أزمات متوالية تضرب العراق، أخرها فقدان عدد من أنواع الأسماك، حيث أكدت مديرية الزراعة في محافظة البصرة، اليوم الجمعة، أن ارتفاع اللسان الملحي بشط العرب تسبب بتراجع كبير في الثروة السمكية في محافظة البصرة (أقصى جنوبي العراق). 


وقال مدير قسم الأسماك في المديرية شاكر عبد الرزاق لوكالة الأنباء العراقية “واع”، وتابعه موقع “الحل نت”، إنه “نلاحظ في الآونة الأخيرة حدوث تراجع كبير جدا بكميات الثروة السمكية في محافظة البصرة”. 

وأدى ترافع الملوحة إلى فقدان أنواع عديدة من الأسماك، لاسيما التي تشهد إقبالا واسعا من قبل المواطنين لشرائها، إذ أن أسماك الكارب اختفت والبني والكطان في طريقهما لذات المصير بسبب شدة ملوحة المياه، بحسب عبد الرزاق. 


كما أشار إلى أن “كثيرا من أنواع الأسماك اختفت من شط العرب بسبب شدة الملوحة وشحة المياه في نهري دجلة والفرات وارتفاع درجات الحرارة “.

اقرأ/ي أيضا: أسعار جنونية وخطر محدق.. من يقف خلف نفوق الأسماك في العراق؟

الحلول الممكنة


في حين أن “حل هذه المشكلة يتركز على ضرورة زيادة كميات المياه المتدفقة من قبل وزارة الموارد المائية، فضلا عن أن هناك متابعة مستمرة من قبلنا لإيجاد حلول كفيلة بإنهاء هذه المشكلة”.

ويوم الاثنين الماضي، أعلنت مديرية الموارد المائية في محافظة البصرة، وضع خطة حكومية احترازية لمواجهة ارتفاع اللسان الملحي بشط العرب. 

وقال مدير الموارد المائية في المحافظة جمعة شياع في تصريحات صحفية إن “الإطلاقات المائية مستمرة من ناظم قلعة صالح بصورة كبيرة للحد من اللسان الملحي في حال حدوثه بشط العرب”، مبينا أن “الوضع الحالي أفضل من العام السابق”. 

وأكد شياع، أن “المياه تصل إلى المناطق السكنية بشكل منتظم ولا توجد قلة أو نقص أو انقطاع فيها”، لافتا إلى أن “مديرية الموارد المائية في محافظة البصرة أعدت خطة مسبقة لمواجهة أي طارئ يحدث في حال ارتفاع درجات الحرارة التي تؤثر على كمية المياه وتتسبب في ارتفاع اللسان الملحي”. 

اقرأ/ي أيضا: الجفاف في العراق: ماذا تبقى من ثروة البلاد السمكية بعد اضمحلال المسطحات المائية؟

خطة شاملة

كما أضاف، أن “الخطة الشاملة التي أعدتها مديرية الموارد تهدف لمواجهة اي تأثير قد يتركه المد الملحي حال حدوثه في الفترة القادمة”. 

من جهته، قال قائممقام قضاء شط العرب حيدر طعمة خضير، إن “جميع المؤشرات تؤكد أن الفترة المقبلة ستشهد نقصا كبيرا في المياه، وأن محافظة البصرة ستكون أكثر المدن تضررا”، مبينا أن “الضرر سيكون على مياه الموارد بصورة مباشرة، فضلاً عن الحقول الزراعية وتربية الحيوانات بسبب غزو اللسان الملحي وصعوده إلى أعالي شط العرب”. 

ولفت خضير إلى أن “حدوث ذلك متوقعا في الفترة المقبلة بسبب ارتفاع درجات الحرارة”، معربا عن أمله في “وضع حلول رقمية دقيقة من قبل وزارة الموارد المائية لإطلاق الكميات الكفيلة بإيقاف زحف اللسان الملحي على الأقل من رافد قناة كتيبان”. 

وأشار إلى “عدم وجود حلول سريعة لمشكلة اللسان الملحي وارتفاع نسبة الملوحة، باستثناء ربط مشاريع ماء الإسالة على القناة الإروائية والتي تضمن تأخر ارتفاع نسبة الملوحة، لكنها ليست حلا للمشكلة”، مقترحا “إقامة سد لترشيد الكميات المطلقة من ناظم القلعة، وترشيد استهلاك المياه الخاصة بالمزروعات، عن طريق الزراعة الحديثة، مع إشراك وزارة الخارجية وتكليفها بمهمة الدفاع عن حقوق العراق المائية”. 

اقرأ/ي أيضا: هجرة من الأهوار.. إيران تواصل قطع المياه عن العراق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.