كما أن جانبا كبيرا من الكلمة استغرق في الاستعراض اللغوي، ومحاولة استمالة العواطف بكلمات رنانة، ووعود يصعب على التنظيم تحقيق أيا منها في الوقت الحالي، إضافة إلى أنها تؤشر ضعف التنظيم وافتضاح قيمته الفكرية التي لا تحمل سوى القتل والدماء، وهذا ما أثبتته كلمته، التي لم تأتي بجديد، كما يرى المختص في شؤون الجماعات المتطرفة، مصطفى العاني، خلال حديثه لـ”الحل نت”.

وبين أن “الشيء الوحيد اللافت في خطبة التنظيم، أن الخروج عن فكر التنظيم بات يؤرق قادته، وهذا ما لم يجد له حتى الجزء المخصص في الكلمة”، مشيرا إلى أنه “وإلا لما كان كل هذا الاهتمام في الدعوة، وبسياق لم تحمله كلمات التنظيم مسبقا، لولا وجود ثغرات كبيرة”.

للمزيد: تراجع حضور “داعش” في المنطقة.. ما علاقة القرشي؟

محاولات يائسة

العاني أكد خلال حديثه لـ”الحل نت” أنه “بالنظر لقدرات التنظيم الضعيفة جدا، لا يمكن اعتبار الكلمة أكثر من محاولة شحن عناصره واستمالة الأخرين بخطاب عاطفي، وهذا ما نجح التنظيم في استثماره في السابق إلا أنه بعد الآن لم يعد يمتلك وترا يعزف عليه، لا سميا بعد تصدي أصلاء الدين، والحكومات”، مبينا أنه “لذلك لا يمكن المبالغة في التوقعات فيما جاء من وعيد بالخطاب، وهذا لا يعني عدم أخذه على محمل الجد”.

يذكر أن، التنظيم أكد في الـ10 من شهر آذار/ مارس الماضي، مقتل زعيمه السابق أبو إبراهيم القرشي، والمتحدث الرسمي السابق أبو حمزة القرشي.

وعرّف التنظيم عن زعيمه الجديد باسم أبو الحسن الهاشمي القرشي، ليكون الزعيم الثالث للتنظيم منذ العام 2014، حين أعلن ما سمي بـ ”دولة الخلافة“ وسيطر على مساحات واسعة في سوريا والعراق.

والزعيم الجديد، وهو الثالث منذ نشأة التنظيم، غير معروف نسبيا، ولم يكشف التسجيل الصوتي تفاصيل حوله.

في الـ3 من شهر شباط/ فبراير الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الزعيم السابق لتنظيم داعش فجّر نفسه خلال عملية شنتها قوات خاصة أمريكية في بلدة ”أطمة“ في شمال غرب سوريا، في منطقة تسيطر عليها هيئة تحرير الشام-جبهة النصرة سابقا.

وأبو إبراهيم القرشي المنحدر من تلعفر الواقعة على مسافة 70 كيلومترا غرب الموصل في العراق، تولى زعامة تنظيم داعش في شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2019، بعد مقتل سلفه أبو بكر البغدادي في الشهر نفسه في عملية أمريكية استهدفته في محافظة إدلب السورية.

للمزيد: العراق يلاحق بقايا داعش في 4 محافظات.. التفاصيل الكاملة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة