بعد أن قبض عليهما متلبسان٫ حكمت محكمة عراقية، يوم أمس الاثنين، على مواطن بريطاني بالسجن 15 عاما بتهمة تهريب قطع أثرية إلى خارج البلاد، كما قررت إطلاق سراح  الألماني المتهم في نفس القضية.

وقال القاضي إن أقصى عقوبة للجريمة هي الإعدام شنقا لكن المحكمة قررت تخفيف العقوبة على البريطاني جيمس فيتون، (66 عاما) “بسبب تقدم سن المتهم”، في المقابل، قرر إسقاط التهمة عن الألماني فولكار وولدمان، (60 عاما) “لعدم وجود أدلة كافية”.

https://twitter.com/adeltamimi17/status/1533863603396288514?s=21&t=LINvVWPicZEknKdySqETdw

اقرأ/ي أيضا: اتفاق ثلاثي بين العراق ومصر والأردن لمواجهة التنظيمات الإرهابية

رحلة استكشافية

وكان فيتون ووالدمان اعتقلا في مطار بغداد في 20 مارس، بعد أن اكتشف أمن المطار قطع أثرية موجودة في أمتعتهم، لقد كانوا جزءا من رحلة استكشافية سياحية عبر المواقع القديمة في البلاد.

وصدم الحكم الصادر على الجيولوجي المتقاعد جيم فيتون المحكمة في بغداد، بما في ذلك محامي الدفاع عنه.

وقال محامي فيتون، ثائر سعود، الذي بدا مصدوما بشكل واضح، لوكالة “أسوشيتد برس” وتابعه موقع “الحل نت”، “اعتقدت أن أسوأ سيناريو سيكون السجن عاما واحدا، مع الإيقاف”.

واعتبر المحامي سعود في دفوعاته أمام القاضي أن الأدلة المتوفرة تنفي وجود “قصد جرمي” لدى موكله، وأبرزها “وجود القطع بشكل متناثر” على الأرض.

وأشار إلى غياب “لافتات تحذيرية” في الموقع، تحذر السياح من عدم التقاط القطع من الأرض، وكذلك “عدم تصوير” الموقع، “فكان الانطباع أن من الممكن التقاطها”.

ولفت المحامي كذلك إلى “عدم قيام المرافقين بهيئة الآثار والتراث بتحذير موكلي من عدم التقاط القطع”.

اقرأ/ي أيضا: الجرائم في العراق.. حادثة مروعة ضحيتها امرأة تدريسية وابنتها

حجج غير مقنعة

 المحامي بين أن موكله “تطوع للبقاء مع المضبوطات” إثر العثور عليها بحوزته في مطار بغداد، معتبرا أن ذلك يؤكد عدم وجود نية لارتكاب جريمة لديه، كما أشار إلى أن “القطع المضبوطة هي عبارة عن كسر لفخاريات وأحجار، وليست قطعا مكتملة كالتي ينص القانون” على تجريم إخراجها من البلاد

لكن القاضي جابر عبد جابر أكد أن القطع الأثرية التي جمعها فيتون تعود إلى أكثر من 200 عام، وفقا لتحقيق حكومي فني، “وكان لديه نية إجرامية لتهريبها ونقلها لخارج البلاد”.

ولم يأخذ القاضي في الاعتبار حجج سعود التي أوضحت جهل فيتون بالقوانين العراقية وقيمة الأشياء التي طرحها.

وحظيت قضيتهم باهتمام دولي في وقت يأمل فيه العراق في تعزيز قطاع السياحة الناشئ، وقال فريق دفاع والدمان إن السائح الألماني كان يحمل القطع إلى فيتون لكنه لم يلتقطها من الموقع.

وقال محامي فيتون إنه يعتزم استئناف الحكم على الفور، وليس من الواضح ما إذا كان فيتون يمكن أن يقضي عقوبته في وطنه، وهذا يتطلب اتفاقية ثنائية بين العراق والمملكة المتحدة.

وكان البريطانيان، قد وصلا العراق في رحلة سياحية منظمه ولم يكن يعرفا بعضهما، إلا أنهما وأثناء مغادرتهما مطار بغداد الدولي عثر على عشر قطع أثرية هي عبارة عن كسارات سيراميك وفخار بغالبيتها، في حقيبة جيمس فتون 66 عاما، فيما كانت بحوزة الألماني وولدمان قطعتان، حيث قال إن رفيقه في الرحلة سلمه إياهما.

ويضم العراق الذي كان تاريخيا مهد حضارات بلاد ما بين النهرين مثل السومرية والبابلية، آثارا عديدة ضاربة في القدم لا يزال بعضها قائما حتى الآن وتتعرض هذه الآثار للسرقة والتهريب فيما القانون العراقي صارم جدا إزاء هذه الجرائم.

اقرأ/ي أيضا: استهداف معارض إيراني بانفجار في كردستان العراق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة