يواجه القطاع الصحي في سوريا خطر الانهيار، مع استمرار تراجع مستوى الخدمات في المشافي, وهجرة الكوادر الطبية، فضلا عن تدني أجور الأطباء مقارنة بدول أخرى، حيث كشف مجلس الشعب السوري عن كشفية الطبيب الشرعي التي لم يتم تعديلها منذ سنوات.

كشفية طبيب بـ250 ليرة

عضو مجلس الشعب السوري والطبيب الشرعي بسامح محمد، أكد أن قيمة الكشف التي يتلقاها الطبيب عن كل جثة لا تتجاوز 250 ليرة، حيث لم تتعرض الكشفية للتعديل منذ سنوات.

وأوضح محمد في تصريحات نقلتها صحيفة “تشرين” المحلية الأربعاء، أن تكاليف الاستعراف على الجثة، “تُكلف الحكومة حوالي مئتي ألف ليرة على كل عينة“.

وبيّن محمد أنه ,وفي حال القيام بالكشف لمعرفة الجثة من خلال أخذ عينة من الأقارب بالدرجة الأولى “الأب أو الأم” في حال كانوا على قيد الحياة ستكون التكاليف بحدودها الدنيا, أما في حال وفاة الأقارب من الدرجة الأولى، فالطبيب الشرعي هنا يحتاج إلى الأخذ من الدرجة الثانية من الأقارب “الأخ أو الأخت” أو الدرجة الثالثة أو الرابعة, وبذلك يحتاج إلى العديد من العينات وقد تصل إلى عشر عينات وهنا تكون التكلفة مرتفعة جدا.

وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن: “قسم الطب الشرعي يعاني من نقص الكوادر، فعدد الأطباء الشرعيين في البلاد 54 طبيبا، وهو رقم قليل جدا، نتيجة المردود المادي المنخفض, كما أن معظمهم أصبح بعمر متقدم (نحو الـ55عاما)، وبالتالي هناك حاجة إلى أطباء“.

قد يهمك: 14 مليار ليرة سوريّة رسوم 20 ألف سيارة “فارهة”

وتجدر الإشارة إلى أن وتيرة هجرة الأطباء ارتفعت كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية، إذ يبحث الأطباء عن فرصة عمل أفضل، في ظل تدهور القطاع الطبي في البلاد.

الهجرة وصلت للممرضين

مسؤول السلامة المهنية في مشفى “الباسل” بدمشق سعد الدين الكردي، أكد أن الهجرة في القطاع الطبي، طالت مؤخرا الممرضين، إلى بلدان أخرى كالعراق ولبنان، لافتا إلى أن بعض المشافي فقدت ما يقارب 50 بالمئة من موظفيها خلال العشر سنوات الماضية.

وأوضح الكردي في تصريحات سابقة أن “الكوادر الطبية لا تحصل على الأجور والتعويضات اللازمة“، ما دفع العاملين في القطاع الطبي إلى البحث عن أي فرصة للهجرة والعمل في دول أخرى.ونتيجة لهجرة الممرضين لفت الكردي، إلى أن بعض المشافي شهدت تأدية المستخدمين, أو أشخاص غير مؤهلين ليقوموا بعمل الممرضين بسبب النقص، وحول أجور الممرضين اعتبر أن “الممرض عليه أن يعمل ثلاثة أيام حتى يشتري وجبة طعام“.

وفي هذا السياق، تُعد هجرة الأطباء بمختلف اختصاصاتهم من الملفات المهمة التي تحتاج إلى حلول بعد تزايدها خلال الآونة الأخيرة، و المؤسف أن نزيف الهجرة لم يتوقف حتى الآن، بل تضاعف، ولم تعد هجرة الأطباء مقتصرة على الدول العربية، و لا على كبار الأطباء، بل بدأت الهجرة إلى بلدان أوروبية في ظل العديد من الإغراءات العلمية والمادية، حسب صفحة “صاحبة الجلالة” المحلية.

اقرأ أيضا: تحذيرات من تفاقم ازمة الجفاف وتأثيرها على الأمن الغذائي في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.