فضيحة مدوية وسابقة خطيرة تحصل في المنظومة التربوية في العراق، بدأت في الساعات الأولى من اليوم الخميس، وتداعياتها مستمرة حتى اللحظة، فالتسريبات متواصلة بلا توقف.

تلك الفضيحة تمثّلت بتسريب أسئلة مادة الرياضيات الخاصة بامتحانات البكالوريا الوزارية لطلبة الصف الثالث المتوسط في العراق، قبيل 7 ساعات من إجراء الامتحان.

تسريب الأسئلة جرى عند الساعة الواحدة ليلا عبر مواقع “التواصل الاجتماعي”، وبعدها بساعة واحدة قررت وزارة التربية العراقية تأجيل الامتحان.

التأجيل جاء في أول الأمر دون اعتراف بالسبب الحقيقي للتأجيل، إذ أرجعت الوزارة قرار التأجيل “لأسباب فنية طارئة تخص أعمال التقويم والامتحانات”، بحسبها.

لاحقا، وبعد التذمر اشعبي الواسع، قررت وزارة التربية عند الساعة الثامنة من صباح الخميس، تأجيل جميع امتحانات البكالوريا للمرحلة المتوسطة إلى إشعار آخر، معترفة بالسبب الحقيقي وهو تسرب الأسئلة.

تحقيقات عاجلة

الوزارة قالت في بيان رسمي، إنها توصلت إلى بعض الخيوط للمتورطين في تسريب “اسئلة الرياضيات”، وذلك من أجل “تدمير العملية التربوية”، على حد وصفها.

وأكدت، أن هناك تحقيقات عاجلة منذ ساعات الفجر الأولى داخل وزارة التربية، بمشاركة جهات أمنية تعمل على التحقيق في ما اعتبرته بـ “العمل الخطير”.

وشدّدت على أنها، “سنقوم بعرض الفاعل آمام القضاء لينال جزاءه العادل بأشد العقوبات التي يستحقها جراء فعله الآثم”، وأنها حريصة على مجهود الطلبة الدراسي.

وأضافت، أنه لا يوجد توجه حتى الآن لإعادة الامتحانات التي أجريت لمواد الثالث المتوسط، وتأجيل الامتحانات المتبقية، جاء حرصا على عدم ضياع جهود الطلبة.

وأردفت، أن تسريب الأسئلة يمس أمن الدولة والمجتمع بشكل كامل، موضحة أنها لم نحدد لغاية الآن موعد استئناف امتحانات البكالوريا للثالث المتوسط، وأنها أجّلت الامتحانات بهدف عدم إرباك الطلبة.

توجيه من الكاظمي

تداعيات تسريب الأسئلة لم تقف عند تعامل وزارة التربية مع ما حدث، بل تعدّت ذلك لتصل إلى أعلى هرم في السلطة، متمثلة برئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي.

الكاظمي وجّه وفق بيان لمكتبه الإعلامي، بتشكيل لجنة تحقيقية خاصة لإجراء تحقيق كامل لتسريبات أسئلة الامتحانات، وأكّد على معاقبة كل شخص أو جهة متورطة بالأمر.

“هيئة النزاهة”، من جهتها قامت بتأليف فريق للتحري والتقصي عن تسرُّب الأسئلة الوزارية وتحديد الجهات المُقصِّرة، تمهيدا لعرض النتائج على قاضي التحقيق المختصّ، بحسبها.

بدوره، قرّر البرلمان العراقي، استدعاء وزير التربية وعدد من المسؤولين في وزارة التربية واستضافتهم في مجلس النواب، الأحد المقبل، للوقوف على ملابسات تسريب الأسئلة الوزارية للمرحلة المتوسطة.

من جانبه، شدّد النائب الأول لرئيس مجلس النواب، حاكم الزاملي، على آن تسريب الأسئلة الامتحانية “سابقة خطيرة” وهناك محاولات “خبيثة” لتدمير سمعة المؤسسة التربوية، على حد تعبيره.

دعوة لاستئناف الامتحانات

في السياق، أبدت “مفوضية حقوق الإنسان” االعراقية، عن أسفها لقرار تأجيل الامتحانات الوزارية؛ بسبب تسريب الأسئلة الامتحانية، وقرّرت تشكيل فريق رصدي لتقصي الحقائق بالموضوع.

كما دعت المفوضية، وزارة التربية إلى استئناف الامتحانات وأن تعمل اللجان المختصة على إنجاح العملية بأجواء مريحة للطلبة، بعيدة عن القلق والخوف والتوتر.

وتتواصل حتى الآن عملية تسريب الأسئلة الخاصة بامتحانات البكالوريا للثالث المتوسط عبر مواقع “التواصل الاجتماعي”، فقد تسربت منذ لحظات أثناء كتابة هذه المادة، أسئلة مادتي الفيزياء والأحياء، رغم قرار تأجيل الامتحانات.

https://twitter.com/kanoshy10/status/1532343196348563457?t=BYdO2kEhd3FKLyV1OdZGfw&s=19

يذكر، أن رواد مواقع “التواصل الاجتماعي”، تداولوا أول أمس الثلاثاء، أسئلة امتحان مادة اللغة الإنجليزية إثر تسربها قبل ساعة من انطلاق الامتحان الوزاري، ورغم تأكد تسربها، إلا أن وزارة التربية نفت ذلك حينها.

وعادة ما كانت أسئلة امتحانات البكالوريا تتسرب قبل أقل من ساعة من انطلاق الامتحانات، لكنها تتم في نطاق ضيق، عبر بيع الأسئلة للطلبة في جروبات خاصة، دون أن تحدث مثل الضجة التي حصلت اليوم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.