يعاني اللاجئون السورين في العديد من دول الجوار لا سيما في تركيا ولبنان من تخبط قرار حكومات تلك الدول، فضلا عن استغلال حكوماتها لملف اللاجئين والتهديد بطردهم، لابتزاز المجتمع الدولي، بهدف الحصول على مكاسب سياسية واقتصادية.

لبنان يطرد اللاجئين؟

رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي، هدد قبل أيام بطرد اللاجئين السوريين، وإعادتهم إلى بلادهم، وذلك في حال لم يقدم المجتمع الدولي “الدعم اللازم” لبلاده

وقال ميقاتي أثناء إطلاق “خطة لبنان للاستجابة للأزمة لعام 2022-2023″، إنه “بعد 11 عاما على بدء الأزمة السورية، لم تعد لدى لبنان القدرة على تحمل كل هذا العبء، لا سيما في ظل الظروف الحالية” حسب قوله.

وأضاف “أدعو المجتمع الدولي إلى التعاون مع لبنان لإعادة النازحين السوريين إلى بلدهم، وإلا فسيكون للبنان موقف ليس مستحبا على دول الغرب، وهو العمل على إخراج السوريين من لبنان بالطرق القانونية، من خلال تطبيق القوانين اللبنانية بحزم“.

ويعيش في لبنان الغارق في أسوأ أزماته الاقتصادية، والذي بات عاجزا عن تأمين الخدمات الأساسية لمواطنيه، بما في ذلك الكهرباء والوقود 1.5 مليون لاجئ سوري، حسب تقديرات رسمية.

اللاجئون والانتخابات

الصحفي والمحلل السياسي عقيل حسين، يرى أن السياسيين في لبنان يستخدمون ورقة اللاجئين، للحصول على مكاسب تتعلق بمنصب رئيس الوزراء في لبنان.

قد يهمك: خلافات روسية إسرائيلية متوقعة.. ماذا عن سوريا؟

ويقول حسين في حديث خاص لـ“الحل نت“: “تهديد ميقاتي يأتي في ظل تنافس واضح بين السياسيين اللبنانيين السّنة المهتمين بالحصول على منصب رئيس الوزراء، لذلك فإن كل مرشح منهم، يطلق التصريحات التي يعتقد أنها ستزيد من رصيده لدى الفريق الذي يرى أنه يمكن أن يوصله إلى هذا المنصب، وميقاتي يريد الوصول من خلال التيار العوني المعروف بتأييده للنظام السوري وكراهيته للاجئين السوريين والفلسطينيين“.

ويضيف: “بالطبع لا يمكن إغفال الجانب الاقتصادي وراء هذا النوع من التصريحات، سواء عندما تصدر عن ميقاتي او التيار الوطني الحر أو أي من السياسيين اللبنانيين الذين ينتظرون زيادة المِنح ،والمساعدات المالية المقدمة لبيروت مقابل استضافة اللاجئين، فهذه الأموال مصدر رئيسي من مصادر دخل الدولة اللبنانية ،وكذلك دخل السياسيين فيها“.

وبالتوازي مع التصريحات اللبنانية، تواصل تركيا هي الأخرى سياسة التضييق على اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها، إذ تحاول أنقرة هي الأخرى اللعب على ملف اللاجئين تزامنا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في البلاد، إذ يسعى الحزب الحاكم إلى كسب المزيد من الأصوات عبر تصدير خطاب إعادة اللاجئين إلى بلدانهم وبالأخص السوريين.

ويتخوف اللاجئون في تركيا ولبنان على وجه التحديد من قرارات مفاجئة قد تعرض حياتهم للخطر، لا سيما فيما يتعلق بالإعادة القسرية إلى المناطق السورية، التي تُعد “غير آمنة” بالنسبة لملايين السوريين.

ويعتقد حسين أن تغيّرا جوهريا لن يحصل في وضع اللاجئين السوريين في لبنان، وذلك لأن حكومة بيروت، لا يمكنها أن تقرر شيئاً بهذا الخصوص خارج الرغبة والإرادة الغربية.

أما الوضع في تركيا فيتحدث عنه الصحفي السوري بالقول: “في تركيا ستزداد الضغوط عليهم من قبل الحكومة والمجتمع، لإجبار أكبر عدد ممكن منهم على العودة إلى المناطق التي تقول تركيا إنها تؤهلها في الشمال، لأنه لن تكون أمامهم أي وجهة أخرى متاحة لا إلى أوروبا ولا إلى غيرها، إلا إذا كان بشكل فردي نحو البرازيل أو مصر أو غيرها“.

وتتعمد السلطات التركية مؤخرا تضييق الخناق على اللاجئين السوريين، فضلا عن عمليات الترحيل التي تنفذها السلطات بحق السوريين، متجاوزة جميع قوانين البلاد، والقوانين الدولية المتعلقة بالتعامل مع اللاجئين.

واعتبر الناشط في قضايا حقوق اللاجئين طه الغازي، أن ملف اللاجئين باتت تستخدمه الأحزاب السياسية المتصارعة في تركيا، لكسب المزيد من الأصوات على حساب حقوق اللاجئين في البلاد.

وقال الغازي في حديث سابق لـ“الحل نت“: “نلاحظ أن تيار المعارضة دائما ما يَعد بإعادة اللاجئين إلى بلادهم، وهذا الشيء يُكسبه مزيداً من الأصوات، لذلك الحزب الحاكم بدأ يتجه بنفس الاتجاه، للأسف اليوم المجتمع السوري أصبح بين مطرقة تيار المعارضة، وسندان الحزب الحاكم“.

ويؤكد الغازي أن الحزب الحاكم في تركيا، بدأ فعلا بتطبيق سياسة عودة اللاجئين، وذلك عبر طرق عديدة غير مباشرة أبرزها: “إغلاق قيود السكن بالنسبة للسوريين، الذي بات له جوانب إدارية، للأسف بعض العوائل في أنقرة تعرضت لقرارات هدم لمساكنها ،ولم تتمكن من تثبيت قيودها السكنية الجديدة“.

ويعيش في تركيا نحو ثلاثة ملايين و700 ألف لاجئ سوري، تحت نظام “الحماية المؤقتة“، وذلك وفق آخر إحصائية أعلنها وزير الداخلية التركي سليمان صويلو“.

قد يهمك:عقبات تحول دون تثبيت زواج السوريين في تركيا.. ما هي؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة