عجز القوى العراقية عن حل الأزمة السياسية الحالية في العراق، مع انعدام أي بوادر لتجاوز تلك الأزمة، دفع بتدخل أممي سعيا لإنهاء الانغلاق السياسي الحاصل.

التدخل ذلك، حدث اليوم الأربعاء، عن طريق جينين بلاسخارت، رئيسة “بعثة الأمم المتحدة” لدى العراق “يونامي”، عبر لقائها بالرئيس العراقي برهم صالح، وزعيم “تحالف الفتح” المنضوي في “الإطار التنسيقي”، هادي العامري.

بيان لمكتب رئاسة الجمهورية، قال إنه جرى خلال لقاء صالح وبلاسخارت، بحث مجمل التطورات السياسية والأمنية والاقتصادية في العراق.

اللقاء أكّد، على أهمية دعم مسار الحوار والتلاقي للخروج من الانسداد السياسي الراهن، والأخذ بالاعتبار التحديات الجمّة التي تواجه بغداد، وفق البيان.

وشدّد اللقاء، على ضرورة “معالجة المسائل العالقة بروح المسؤولية والشروع في تلبية الاستحقاقات الوطنية، وبما يرقى وتطلعات العراقيين”، حسب البيان.

انفتاج “إطاري”

فيما يخص لقاء بلاسخارت مع العامري، أكد بيان لمكتب الأخير، أن الطرفين بحثا مجمل الأوضاع السياسية وآخر التطورات في المشهد العراقي، فيما شددا على ضرورة إنهاء الانسداد السياسي وحل الأزمة الراهنة، تمهيدا لتشكيل الحكومة المقبلة.

وأشار العامري حسب البيان، إلى إن “الإطار” منفتح مع كل من يريد تقريب وجهات النظر؛ بهدف الوصول إلى نقطة الالتقاء والتفاهم، من أجل إنهاء الانسداد الحاصل، وتشكيل حكومة قادرة على تحمل مسؤولياتها في تقديم الخدمات للعراقيين.

وينقسم المشهد السياسي الحالي في العراق، إلى صراع ثنائي بين تحالف “إنقاذ وطن” بقيادة زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، و”الإطار التنسيقي” بقيادة زعيم “ائتلاف دولة القانون”، نوري المالكي.

ويضم تحالف “إنقاذ وطن”، كتلة “التيار الصدري” مع “الحزب الديمقراطي الكردستاني” بزعامة مسعود بارزاني وتحالف “السيادة” بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

بينما يضم “الإطار التنسيقي”، جميع القوى الشيعية الموالية إلى إيران والخاسرة في الانتخابات المبكرة الأخيرة التي جرت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم.

عناد لا ينضب

يسعى مقتدى الصدر الفائز أولا في الانتخابات المبكرة، إلى تشكيل حكومة أغلبية سياسية بعيدا عن إشراك “الإطار التنسيقي” فيها، بينما يطمح “الإطار” إلى حكومة توافقية يتم إشراكهم بها.

ويعيش العراق في انسداد سياسي، نتيجة عدم امتلاك الصدر الأغلبية المطلقة التي تؤهله لتشكيل الحكومة، وعدم قبول “الإطار” بالذهاب إلى المعارضة.

وكان مقتدى الصدر، أكد في وقت سابق عبر حسابه بموقع “تويتر”: “لن أتحالف معكم (…) وأن الانسداد السياسي أهون من التوافق مع التبعية”، في إشارة منه إلى تبعية “الإطار” لإيران.

يذكر أن البرلمان العراقي فشل في عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي تمهد لتشكيل الحكومة المقبلة 3 مرات متتالية، بسبب عدم حضور الأغلبية المطلقة من النواب لجلسة انتخاب الرئيس العراقي، التي يفرضها الدستور لعقد الجلسة.

إذ فشل تحالف “إنقاذ وطن” الذي يمتلك الأغلبية البرلمانية بـ 180 مقعدا من تحقيق الأغلبية المطلقة وهي حضور 220 نائبا من مجموع 329 نائبا؛ بسبب سياسة الترغيب التي مارسها “الإطار التنسيقي” الذي يمتلك 83 مقعدا فقط، مع عدد من النواب المستقلين وغيرهم من أجل الوصول لنحو 110 نواب وبالتالي تشكيل الثلث المعطل الذي لا يسمح بحصول الأغلبية المطلقة، وهو ما حدث بالفعل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.