على امتداد الأيام الخمسة الماضية، بدأت ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، بمصادرة سندات ملكية أراضي زراعية ودور سكنية من أصحابها في مدينة البوكمال وبعض القرى التابعة لها، كما منعت أصحابها من تشييد أي بناء فيها.

ابتزاز بالقوة

وفي التفاصيل أفاد عدد من أصحاب السندات المصادرة لـ “الحل نت” أن قوة من عناصر “الحرس الثوري“، بدأت، السبت، بمصادرة عشرات من سندات ملكية أراضي ودور سكنية من أصحابها في بعض أحياء المدينة وبعض القرى القريبة أيضا، وأوقفت عمليات بناء جديدة لبعضهم أيضا.

وأضافت المصادر أن عناصر “الحرس“، طالبوا أصحاب السندات بمراجعة المكتب الأمني التابع لهم بداخل المدينة.

محمد الحسين، ممن تعرض لمصادرة سند ملكية أرضه، قال لـ “الحل نت” بعد مراجعته المكتب الأمني، قال له مسؤول “الحرس” هناك، “الحاج عسكر“، إنهم لن يسمحوا له بالبناء أو أي عمل آخر في الأرض، حتى يحضر مالكها الأساسي إلى المكتب، مشيرا إلى  أن “الأرض له ولأخوته الذين يعيشون خارج القطر، وأنها لاتزال باسم والدهم المتوفى“، مؤكدا  أن “السندات المصادرة تثبت ذلك“.

تكرار الانتهاكات

من جهته قال شخص آخر، من بلدة السكرية، فضل عدم كشف اسمه، إن عناصر “الحرس“، داهموا منزله وأخذوا سند ملكية الأرض منه، حيث أخبروه أنه غير مصرح له بتشييد أي بناء في الأرض أو حتى حراثتها وزرعها، وأن سند ملكية الأرض باسم شقيقه المقيم في ألمانيا.

مضيفا في حديثه لـ “الحل نت” أنه عند مراجعته لمكتب الحرس، تلقى رد منهم مفاده، أن الأرض باتت تحت تصرفهم، ولا يحق له الاقتراب منها، إلا عند مجيء شقيقه مالك الأرض الأساسي.

مشيرا إلى أنه “بدأ قبل عدة أيام ببناء منزل لشقيقه صاحب الأرض على طلب منه، لكن تم منع عمليات البناء، تحت تهديد بالاعتقال والمحاسبة في حال عارض القرار.

وأضاف المصدر أن “هذا المنع يأتي رغم أن كل شيء أصولي وقانوني، ويمتلك جميع أصحاب تلك الأراضي سندات ملكية وأوراق لها، رغم ذلك تم مصادرتها بشكل تعسفي دون أي تدخل من قبل الجهات الحكومية في المنطقة“.

وفي السياق ذاته، ازدادت انتهاكات ميليشيا “الحرس الثوري” في مدينة البوكمال ونواحيها مؤخرا، سواء من خلال فرض “الإتاوات” على مزارعي المنطقة، وأخذ نسبة من محصولهم تحت مسمى “حماية البيادر“، وصولا إلى مصادرة أملاك البعض بحجج كثيرة أبرزها معارضة الحكومة السورية، وقد ندد ناشطون من البوكمال بتواطىء الجهات الحكومية، تجاه تلك الانتهاكات المتكررة التي تطبقها الميليشيا على المدنيين، وتعاظم نفوذها في عموم المنطقة، وإلى متى سوف يستمر تضييق خناق على سكان البوكمال ونواحيها.

الجدير ذكره تشهد مناطق سيطرة الحكومة السورية في دير الزور وخاصة مدينة البو كمال ونواحيها، تواجدا كثيفا للمجموعات التابعة لإيران، والتي تتم إدارتها جميعا من “الحرس الثوري” الإيراني، وتتحكم تلك المجموعات بالمناطق التي تتواجد فيها وتديرها من دون الرجوع إلى السلطة السورية، ولا يمكن لأمر أن يتم في المنطقة بدون أذنها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة