بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي لا يزال مستمرا وسط خسائر كبيرة تتكبدها روسيا مع طول المدة التي خالفت توقعاتها، وأدت لخسارات كبيرة في القطاعات الاقتصاديةالروسية، تحاول روسيا تعويض ما يمكن تعويضه وإن كان من خلال سرقة الثروات الأوكرانية بما فيها القمح.

سرقة القمح الأوكراني مستمرة والتخزين في سوريا

السفارة الأوكرانية في بيروت، قالت إن روسيا أرسلت لحليفتها سوريا ما يقدر بنحو 100 ألف طن من القمح سرقت من أوكرانيا منذ غزوها البلاد، واصفة الشحنات بأنها “نشاط إجرامي”، وأفادت السفارة في بيان نشرته يوم أمس وكالة “رويترز” أن الشحنات تمت بواسطة السفينة “ماتروس بوزينيتش” التي ترفع العلم الروسي، والتي رست في ميناء اللاذقية البحري الرئيسي في سوريا أواخر شهر أيار/مايو الماضي.

بيانات من شركة “ريفنتيف”، وهي واحدة من أكبر مزودي بيانات الأسواق المالية والبنية التحتية في العالم، تحميل القمح في السفينة في ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014، إذ غادرت السفينة بتاريخ 19 من أيار الماضي، وموقع تفريغ الشحنة كان في سوريا.

السفارة الأوكرانية، قالت في بيانها، أن الحبوب الموجودة على متن السفينة “ماتروس بوزينيتش”، تمت سرقتها من منشآت التخزين الأوكرانية في المناطق التي احتلتها القوات الروسية حديثا، مشيرة إلى أن القمح سرق من منشأة تجمع القمح من ثلاث مناطق أوكرانية في دفعة واحدة.

وأيضا أوضحت السفارة، نقلا عن السلطات الأوكرانية، أن أكثر من 100 ألف طن من القمح الأوكراني “المنهوب” وصل إلى سوريا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ومع ارتفاع أسعار القمح العالمية عن 400 دولار للطن، فإن هذا الحجم سيكون أكثر من 40 مليون دولار.

إقرأ:خسارات روسية متلاحقة في أوكرانيا.. ماذا بعد؟

عملية سرقة القمح ليست الأولى

في مطلع شهر أيار/مايو الماضي، اتهمت مديرية المخابرات الرئيسية بوزارة الدفاع الأوكرانية، روسيا بسرقة آلاف الأطنان من الحبوب المخزنة في المخازن ونقلها إلى سوريا، مضيفة أن سفن ترفع العلم الروسي مليئة بالحبوب الأوكرانية المسروقة تتجه إلى سوريا، وإن السفن الروسية وصلت بالفعل إلى البحر الأبيض المتوسط، مشيرة إلى احتمالية تهريب الحبوب من سوريا إلى دول أخرى في الشرق الأوسط، بحسب متابعة “الحل نت”.

كما أن سفينة شحن روسية ضخمة محملة بالحبوب الأوكرانية المسروقة، ظهرت في صور أقمار صناعية راسية أمام الشواطئ السورية باللاذقية، بحسب تقرير لصحيفة “واشنطن بوست” في الحادي عشر من شهر أيار/مايو الماضي، والذي أوضح أن شركة التصوير عبر الأقمار الصناعية “بلانت لابز”، و”تنكر تريكر”، التقطت صورا للسفينة ماتروس بوزينيتش، المبنية عام 2010 قبالة مدينة اللاذقية، مضيفة بأن صور السفينة في الميناء تتطابق مع وصف السفينة التي ترفع العلم الروسي وأبعادها.

وكانت السفينة أرسلت في الخامس من أيار/مايوالماضي آخر بث في أثناء وجودها بالمياه بين قبرص وسوريا. وأدرجت وجهة السفينة على أنها بيروت. وكانت تبعد نحو 47 كم عن اللاذقية، وقد تم تحميلها منذ 27 نيسان/أبريل الماضي على الأقل.

ونتيجة للسياسات الروسية، اتهم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في وقت سابق من شهر أيار/مايو الماضي، روسيا بأنها مسؤولة عن مفاقمة أزمة الغذاء في العالم من خلال حربها على أوكرانيا، لاسيما من خلال قصف مخازن القمح ومنع السفن من نقل الحبوب إلى الخارج، بحسب متابعة “الحل نت”.

وأوضح بوريل، أن الروس يتسببون بنقص الأغذية، ويقصفون مدنا أوكرانية ويتسببون بجوع في العالم، مضيفا أن الجيش الروسي يزرع القنابل في الحقول الأوكرانية فيما السفن الحربية الروسية حاصرت عشرات السفن المحملة بالقمح.

قد يهمك:أحداث بوتشا الدموية في أوكرانيا.. الغرب يتوعد وروسيا تتهرب

ومن الجدير بالذكر، أن الأمم المتحدة حذرت مطلع أيار/مايو الماضي ، من أن أسعار المواد الغذائية وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في آذار/مارس في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، الدولة المنتجة الكبيرة للمحاصيل الزراعية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.