أخيرا وبعد أكثر من شهر من جلسات الاستماع، حسمت هيئة المحلفين الأميركية قضية التشهير القضية الخاصة بنجم هوليود جوني ديب، الذي رفعها ضد زوجته السابقة آمبر هيرد، نتيجة مقال لها في واشنطن بوست اتهمته خلالها بممارسة العنف المنزلي ضدها.

وتوصل الأعضاء السبعة في الهيئة إلى قرار فوز جوني ديب وإدانة آمبر هيرد بتهمة التشهير ضد زوجها السابق بعد مداولات استغرقت نحو 13 ساعة بدأتها الجمعة واستكملتها اعتبارا من الثلاثاء.

وحكمت بـ 15 مليون دولار لصالح جوني ديب في قضية التشهير ضد هيرد.

واستمعت هيئة المحلفين منذ 11 نيسان/أبريل الفائت إلى عشرات الساعات من الشهادات والتسجيلات الصوتية أو المرئية التي كشفت تفاصيل مروعة من حياة الزوجين بين 2011 و2016.

الحكم لصالح ديب

هيئة المحلفين منحت ديب، 10 ملايين دولار كتعويضات و5 ملايين دولار كتعويضات عقابية، فيما منحت الهيئة آمبر هيرد مليوني دولار كتعويض عن الأضرار وعدم دفع تعويضات عقابية.

ديب اعتبر أن حكم هيئة المحلفين الأميركية “أعاد له الحياة“، في حين اعتبرت من جانبها هيرد أن “الحكم يمثل نكسة للمرأة“.

قد يهمك: الزواج المدني يعود إلى الواجهة من جديد في لبنان.. ماذا عن سوريا؟

وبحسب ما نقلت شبكة “سي إن إن” فإن هيرد أغمضت عينها لحظة النطق بالحكم، ولم يكن ديب حاضرا في المحكمة“، ونقلت الشبكة عن مصدر مقرب من ديب إن ديب لم يمثل أمام المحكمة للاستماع لجلسة النطق بالحكم، بسبب “التزامات العمل المقررة مسبقا“، مضيفا أنه “راقبها من المملكة المتحدة.

وتعليقا على الحكم قال ديب: “منذ البداية، كان الهدف من رفع هذه القضية هو الكشف عن الحقيقة، بغض النظر عن النتيجة، تم توجيه ادعاءات كاذبة وخطيرة إلي عبر وسائل الإعلام، وعلى الرغم من عدم توجيه أي اتهامات ضدي، كان لتلك الادعاءات أثر مثل الزلزال على حياتي ومسيرتي المهنية”

وفي المقابل، قالت هيرد، في بيان، إنها “حزينة” بسبب الحكم، مضيفة أنه يمثل “نكسة للمرأة“، وأضافت: “خيبة الأمل التي أشعر بها اليوم تفوق الكلمات لأن جبل الأدلة لا يزال غير كافٍ للوقوف في وجه القوة والتأثير والسيطرة غير المتكافئة لزوجي السابق“.

كيف بدأت القصة؟

وبدأت جلسات المحاكمة بشأن القضية منذ نيسان/أبريل الماضي، واستمع المحلفون إلى أكثر من 100 ساعة من الشهادات إجمالا. لقد سمعوا من عشرات الشهود بما في ذلك شهادة حية من جوني ديب وأمبر هيرد.

وبدأت المحاكمة إثر رفع ديب دعوى قضائية ضد هيرد بتهمة التشهير، مطالبا بتعويض قيمته 50 مليون دولار، على خلفية مقال رأي كتبته في صحيفة “واشنطن بوست” في عام 2018، وصفت فيه نفسها بأنها “شخصية عامة تمثل العنف المنزلي“. على الرغم من عدم ذكر اسم ديب في المقال. بينما أقامت هيرد دعوة مضادة، وطلبت تعويضا بقيمة 100 مليون دولار.

والتقى جوني ديب هيرد في عام 2009 وتزوجا في الفترة من 2015 إلى 2016.

“إساءة متبادلة”

وبحسب تقرير لـ“بي بي سي” فيرى بعض المراقبين، أنه يمكن تلخيص العلاقة بين هيرد وديب بهاتين الكلمتين: إساءة متبادلة.

كان هذا هو الوصف الذي استخدمته أخصائية علم النفس السريري لوريل أندرسون، وهي مستشارة الزواج السابق لهيرد وديب.

ووصفت أندرسون، التي استدعيت للإدلاء بشهادتها بناء على طلب من الفريق القانوني لديب، العلاقة بين الاثنين بأنها كانت متقلبة، حيث هدد كلا الطرفين بالانسحاب من الجلسات وسط حالة من الجدل. لكن من وجهة نظر أندرسون، كانت هيرد غالبا هي المحرضة على هذه المعارك.

وقالت أندرسون إن ديب كان “تحت السيطرة” لعقود من الزمن قبل لقائه بهيرد، ولم ينخرط في أي أعمال عنف مع شريكاته السابقات. وقالت لهيئة المحلفين: “مع السيدة هيرد، كان يجري استفزازه. لقد دخلا فيما يمكن أن أصفه بالإساءة المتبادلة“.

وقالت أندرسون إن هيرد هي من بدأت في أكثر من مناسبة انفعالات عنيفة في محاولة لمنع ديب من المغادرة.

“فلنحرق آمبر”

وخلال أيام الإدلاء بشهادته، تعرض ديب للضغط فيما يتعلق بعدد من رسائله النصية ورسائل البريد الإلكتروني التي تحتوي على إهانات مصورة لزوجته السابقة.

وفي إحدى الحالات، سُئل عن تبادل رسائل نصية في عام 2013 مع الممثل البريطاني بول بيتاني.

وكتب ديب، في إشارة إلى هيرد، يقول “دعنا نحرقها“. وأضاف: “دعنا نغرقها قبل أن نحرقها“. ثم قدم إشارة بذيئة أخرى عندما قال “للتأكد من موتها“.

وقال نجم هوليود للمحلفين إنه “يشعر بالخجل” من هذه الرسائل، مشيرا إلى أنها كانت محاولة لفكاهة مستوحاة من فيلم “مونتي بايثون“.

وأضاف: “هذا فيلم كنا نشاهده جميعا عندما كنا في العاشرة من عمرنا، إنها مجرد فكاهة مجردة لا تتسم بالاحترام“.

وأثناء وجوده في المحكمة، رفض ديب مزاعم شريكته السابقة بسوء المعاملة، وقال لهيئة المحلفين إنه لم يضرب السيدة هيرد أبدا بهذه الطريقة، “لم أضرب أي امرأة في حياتي“.

وبدلا من ذلك، زعم ديب أنه هو من عانى من هيرد، التي أساءت إليه وحطت من قدره.

وقال: “يمكن أن يبدأ الأمر بصفعة، ويمكن أن يبدأ بدفعة، ويمكن أن يبدأ برمي جهاز التحكم في التلفزيون عن بُعد على رأسي“.

وأضاف: “إنها هيرد لديها حاجة للصراع، ولديها حاجة إلى العنف، وتثيره من لا شيء“.

قد يهمك: “المساكنة” رفض للزواج التقليدي أم حاجة للحرية؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.